لقن أطفال فلسطين أحد السعوديين الذي يزور الأراضي المحتلة بدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية، درساً قاسياً، بعد أن أحاطوا به وطردوه خلال تجوله في القدس.
وقام الأطفال والشباب بالبصق على السعودي واتهامه بالعمالة والتطبيع وخيانة القضية الفلسطينية، قائلين له: اذهب صلي في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، فيما دافع مسؤولون إسرائيليون عنه عبر تويتر فقط.
وكانت وزارة الخارجية الاسرائيلية، قد أعلنت، أن اسرائيل ستستضيف 6 صحفيين من دول عربية بينهم ولأول مرة صحفيون من السعودية، مشيرة إلى أن “الوفد سيزور نصب ذكرى المحرقة النازية “ياد فاشيم” في القدس، ومبنى البرلمان والمواقع المقدسة وغيرها من المواقع”.
واحتفى حساب “إسرائيل بالعربية”، بتصريحات الطالب بكلية الحقوق في السعودية المدعو محمد سعود، الذي وصفته بأنه “ناشط إعلامي”، حيث نشر تغريدة جاء فيها: “ناشط إعلامي من السعودية يزور إسرائيل للمرة الأولى في حديث لإذاعة غالاتس الإسرائيلية: “الشعب الإسرائيلي يشبهنا، وهم مثل عائلتي, أحب هذه الدولة، وكان حلمي دائماً أن أزور القدس”.
ونشر حساب إذاعة الجيش الإسرائيلي على تويتر صورة لمحمد سعود مع الصحفي جاكي حوجي خلال الحوار مصحوبة بتعليق: “من الرياض إلى القدس.. محمد سعود طالب الحقوق من السعودية متواجد هذا الأسبوع في إسرائيل ضمن وفد خاص مكون من 5 صحفيين ومدونين بدعوة من وزارة الخارجية. في حوار خاص مع جاكي حوجي”، مضيفاً: يقول سعود: كثير في السعودية يرغبون في زيارة إسرائيل.
وفي تغريده أخرى قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن محمد سعود (29 عاماً) طالب في السنة الثالثة بكلية الحقوق في جامعة الرياض، تحدث خلال الحوار عن المغنية الإسرائيلية حافا ألبرشتاين وعن الحاخام أمنون يتسحاق.
وكانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أدانت مشاركة صحفيين عرب في أي لقاءات أو أنشطة خلال زيارتهم لإسرائيل، معتبرة أن ذلك خطوة تطبيعيه مع سلطات الاحتلال، وطعنة لمواقف النقابة المناهضة للتطبيع، داعية الاتحاد العام للصحفيين العرب ونقابات وجمعيات الصحفيين في الدول العربية إلى الالتزام بقرارات ومبادئ الاتحاد، ومحاسبة كل صحفي يشارك في مثل هذه الزيارات والأنشطة.
من جانبها أصدرت نقابة الصحفيين العراقيين بياناً تضمن عقوبات رادعة لأي صحفي عراقي يشارك في التطبيع مع الكيان الصهيوني وزيارة دولة الاحتلال.
وقبل أيام دعا أحد المغردين التابعين لنظام آل سعود مواطني المملكة بزيارة إسرائيل وهضبة الجولان التي اعتبرها “إسرائيلية”، معتبراً أن إلغاء حجوزات السياح السعوديين إلى تركيا وتحويلها إلى إسرائيل واجباً وطنياً، وأن السعوديين سيكونون بأمن وامان في ضيافة أبناء عمومتهم في إسرائيل!، حسب تعبيره.
وكان محمد بن سلمان قد صرح خلال مقابلة سابقة لمجلة “أتلانتيك” الأمريكية بأنه ليس هناك أي اعتراض ديني على وجود إسرائيل أو أن يعيش الإسرائيليون جنباً إلى جنب مع الفلسطينيين، وأن بلاده تتقاسم المصالح مع إسرائيل، لافتاً إلى أنه حال التوصل إلى سلام في المنطقة فإنه سيكون هناك الكثير من المصالح مع إسرائيل.
وفي الآونة الأخيرة، تسابق عدد من الإعلاميين والنشطاء السعوديين المقربين من النظام في إطلاق تصريحات داعمة للتطبيع مع إسرائيل وتحط من شأن القضية الفلسطينية، منهم، الكاتب تركي الحمد الذي قال إن القضية الفلسطينية لم تعد مهمة إذ أصبحت “قضية من لا قضية له”.
وتوالت السقطات بما قاله عبد الحميد الحكيم مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات في جدة حيث رأى أن القدس رمز ديني لليهود، وأنها في قداسة مكة والمدينة المنورة عند المسلمين.
ولم يقتصر ذلك على دعاة التطبيع من إعلامي نظام آل سعود، بل إن الدعوات واللقاءات مستمرة بين مسؤولي النظام وإسرائيليين، حيث كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في ديسمبر الماضي عن زيارة سرية قام بها اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات في المملكة سابقاً، إلى إسرائيل، نيابة عن ولي العهد محمد بن سلمان، ودور فعال أيضاً قام به المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني من أجل التقارب بين نظام آل سعود وإسرائيل، لكن الأمر تعرّض لضربة قوية عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وكانت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية قد نشرت في يونيو من العام الماضي أنباء عن حضور محمد بن سلمان الاجتماع الذي ضم ملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعاصمة الأردنية عمّان
وقال محرر الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي جاكي حوجي إن تل أبيب والرياض تجريان اتصالات مباشرة بينهما، وإن ثمة لقاءات كثيرة عقدت في أماكن مختلفة بعيداً عن الأضواء على نحو سيتحول إلى أمر روتيني.