انتقدت صحيفة الغارديان البريطانية، إخفاقات دول العالم بمحاسبة ولى العهد محمد بن سلمان على جرائمه الحقوقية بحق المعارضين في بلاده وخارجها، مؤكدة أن هذه السياسية جعلته يتمادى في جرائمه ومخططاته.
وكشفت الصحيفة النقاب عن شبكة من الشركات – يقع مقر العديد منها في لندن – وتعمل على مدار الساعة لتحويل الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها المملكة وولى العهد فيها.
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير إلى محاولة بن سلمان تبيض سجله الحقوقي عبر الرياضة العالمية، وقالت إن الاستحواذ المزمع على نادي نيوكاسل يونايتد من قبل ولي العهد محمد بن سلمان يثير أسئلة حول العالم.
ورغم أن جماعات حقوق الإنسان أدانت هذه المحاولة الساخرة التي قامت بها المملكة لـ “غسل الرياضة” لانتهاكاتها لحقوق الإنسان. لكن لا يوجد ما يشير إلى أنه سيتم حظر عملية الاستحواذ التي تبلغ 300 مليون جنيه إسترليني.
وينص ميثاق رابطة النادي الإنجليزي: “يحظر هذا الميثاق على أي شخص أن يصبح مديرًا للنادي إذا قام بسلوك خارج المملكة المتحدة من شأنه أن يشكل جريمة … إذا حدث مثل هذا السلوك في المملكة المتحدة، سواء أدى هذا السلوك إلى إدانة أم لا”.
وقالت الصحيفة إنه على مدى السنوات القليلة الماضية، أنفق ولي العهد وحكمه الفعلي ثروة يضع نفسه في العالم كمحدث، وقد طلب عام 2017 دعمًا عالميًا في تحويل المملكة إلى مجتمع مفتوح من شأنه تمكين مواطنيها، وجذب الاستثمار الأجنبي بشكل حاسم.
وأضافت أنه قام ظاهريًا بإدخال بعض الإصلاحات الليبرالية، وإلغاء الحظر المفروض على سائقات السيارات وتقييد سلطات الشرطة الدينية (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، كما أنفق مئات الملايين في بناء آلة علاقات عامة عالمية لبيع أجندته للعالم.
واستدركت أنه “ليس لديها أي شك في أن مشجعي نيوكاسل يونايتد لا يرغبون في أن يدير ناديهم من قبل مهندس هذا القمع الوحشي، لكن الاعتقال والتعذيب والقتل كانت الخلفية لهذا”.
ولفتت إلى انتهاكات نظام آل سعود في اليمن – والتي دفعت الأمم المتحدة إلى تقديم ادعاءات ذات مصداقية بارتكاب جرائم حرب، عدا عن جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في 2 أكتوبر/ تشرين أول 2018 داخل القنصلية السعودية بإسطنبول.
ونجحت عناصر أمنية تتبع لولى العهد – حسب تحقيقات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية – بذبح خاشقجي وتقطيعه وإخفاء جثته بينما كانت خطيبته خديجة جنكيز تنتظره في الخارج.
وتابعت الغارديان إن: القتل الشنيع وآثاره شوه سمعة بن سلمان وخلق إحراجًا كبيرًا لنظام آل سعود، ولعدة أشهر تجنب العديد من قادة العالم ولي العهد ورفضت بعض الشركات التعامل مع المملكة. ومع ذلك ، فهو يعمل الآن على استعادة سمعته.
وكشفت عن شبكة من الشركات – يقع مقر العديد منها في لندن – على مدار الساعة لتحويل الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها المملكة.
وذكرت أن المملكة استضافت مباريات الملاكمة وحدث غولف، ولا يزال اتفاقها الطويل الأمد مع منظمة المصارعة WWE على حاله. وقالت إن “هذه الأحداث هي مجرد نافذة تهدف إلى استعادة الثقة في حكم بن سلمان، وليس توسيع الحريات الفعلية للسعوديين”.
واستطردت: بعيدًا عن كونه حاكمًا مستنيرًا، أظهر بن سلمان نفسه قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة. فأزمة فيروس كورنا عملت دول على حماية مواطنيها لكنه يعمل على تعزيز سلطته.
واستدلت بحملة الاعتقالات الواسعة في مارس/ آذار المنصرم، والتي شملت اعتقال 298 موظفاً حكوميا، من بينهم ثلاثة من كبار أفراد العائلة المالكة تحت ستار مكافحة الفساد.
واشترى صندوق الثروة السيادية في إبريل/ نيسان المنصرم الذي يرأسه بن سلمان حصة بقيمة 500 مليون دولار (410 مليون جنيه استرليني) في شركة الترفيه الأمريكية Live Nation. وقد عمل منذ أن بدأت الأزمة في استعادة حصتها المفقودة في السوق من خلال حرب أسعار النفط.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن إخفاق حكومات العالم في محاسبة بن سلمان خلال السنوات الأخيرة شجعه على تنفيذ جرائمه ومخططاته.
وحذرت منظمة العفو الدولية من أن الدوري الإنجليزي الممتاز يمكن أن يصبح من أولئك الذين يريدون استخدام “بريق وهيبة كرة القدم في الدوري الإنجليزي الممتاز للتستر على الأعمال غير الأخلاقية”.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية، المملكة، باستخدام كرة القدم “كأداة للعلاقات العامة لصرف الانتباه عن سجلها السيء في مجال حقوق الإنسان”. ورغم ذلك رفض الدوري الإنجليزي منع محاولة بن سلمان اليائسة لحماية صورته.
وقال وزير الثقافة البريطاني أوليفر دودن: إنه من غير المرجح أن تتدخل الحكومة في الصفقة الرياضية، ولكن حان الوقت لحكومات الغرب وجميع الهيئات الوطنية المسؤولة لمحاسبة بن سلمان، مستدركا “إن تقاعسهم في السنوات الأخيرة أعطاه الاعتقاد بأنه يستطيع أن يفعل ما يحلو له دون المخاطرة بتداعياته”.
وختمت الصحيفة البريطانية تقريرها بقول جنكيز: “هذه فرصة للدوري الممتاز لتوضيح أن المجرمين والطغاة غير مرحب بهم في مسابقة كرة القدم الأكثر احترامًا في العالم. وإذا لم تغتنم هذه الفرصة، فستكون سمعتها الخاصة ملطخة إلى الأبد .. أولئك الذين هم على وشك الاستيلاء على نيوكاسل لديهم دماء على أيديهم”.
الحقوقية "جوليا لغنر": إصلاحات #ولي_العهد_الامير_محمد_بن_سلمان مجرد إجراءات شكلية زائفة، وعلى جميع الشركات الدولية وقف تعاملاتها معه بسبب سجله الحقوقي السيء. pic.twitter.com/S9C96cWPts
— مفتاح (@keymiftah79) June 14, 2020