استحدثت سلطات آل سعود الأمنية تحت ولاية محمد بن سلمان وسائل جديدة لمحاصرة معارضيه السياسيين والدعاة والشيوخ في تصعيد للإجراءات الانتقامية لتطال عوائهم.
شملت هذه الإجراءات أوامر بمنع السفر واعتقال أقارب للمعارضين بما يخالف أبسط المواثيق والاتفاقيات الدولية وحتى القيم والتعاليم الدينية.
ويمارس نظام آل سعود أشد انواع التعذيب، ويساوم معارضيه ويعقد صفقات مع من يعتبرهم أدوات رئيسة لتثبيت شرعية حُكم المملكة.
التحول الحاصل في المملكة ليس في الانتقال من الديمقراطية إلى القمع، بل من قمع إلي قمع، ولكن الشيء الوحيد المُختلف هو نوعية هذه الإجراءات، وتبدُل الفئات ممن طالهم القمع.
أطلق بن سلمان كذلك حملة اعتقالات واسعة في حق منتسبين للإخوان المسلمين داخل المملكة، بعد أن كانت الجماعة وسيطًا مرغوبًا فيه دائمًا من جانب المملكة لإنهاء أي صراع قبلي داخل المملكة من خلال استخدام نفوذهم لدى القبائل، أو من خلال استخدام هذه الورقة في أية قضية إقليمية .
وامتدت موجة الاعتقالات إلى شخصيات غير إسلامية، ومغردين من المؤثرين على تويتر، مثل المحلل الاقتصادي عصام الزامل، والكاتب والمؤلف عبد الله المالكي, ولجين الهذلول وغيرهم الكثير.
استحدث بن سلمان، ضمن مساعيه لتأسيس منظومة القمع الجديدة، وسيلة المنع من السفر لأهالي من جرى اعتقالهم، وهي الوسيلة التي لم تُستخدم على مدار السنوات الماضية، خصوصًا حيال ذوي المعتقلين.
وانكشفت هذه الوسيلة بعد منع سلطات آل سعود أبناء الداعية سلمان العودة من مغادرة أراضي المملكة، حسبما أكد نجله الأكبر المتواجد في الخارج.
عائلة العودة ليست الوحيدة التي تعرضت للمنع من السفر، إذ أن أجهزة الأمن التابعة لبن سلمان تمنع سفر أهالي معتقلي الرأي حتى الأطفال، كما منعت أيضًا جميع المشايخ والدعاة (حتى أولئك المسبحين بحمد النظام).
وعلى خلاف بعض الموضوعات أو القرارات التي تصدر من الديوان الملكي ، ويتجنب المواطن السعودي الحديث عنها، أو التفاعل معها؛ لأسباب تتعلق بالخوف من قمع أجهزة الأمن لهم، وجدت تغريدة النجل الأكبر لسلمان عودة بمنع عائلته وإخوته من السفر خارج البلاد تعاطفًا كبيرًا، وانزعاجًا من سياسات ولي العهد حيال الشيوخ والدعاة وعائلاتهم.
وكتب عبد الله العودة، المُقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، في تغريدة :« بكل أسف، خبر المنع من السفر صحيح لأخواتي وإخواني، وكان أيضًا غير مسبّب ولا موضّح.. فرج الله عن الجميع»، قبل أن يليها بتغريدة جديدة، كتب فيها: “إخواني الصغار هؤلاء.. فقدوا أمهم في حادث قبل أشهر.. ثم اعتُقِل والدهم.. وهم الآن ممنوعون من السفر”، وأرفقها بصور والده مع إخوته الصغار”.
اعتقلت سلطات آل سعود والدة المعارض المقيم في لندن عبد الله الغامدي في مارس/ آذار العام الماضي، رغم تجاوز عمرها الـ60 عاماً بتهمة إرسال أموال لولدها المقيم في لندن، كما اعتقلت شقيقيه أيضاً وساومته مقابل تسليم نفسه.
ولا تعدّ حالة الغامدي الوحيدة، إذ اعتقلت السلطات بعد ذلك شقيقي المعارض السعودي المقيم في كندا عمر بن عبد العزيز الزهراني، وهما أحمد (25 عاماً) وعبد المجيد (19 عاماً)، وقامت بتعذيبهما بالصعق الكهربائي والإيهام بالغرق في الماء، وطالبت عمر بن عبد العزيز بالعودة للبلاد وتسليم نفسه مقابل الإفراج عنهما.
كما أن عشرات الناشطين في الخارج تم حرمان عائلاتهم من السفر بسبب نشاط رب أسرتهم .. هناك أطفال بينهم وهناك نساء .. ولا ذنب لهم.