كشف مسئول إسرائيلي كبير عن تطور غير مسبوق في العلاقات مع النظام السعودي ضمن نهج التطبيع المتدرج الذي يفرضه ولي العهد محمد بن سلمان.
وصرح رئيس الموساد الإسرائيلي السابق يوسي كوهين لوسائل إعلام عبرية بأن “التقارب وبناء العلاقات مع السعودية مهم للغاية لإسرائيل إنه جزء من تقوية الخير مقابل الشر في الشرق الأوسط”.
وأضاف كوهين “نأمل أن تستمر هذه الخطوة وتسريع العلاقات مع النظام السعودي في التطور”.
وسبق أن تم الكشف عن عقد كوهين الذي يوصف بأنه عراب التطبيع مع العرب في إسرائيل، عدة اجتماعات سرية مع بن سلمان.
في هذه الأثناء ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كثفت مؤخرًا من جهودها لتجديد زخم التطبيع وضم دولة عربية يؤمل أن تكون السعودية لحلف التطبيع.
وأوردت الصحيفة أنه “في الأسابيع الأخيرة، كثفت إدارة بايدن جهودها لتجديد زخم الاتفاقات الإبراهيمي للتطبيعة، وتجري الإدارة اتصالات متسارعة مع السودان، الذي اعترف بإسرائيل لكنه لم يكمل عملية التطبيع، ولم يرسل ممثلًا رسميًا إلى إسرائيل – ولم يفتح مكتبًا تمثيليًا في إسرائيل”.
وبحسب الصحيفة فإنه “إلى جانب السودان الذي كان أحد البلدان الأربعة للاتفاقات الإبراهيمية، تجري اتصالات مع دولة أخرى، لكن نظرا لحساسية الموضوع لا يمكن في هذه المرحلة إضافة تفاصيل”.
من جهة أخرى تناول الإعلام العبري المفاوضات الجارية بين السعودية وإيران وتأثيرها على مستوى تقدم العلاقات بين إسرائيل والرياض.
واعتبرت صحيفة هآرتس العبرية أنه إذا انتهاكات مفاوضات السعودية إيران بالفعل بالاتفاق والتطبيع، فستكون الفصل الأخير من التحالف المناهض لإيران الذي بنت “إسرائيل” عليه الجبال والتلال، بل ورأت نفسها عضواً غير رسمي فيه، لدرجة أن هذا القاسم المشترك بينها وبين السعودية بعث الأمل في أن تجدد المملكة علاقاتها مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة “قد تزيل العلاقات بين السعودية وإيران الحواجز التي تعترض قنوات الاتصال بين جميع الدول العربية وإيران، كما برهن على ذلك وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الذي قال في محادثة هاتفية مع نظيره الإيراني هذا الأسبوع إن “العلاقات الطيبة مع إيران قائمة. مصلحة الأردن المهمة “.
وبدأت الاجتماعات بين السعودية وإيران سرا في أبريل نيسان. حتى الآن، جرت ثلاث جولات من المحادثات، كان آخرها في نهاية سبتمبر، بعد تعيين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي رئيساً.
ومن المتوقع إجراء جولة أخرى في الأيام المقبلة، خلال حملته الانتخابية، بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي، صرح رئيسي أن سياسته الخارجية ستركز على إعادة العلاقات بين إيران والدول المجاورة، وخاصة المملكة العربية السعودية.
مع تنصيب جو بايدن كرئيس، بدأت السعودية في إعادة النظر في سياستها الإقليمية. على خلفية الخلاف الكامل بين بايدن ومحمد بن سلمان بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي، إلى جانب ضغوط بايدن لمنع بيع الأسلحة الأمريكية للسعودية بسبب استخدامها في الحرب في اليمن.
أثناء إطلاقه المفاوضات مع إيران حول الاتفاق النووي، قرر الملك سلمان دفع التحول في العلاقات مع إيران، وشرح المعلقون السعوديون هذه الخطوة بقولهم إن المملكة أدركت أنها لم تعد تثق بالولايات المتحدة، وتستحق تنويع علاقاتها الاستراتيجية وإعادة تموضعها في الشرق الأوسط.
سلسلة من الإخفاقات السياسية- مثل المحاولة الفاشلة للإطاحة برئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، والتي انتهت بفشل ذريع، وعدم قدرتها على التأثير في مجرى الحرب في سوريا، وعدم وجود حسم للحرب في اليمن رغم تفوق جيشها.
وبحسب الصحيفة فإن أن التقارب وتجديد العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية يشكل ضربة قاسية للجناح الإسرائيلي.
لا يقتصر الأمر على الخلاف الأساسي بين رئيس الوزراء نفتالي بينيت وجو بايدن بشأن برنامج إيران النووي والاتفاق النووي الذي تدفع به واشنطن، بل إن فقاعة التحالف العربي المناهض لإيران على وشك الانهيار.
لكن منذ البداية كان لدى نتنياهو فزاعة نفخ فيها الهواء الساخن. لم تكن الطائرات السعودية لتشن هجوماً منسقاً مع “إسرائيل” على إيران دون موافقة الولايات المتحدة، وقد أوضح هذا بالفعل في أيام ترامب أنها تحولت إلى الدبلوماسية وليس إلى الحرب.