يزور وفد عسكري إسرائيلي هذه الأيام، العاصمة السعودية الرياض، لتعزيز التحالف العسكري ونصب القبة الحديدية وتوطيد العلاقات تمهيدا للتطبيع الرسمي.
وبحسب صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن وفد عسكري إسرائيلي يزور الرياض لنصب القبة الحديديدية الإسرائيلية في أنحاء المملكة؛ بذريعة مواجهة صواريخ الحوثي.
وقالت الصحيفة اللبنانية إنه على ما يبدو أن ما بشر به مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، جاريد كوشنر. ومِن بعده بنيامين نتنياهو. من اتّفاقات تطبيع جديدة مع أطراف عربية. ليس مجرّد تمنّيات.
وأضافت الصحيفة: بحسب آخر الأنباء الواردة من إسرائيل، فإن العلاقة بين الأخيرة والسعودية تنتقل إلى طورٍ أكثر تقدُّماً. مع تكفُّل تل أبيب برعاية تامّة ومباشرة من الحليف الأميركي. بنصب منظومة القبة الحديدية في المملكة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك لصد الصواريخ والمسيرات اليمنية. وبمعزل عن مدى فاعلية المنظومة الإسرائيلية التي انكشفت عيوبها خلال السنوات الماضية.
فإن هذه الخطوة تفتح الباب على تطوّرات دراماتيكية في العلاقة السعودية الإسرائيلية التي لا تزال إلى الآن مِن خلْف الستار.
الرقابة العسكرية الإسرائيلية
وترفض الرقابة العسكرية في إسرائيل، السماح بكشف الدولة الخليجية التي نقلت إليها منظومة القبّة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، عبر الحليف الأميركي.
ووفق الصحيفة، فإذا كانت دوافع الرفض مفهومة، فلن يستعصي تقدير اسم الدولة المعنيّة السعودية.
وتابعت: لا تَخرج الأخبار المقتضبة حول نقل المنظومة عن السياقات العامّة لمرحلة تظهير التطبيع بين أنظمة عربية وإسرائيل.
علماً أن السعودية، تحديداً، لم تصل إلى هذه المرحلة بعد، كما فعل غيرها، وإن كانت هي مَن حثّتهم على ذلك.
وأكملت: تأخرها ليس مرتبطاً بالقضية الفلسطينية كما يدّعي البعض، بل بالتوقيت الأمثل داخلياً وخارجياً، خصوصاً على وقْع المتغيِّر الأميركي في البيت الأبيض.
ولذا، فهي لا تزال تمتنع، إلى اليوم، عن تظهير ما هو قائم ومُفعّل على أرض الواقع بينها وبين إسرائيل، علماً أنها السبّاقة إلى طلب العلاقة مع الأخيرة”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة، فإن في السعودية الآن وفد من شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية “رفائيل”.
وذلك بهدف بحث ما يمكن الشركةَ فعله لتأمين دفاعات ضدّ الصواريخ اليمنية الدقيقة المُوجَّهة والطائرات المسيّرة. التي للمفارقة تشغل بال إسرائيل نفسها.
وحسب الصحيفة، فإن ذلك يأتي بشكل خاص لأن المنظومات الدفاعية الإسرائيلية لم توضع بعد في اختبار عملي لمواجهتها.
مرحلة نهائية
وبحسب الإعلام العبري، فإن العمل على تنصيب منظومتَين من “القبة الحديدية” الإسرائيلية في السعودية يدخل مراحله الأخيرة، ما يفسر وجود وفد رفيع من “رافائيل” هناك..
وتابعت: سواءً تمّ تأكيد التنصيب رسمياً أم لم يتمّ، فالمرجّح أن تعمد إسرائيل لاحقاً، كما هي العادة، إلى إطلاق التسريبات المُوجَّهة. خصوصاً أن الأهمّ، في هذه الحالة، بالنسبة إليها،
هو الكشف عن أن سلاحها بات جزءاً من حائط الدفاع عن النظام السعودي، لا واقع الدفاع نفسه وتبعاته المباشرة.
ودأبت تل أبيب، على مر السنوات الماضية، على الإعلان عن تعديلات على القبة الحديدية، أملت من خلالها تذليل عقبات صعبة جداً.
خصوصاً لناحية قدرة المنظومة على مواجهة الطائرات المُسيّرة. وكذلك رشقات كبيرة من الصواريخ.
ناهيك عن صدِّ صواريخ دقيقة مُوجَّهة. وهو ما يتعارض مع جوهر القبة وآلية عملها. على رغم الإعلان الإسرائيلي الأخير عن تطوير «مهمّ» إضافي فيها.
وتشير الصحيفة إلى أن إسرائيل تحرص سواء لأغراض معنوية داخلية أو تجارية خارجية، على إخفاء عيوب المنظومة.
مستدركةً: لكن تتبُّع أداء الأخيرة كان كفيلاً بكشف أهمّ تلك العيوب. ولا سيما في المواجهات مع فصائل المقاومة في قطاع غزة.
على الرغم من أن القدرات الكمّية والنوعية لتلك الفصائل، لناحية الصواريخ والطائرات المُسيّرة، محدودة إذا ما قيست بجبهات أخرى.
وأكملت الصحيفة: “مع ذلك، ليس لدى تل أبيب ما تفعله، في مواجهة القدرات الصاروخية المعادية، سوى التمسُّك باستراتيجية تعزيز ردعها عبر التهديد المستمر. وتظهير الاستعدادات العسكرية بشكل دائم، ومن بينها “القبّة الحديدية”.
وقائع التطبيع
وحسب الصحيفة، فإن المصادر العبرية تلفت إلى نقل القبة للخليج. وتوجه وفد من “رافائيل” إلى السعودية، أعقبا الضربات الأخيرة التي تلقّتها المملكة من اليمن.
إضافة إلى الإعلان الإسرائيلي الأخير عن نجاحات باهرة في تطوير المنظومة حتى تصبح قادرة على اعتراض المُسيّرات والصواريخ الدقيقة.
وتلك وقائع لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، كون الترابط في ما بينها كبيراً جدّاً.
واللافت أن الإعلان الإسرائيلي، الذي بدا “غبّ الطلب”. يتوافق تماماً مع مصلحة تل أبيب في مرحلة التطبيع بينها وبين العواصم العربية.
ووفق الصحيفة، ستكون تشغيل “القبّة الحديدية” في السعودية بيد إسرائيل، التي لا تتخلّى عن محظوراتها القاضية بمنع كشف أسرار المنظومة وعيوبها للآخرين.
حتى وإن كان الجانب السعودي موثوقاً لديها، وهذا ما حصل مع سنغافورة التي اشترت المنظومة. من دون أن تُدخِلها في اختبارات عملية حتى الآن.
واستدركت: “لكن، بإمكان إسرائيل، إزاء ذلك، اللجوء إلى الجانب الأميركي الذي يُشغّل معظم المنظومات الدفاعية لدى السعودية. والمواكِب لمسار تطوير القبّة.
فضلاً عن كونه المُموّل الأول لها والمشارك الأساسي في وضعها على مسار الإنتاج، على الرغم من أنه تخلّى عنها في نهاية المطاف، لتقديره أنها لن تكون فاعلة في مواجهة التهديدات الصاروخية الماثلة أمامه.
وسرّبت المؤسّسة الأمنية في إسرائيل، في وقت سابق، عبر صحيفة «هآرتس»، أنه تَقرّر أن تنصب الولايات المتحدة منظومات “قبّة حديدية” في الخليج. كانت قد «اشترتها» من إسرائيل.
شروط إسرائيل
ووفقاً لمصادر أمنية إسرائيلية، فإن تل أبيب اشترطت ألّا يُشغّل المنظومات إلّا الجانب الأميركي حصراً، علماً أن مصادر أمنية أخرى قالت للصحيفة نفسها، إن وزارة الأمن طلبت من شعبة مراقبة الصادرات العسكرية مراجعة القيود المفروضة على تصدير السلاح الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن الصناعات العسكرية ترى أنه بات بالإمكان الآن تصدير أسلحة إسرائيلية، وإن متطوِّرة إلى دول ظلّ التصدير ممنوعاً إليها حتى الأمس القريب.
وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، في أيلول 2018، عن قيام السعودية بتوقيع صفقة لشراء “القبة” من إسرائيل بوساطة أميركية.
إلا أن وزارة الأمن في تل أبيب نفت آنذاك توقيع أيّ صفقة من هذا النوع. مع أنها لم تنفِ طلَب السعوديين نفسَه شراء المنظومة.
وبحسب المصادر الأمنية، فقد زاد مستوى اهتمام السعودية وآخرين بـ “القبّة” في عام 2019. بعد الهجمات التي شَنّها الجيش واللجان الشعبية انطلاقاً من اليمن على مقرات شركة “أرامكو” في المملكة.
إنجاز الاختبارات
وأفاد موقع “آرمي تكنولوجي” العسكري، أن شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية المتقدّمة “رافائيل” أنجزت بالتعاون مع “منظّمة الدفاع الصاروخي” الإسرائيلية. اختبارات لإجراءات تطوير على منظومة القبة الحديدية.
وتعتبر هذه ثالث سلسلة من الاختبارات التي تهدف إلى إثبات فاعلية تلك الإجراءات.
وأجريت، الشهر الماضي، عمليات إطلاق تجريبية لنسخة محدثة من “القبّة”، خضعت خلالها المنظومة، وفق الموقع، لمجموعة من السيناريوات المعقّدة، “واعترضت ودمّرت الأهداف بنجاح”.
وزعمت “رافائيل” أن المنظومة حاكت تهديدات قائمة أو يمكن أن تبرز، عبر اعتراض متزامِن لمسيّرات وصواريخ صغيرة وكبيرة.
كما ادّعت أن “القبّة” حَقّقت نسبة نجاح بلغت 90% في المئة خلال 2500 عملية اعتراض حربية منذ عام 2007.
وتقوم “رافائيل”، منذ إنشائها في عام 1948، بإنتاج وتطوير تقنيات قتالية للجيش الإسرائيلي، كما تقوم بالتصدير إلى الخارج.