حقوق الإنسان في السعودية- تواصل سلطات نظام آل سعود عزل الداعية البارز سلمان العودة وانتهاك أبسط حقوقه بعدم تمكينه من أي تواصل مع العالم الخارجي.
وصرح عبدالله العودة أن والده لا يزال في العزل الانفرادي، والسلطات تسمح له كل أسبوع أو أسبوعين بمكالمة مدتها دقيقة واحدة فقط مع العائلة.
ومنذ كانون ثاني/يناير الماضي رفعت سلطات آل سعود الجلسة السرية الخاصة بمحاكمة سلمان العودة دون تمكينه من الترافع أو تمكين المنظمات الحقوقية والصحافة العالمية من حضور المحاكمة السرية التي تُعقد في المحكمة الجزائية المختصة بقضايا الإرهاب، حيث يقضي العودة أيامه في السجن داخل الحبس الانفرادي.
ولم تحدد المحكمة موعداً جديداً لانعقادها أو موعداً للنطق بالحكم وسط حالة من “الارتباك العام” وفق ما يقول عبد الله العودة نجل سلمان العودة.
واعتقلت سلطات آل سعود سلمان العودة في شهر سبتمبر/ أيلول عام 2017 ضمن حملة شرسة شنتها الأجهزة الأمنية ضد المئات من المنتمين لتيار الصحوة الديني، أحد أكبر تيارات البلاد، وسط توعد من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالقضاء على هذا التيار.
ولم يعرض العودة أمام المحكمة إلا بعد عام كامل من سجنه، حيث وجهت النيابة 37 تهمة وطالبت بإعدامه مع عدد آخر من الدعاة الدينيين والأكاديميين ومن بينهم عوض القرني وعلي العمري.
وتعرض العودة للتعذيب النفسي والجسدي خلال وجوده في السجن وفق ما تقول عائلته، حيث جرى منعه من النوم، وتكبيله داخل الزنزانة ورمي الطعام له وهو مكبل مما اضطره لفتح الطعام بأسنانه، قبل أن تقوم السلطات السعودية بنقله إلى سجن الحائر لمحاكمته.
ومُنع أبناء وأقرباء سلمان العودة من السفر خوفاً من ذهابهم إلى الخارج ومطالبتهم بالإفراج عن والدهم أمام المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، لكن ابنه عبد الله، وهو أكاديمي متخصص في القانون وباحث في جامعة جورج تاون الأميركية، لا يزال يواصل المطالبة بالإفراج عن والده أو تمكينه من الحصول على محاكمة عادلة وشفافة.
وسبق أن طالبت منظمة العفو الدولية (أمنستي) الملك سلمان بإطلاق سراح الشيخ سلمان العودة “الآن”، وذلك بعد يوم من إعلان تأجيل محاكمته عدة أشهر.
وقالت المنظمة، في رسالة وجهتها للملك سلمان على حسابها بموقع “تويتر” في حزيران/يونيو الماضي: إنّ “العالم بأسره يراقب ليرى ماذا سيحدث في قضية الشيخ سلمان العودة”.
وأضافت أنه “لا ينبغي أن يكون هناك مكان لعقوبة الإعدام في مملكة تدعي أن لديها رؤية إصلاحية اسمها 2030، أطلقوا سراح الشيخ سلمان الآن”.