يقبع الشيخ سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان، في سجون النظام السعودي منذ 18 عاما على التوالي؛ وهو أحد ضحايا القمع الحكومي للفكر والمواقف الإصلاحية.
واعتقلت سلطات آل سعود، الشيخ العلوان إبريل 2004م، وحكمت عليه بالسجن لمدة 15 عاما ومددت محكوميته سابقا لـ 4أعوام أخرى.
أطلقت السلطات سراحه مؤقتا في 2012 لإجراء عملية جراحية وأعيد اعتقاله في أكتوبر 2013 بتهم كثيرة، منها زيارة أهالي المعتقلين السياسيين ودعم الجماعات الجهادية.
وتعرض الشيخ العلوان منذ لحظة اعتقاله للتحقيق القاسي والتعذيب في سجون آل سعود؛ بسبب مواقفه الفكرية والإصلاحية، وتعبيره عن رأيه بما يتعلق بإصلاح واقع البلاد.
والعلوان، أحد ضحايا القمع الحكومي لحرية الرأي والتعبير، وتلفيق التهم من خلال استغلال بعض بنود القانون وتفسيرها وفق رؤية قضاء آل سعود.
ولد في مدينة بريدة السعودية عام 1389 هـ/1969م ونشأ بها، وهو الرابع من أصل تسعة أخوه.
تتلمذ منذ حفظه القرآن الكريم عام 1407هـ على يد عشرات علماء أهل الحجاز، فحفظ كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
واشتهر المختص في علم الحديث والفقه، بدروسه وشروحاته للكتب، والتي لاقت ثناء من كبار علماء السعودية مثل عبد العزيز بن باز، إلا أنه دخل في خلاف فقهي مع هيئة كبار العلماء في عدة مسائل.
وقال الشيخ حمود العقلاء عنه: “لقد التقيت بكثير من الحفظة، ولكني لم أر من جمع بين الحفظ والفهم إلا الشيخ سليمان فإني لا أعرف أحداً في المملكة يضارعه في ذلك”.
وتعتقل سلطات السعودية مئات العلماء والدعاة وتتكتم على الاعتقالات وأسبابها، بيد أن معلومات مسرّبة تفيد بتعرّض العديد من المعتقلين لانتهاكات خطيرة تشمل التعذيب والإهمال الطبي.
ومنذ تولّي ولي العهد محمد بن سلمان، منصبه، صعدت شن موجة اعتقالات طالت مئات المسؤولين والأمراء والدعاة والمعارضين السياسيين، وحتى الناشطين الليبراليين والمتحرّرين.
واستخدم بن سلمان مختلف أساليب الترهيب والترويع ضد من يعارضه، وأحدث الكثير من التغييرات التي لم يسبقه إليها أحد في بلاده، وهو ما قوّض حقوق الإنسان وحرية التعبير بالسعودية، بحسب منظمات وجهات دولية.
وقالت منظمة العفو الدولية أكد أن المملكة العربية السعودية فشلت في تطبيق توصيات الأمم المتحدة بشأن تحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان.
وأضافت المنظمة في التقرير الذي يحمل عنوان “السعودية.. وعود لم تنجز” إنها صعّدت من أساليب القمع والتعذيب، حيث لجأت إلى احتجاز المعارضين بشكل تعسفي وتعذيب الناشطين بصورة غير آدميّة.
وقال مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، فيليب لوثر، إن الوعود السابقة التي قدمتها السعودية للأمم المتحدة ثبت أنها لا تعدو كونها فقاعات من الهواء الساخن.
واتهم لوثر السعودية بالاعتماد على نفوذها السياسي والاقتصادي من أجل ردع المجتمع الدولي ومنعه من انتقاد سجل السعودية السيئ جداً في مجال حقوق الإنسان.
وأكد الحقوقي الدولي أن المملكة تحتجز الناشطين السلميين بطريقة تعسفيّة وتقوم بتعذيبهم بشكل ممنهج.