سخرت صحيفة “الغارديان” البريطانية من ولي العهد محمد بن سلمان، وقالت إنه يحتاج توجيها دائما من شخص راشد فهو لا يفلح إلا في انتهاك المعايير الدولية باستمرار وبطريقة خرقاء.
وقالت الصحيفة في مقال لها إن تصرفات بن سلمان تجعل من الصعب على الحلفاء الغربيين رسم بلاده كشريك إقليمي كفء، واصفة شخصيته بالمدمرة والفوضوية.
وذكرت الصحيفة “خلقت مجموعة من التنشئة المتساهلة وغياب المساءلة الكاملة والثروة السيادية الهائلة شخصية بن سلمان وجعلته نوعًا من الشرير الكتابي الفوضوي”.
كانت هناك جريمة قتل فاشلة للصحفي جمال خاشقجي، الذي لم يكن قتله قد وقع في سفارة المملكة فحسب بل بفضيحة استخبارية للمملكة بعد كشف أسماء القتلة الذين استخدموا جوازات سفرهم الحقيقية وهم يحاولون استخدام جثة مزدوجة في ملابسه.
ولاحقا تفجرت فضيحة اختراق بن سلمان هاتف مالك شركة أمازون جيف بيزوس عبر رابط تم إرساله على رسالة WhatsApp، واستخلصت مجموعة كبيرة من المعلومات الشخصية.
واستهدف بن سلمان بيزوس دون أي محاولة للذكاء أو تغطية آثاره وذلك في محاولة لتسرب رسائل مالك شركة أمازون إلى عشيقته، وهو تسرب أعقبه بعد ذلك محاولات لابتزاز للرجل.
ويعتقد أن ذلك تم بضربة انتقامية ضد انتقاد بن سلمان في صحيفة واشنطن بوست التي كان يكتب فيها خاشقجي والتي يمتلكها بيزوس.
وأشارت الصحيفة إلى أن خاشقجي لم يكن بأي حال من الأحوال أكبر المعارضين للعائلة المالكة السعودية، لكن تهور بن سلمان قاده إلى لإسكات أحد السعوديين البارزين في الصحافة الغربية مقابل لا شيء سوى النقد المعتدل.
وتضيف “الإجابة هي أن بن سلمان اعتاد على إشباع كل نزواته طوال حياته ومن الإفلات من العقاب. فيما يتعلق بأبناء الأوتوقراطيين، فإن بن سلمان مثل بشار الأسد مستبد سوريا الذي ورث السلطة من والده الوحشي، وأكثر من عدي حسين، نجل صدام المشهور الذي اشتهر بأنه قتل كل من تسببوا له بالإهانة حتى بين الموالين للرئاسة وأخوات زوجته”.
عزز بن سلمان موقفه في البداية من خلال تطهير الأصدقاء والعائلة في “حملة لمكافحة الفساد” وبحربه الكارثية في اليمن، التي انطلقت عندما أصبح وزيراً للدفاع في العشرينات من عمره والآن مستنقع للسعوديين، كانت أقل مناورة دفاعية محسوبة وأكثر حركة غير ناضجة.
بصرف النظر عن تلك الحوادث سيئة السمعة دوليًا والمغامرة العسكرية، أدى رفع بن سلمان إلى الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية إلى انقلاب كبير في القصر المظلم. في سبتمبر الماضي، قتل حارس شخصي بارز ومخلص لأبيه الملك سلمان، بالرصاص ، على ما يبدو بسبب “نزاع شخصي” مع صديق. بدأت الشائعات تنتشر بأن الوفاة كانت نتيجة تعاسة المؤسسة الأمنية القديمة مع سلوك ولي العهد المتقلب.
الانهيار من أجله هو الآن سمة مميزة للدعاية السعودية والنشاط عبر الإنترنت. علّق تويتر ألاف الحسابات مستخدَم لترهيب أولئك الذين انتقدوا العائلة المالكة، وهاشتاجات تويتر واسعة النطاق تمجد ولي العهد.
وأكدت الغارديان أن سلوك بن سلمان يجعل من الصعب على الحلفاء الغربيين الاستمرار في رسم المملكة العربية السعودية كحليف كفؤ في المنطقة.
فالشيء الوحيد الذي يفعله محمد بن سلمان باستمرار مثل انتهاك المعايير الدولية هو القيام بذلك بطريقة خرقاء يمكن تتبعها بحيث يتم الإمساك به دائمًا بحسب الغارديان.