رصد مقال نشرته مجلة أمريكية دورا تخريبيا لنظام آل سعود في الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها العراق منذ أيام.
فقد تناولت مجلة فورين بوليسي الاحتجاجات الجارية في العراق، مبرة غضب المتظاهرين من الفساد والنفوذ الأجنبي.
وتحدثت المجلة عن محاولة آل سعود الاستفادة منها من خلال توظيف وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبرت أن إقالة قائد عسكري يتمتع بشعبية كبيرة من منصبه كانت أحد العوامل التي أدت لاندلاعها.
ويقول الكاتب أحمد تويج في مقاله بتلك المجلة الأميركية إن نظام آل سعود يسعى لإذكاء هذه التوترات التي ترى فيها فرصة لإسقاط ما تعتبره حكومة عراقية موالية لإيران.
ويضيف أن الرياض بدأت استخدام منصات التواصل لإدامة الاحتجاجات العنيفة في العراق، وتم إنشاء روبوتات أو برمجيات آلية لاستهداف وسائل الإعلام الغربية، ونشر تغريدات من قبل مستخدمين موالين للسعودية للترويج لشعارات “أنقذوا شعب العراق، أخرجوا إيران” رغم حجب الإنترنت بالعراق.
وتحاول المملكة -التي استخدمت منصات التواصل لملاحقة معارضيها والناشطين المنشقين عنها- أن تنشر وتروج للمشاعر المناهضة لإيران في العراق.
كما تشهد الاحتجاجات حضورا شيعيا قويا بشكل ملحوظ، ويتخللها بعض الشعارات التي تعبر عن استياء قوي من التدخل الإيراني في العراق، على غرار المشاعر التي عبر عنها المحتجون الذين هاجموا القنصلية الإيرانية في البصرة العام الماضي.
ويشير الكاتب في مقاله إلى أن الوضع في العراق يتدهور بسرعة، وأن إيران ليست الهدف الوحيد.
ويؤكد أحد الدبلوماسيين (رفض الكشف عن هويته) أن صواريخ أطلقت على المنطقة الخضراء ببغداد وأصابت مناطق بالقرب من السفارة الأميركية- أثناء حجب الإنترنت- تشير إلى أن هذه الاحتجاجات بدأت تستهدف أي تدخل أجنبي سواء كان إيرانيا أو أميركيا أو سعوديا.
وكما يقول الكاتب فإن نقل الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي -الذي كان أحد أبرز قادة جهاز مكافحة الإرهاب (الفرقة الذهبية) وله إسهامات في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية- إلى وظيفة إدارية في دائرة الإمرة بوزارة الدفاع أواخر الشهر الماضي أغضب العديد من مؤيديه وأثار احتجاجات دموية لم تشهدها البلاد ولا المنطقة منذ سنين.
وكان الساعدي قاد الفرقة الذهبية التي تم تكليفها بالوقوف على الخطوط الأمامية طوال الحملات العسكرية في الموصل، والقتال تحت العلم العراقي فقط -حسب ما يقول الكاتب- بالمقارنة بقوات الحشد الشعبي التي تدعمها إيران وتقاتل بشكل متكرر تحت رايات طائفية.
ويفيد المقال بأن وجود الساعدي بالخطوط الأمامية في الموصل وإسهامه في تخليص العراق من تنظيم الدولة أسفر عن حصوله على لقب بطل وطني من أنصاره، وخاصة عند مقارنته بالسياسيين الذين يسيطرون على المنطقة الخضراء ببغداد والذين يُنظر إليهم على نطاق واسع على أنهم فاسدون وعاجزون. كما تم نصب تمثال للساعدي في الموصل يشيد بدوره في تحريرها.
ويرى الكاتب أنه من المحتمل أن يكون تلقي الساعدي وفرقته تدريبات متكررة من جانب قوات التحالف أزعج النخبة العراقية الموالية لإيران.
ويشير إلى أن وحدات الجيش الشعبي كانت تتلقى تدريبها من الحرس الثوري الإيراني وقائده الجنرال قاسم سليماني.
وتفاقمت المخاوف بشأن علاقة الساعدي الوثيقة بالجيش الأميركي عندما تبين أن أنه زار السفارة في بغداد، حيث يقول إنه “قام بزيارة واحدة إلى السفارة الأميركية في بغداد للحصول على تأشيرة للحديث عن الإرهاب بجامعة هارفارد”.
ويضيف الكاتب أن تزايد المخاوف من علاقة السعدي بالولايات المتحدة -والضغط المحتمل من إيران- أدى إلى نقله من منصبه في دائرة مكافحة الإرهاب إلى وظيفة مكتبية.
ويمكن لهذه الخطوة -يقول الكاتب- أن تشير إلى تفكيك فعال للجيش العراقي حيث يسعى الحشد الشعبي إلى زيادة نفوذه في جميع أنحاء البلاد، وذلك ربما عن طريق طرح عسكري موال لإيران ليحل محل الساعدي.
ويضيف المقال أن الحكومة ربما كانت تخشى من حديث انقلاب عسكري، في ظل إدراكها للقوة العسكرية للساعدي والشعبية الواسعة التي يتمتع بها.
ولجأ الساعدي إلى وسائل الإعلام لرفض الخطوة التي تتمثل في إقالته من منصبه، واصفا إساءة الحكومة معاملته بأنها تمثل “إهانة وعقابا” له، حسب ما يقول المقال.
ويصف ما يسميه “تجريد” الساعدي من منصبه والذي قوبل بغضب كبير لدى العراقيين، حيث رد الشباب بالنزول إلى الشوارع ووسائل التواصل للتعبير عن رفضهم لهذه الخطوة. وانتشرت العديد من منشورات التواصل الاجتماعي المؤيدة للفريق الساعدي وهي تبرز صورته، فضلا عن رسائل الدعم له في جميع أنحاء البلاد.