يتجاهل نظام آل سعود دور المملكة الأردنية بالوصاية على المقدس الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.
وفي مقابل ذلك، تسعى إسرائيل لإغراء النظام السعودي والإماراتي لدخول القدس المحتلة – عبر بوابة التطبيع – لمنافسة الدورين التركي والأردني .
وترغب السعودية الإمارات على وجه التحديد بإيجاد دوراً يزاحم النفوذ التركي المتصاعد بين المقدسيين.
تعزيز الحضور السعودي
وأفادت مصادر مقدسية لـ”ويكليكس السعودية” بوجود مساع سعودية للدخول للمدينة المقدسة.
وقالت المصادر المقدسية إن النظام السعودي تواصل مؤخرا مع مؤسسات وجمعيات مقدسية لتقديم مشاريع اقتصادية وإجتماعية.
وأشارت إلى أن الأخطر من ذلك هو محاولة السعودية إقامة مركز جديد ليكون بمثابة دور سعودي رسمي في المدينة المقدسة.
وقالت المصادر إن شخصيات سعودية تواصلت مع شخصيات مقدسية. لإيجاد موطئ قدم لها بالمدينة.
وأكدت أن هناك عشرات الشخصيات المقدسية رفضت السفر إلى الرياض في محاولة لإفشال مساعي السعودية.
خطة إسرائيلية
وكان الحاخام اليهودي رافي بيرتس, أعلن عن خطة لجلب ألاف السائحين من الإمارات إلى القدس المحتلة.
وسيقيم هؤلاء في فنادق القدس والصلاة فيها, لتعزيز مكانة المدينة كعاصمة لإسرائيل.
وشرعت الإمارات منذ أن أعلنت اتفاق التطبيع, في ضخ أموالاً لشراء عقارات في البلدة القديمة.
إضافة إلى فتح قنوات اتصال مع العديد من التجار, وتقديم وعود لهم بمساعدات مالية مباشرة أو تمويل مشاريع صغيرة.
وكشف بعض التجار عن محاولات إماراتية من خلال أشخاص يعرفون عن أنفسهم بأنهم رجال أعمال.
إغراءات مالية
وعرض هؤلاء سداد ديونهم الضريبية المتراكمة مقابل الدخول في شراكة معهم في إدارة مصالحهم التجارية، وإدارة شؤون عقاراتهم وتمويل بناء عقارات على مشارف البلدة القديمة.
وعلى الرغم من أن المشاريع التركية في القدس ذات طابع خيري اقتصادي, إلا أن إسرائيل لا تُرغب الوجود التركي, وتمنع أي نشاط سياسي في المدينة.
في حين أن الجهود التركية أزعجت الإسرائيليين والدول العربية المتطلعة لترسيخ نفوذها في القدس.
وكشف مركز القدس للدراسات عن موافقة الإمارات لأول مرة على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
والتغير الجديد يسمح لليهود بالصلاة في الحرم ويختصر حق المسلمين في المسجد فقط وليس الحرم بأكمله, مما يثير قلق وخوف دائرة الأوقاف الأردنية والفلسطينيين.
فالاتفاق يهدف لمنح الإمارات دوراً جديداً داخل الأقصى, ومزاحمة الدورين الأردني والفلسطيني داخل المدينة.
وأكد الباحث في شؤون مدينة القدس زياد إبحيص أن القلق يساور الأوساط الفلسطينية الرسمية إزاء هذه الحملة المصعورة التي تقودها الإمارات.
وقال إبحيص إن هذا الدور يأتي بدعم ومساندة من السعودية والبحرين، وحتى من بعض الأوساط الفلسطينية المحلية.
وأشار إلى أن المقدسيون يتجهزون لاستقبال من سيأتي إلى القدس تحت وطأة التطبيع. ولن يسمحوا للإماراتيين وغيرهم أن يعتدوا على قدسية الأقصى.