يسيطر العجز والضعف الشديدين على نظام آل سعود في ظل ما تتعرض له المملكة من هجمات غير مسبوقة في لأسابيع الأخيرة أخرها قبل يومين استهداف في غاية الخطورة على آبار النفط.
أمام ذلك يظهر نظام آل سعود عاجزا ينتظر فقط إغاثة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدفاع عن المملكة ومهاجمة “إيران” الخصم الذي تم تحميله المسئولية عن الهجمات على المملكة.
لا يمكن لأي سعودي تحمل هذا الوضع الذي يتم فيه استهداف المملكة بهجمات واسعة وغير مسبوق في قلب المملكة فيما النظام الحاكم الذي أبرم صفقات تسلح عسكري بقيمة المليارات يقف عاجزا مهانا بهذا الشكل.
لا يتم القصد هنا الدعوة إلى الحرب وتوريط المملكة أكثر، لكن من المهانة لأي نظام حاكم في المملكة أن يتورط في حرب اليمن ثم يورط المملكة بالتعرض لكل هذه الهجمات ومن ثم يقف عاجزا ينتظر إغاثة واشنطن.
وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الليلة الماضية أن مسؤولين بالبنتاغون قدموا أمس الاثنين توصيات بشأن تدخل واشنطن للرد على الهجمات التي استهدفت منشآت نفطية سعودية السبت الماضي.
وقالت الصحيفة إن مسؤولي البنتاغون قدموا الاثنين توصيات برد محدود على الهجمات الأخيرة في السعودية بحجة التكلفة الباهظة للمواجهة مع إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين العسكريين يبحثون في الخفاء -وبحذر- السعي لنزع فتيل التوترات التي من شأنها أن تدفع الولايات المتحدة إلى صراع دموي محتمل مع إيران.
وبحسب المسؤولين المطلعين على المداولات الداخلية للبنتاغون فإن عدم استهداف أفراد أو منشآت أميركية في هجمات السبت في السعودية لا يستحق من وجهة نظرهم ردا عسكريا أميركيا مباشرا على إيران.
وشدد المسؤولون على أنه في حال كان الرد على طهران ضروريا، فستحتاج الإدارة الأميركية إلى إيجاد أساس قانوني صحيح لمثل هذا التحرك.
كما حذر المسؤولون في البنتاغون من تداعيات خروج التوترات مع إيران عن نطاق السيطرة، على نحو سبعين ألف جندي أميركي منضوين تحت القيادة المركزية الأميركية.
يذكر أن طائرات مسيرة استهدفت السبت منشآت نفطية سعودية، مما أدى لتوقف 5% من الإنتاج العالمي للطاقة. وقد تبنت جماعة الحوثي في اليمن الهجوم، لكن السعودية تحمل إيران المسؤولية.
وفي وقت سابق نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي أن محققين عسكريين أميركيين وصلوا إلى موقع الهجوم في منشأة بقيق، وأنهم يجمعون معلومات عن الأسلحة المستخدمة هناك.
وأضافت أن المحققين يعملون على أساس الافتراض أن الضربات لم تنطلق من اليمن، وأنهم لا يعتقدون أنها جاءت من العراق.
وأوردت الصحيفة أن تقييما أوليا وجد أن 15 مبنى في بقيق تعرضت لأضرار على الجانبين الغربي والشمالي الغربي، وليس على الواجهات الجنوبية كما هو متوقع إذا كان الهجوم قد جاء من اليمن.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إن الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة على منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية “غير مسبوقة”، وإن الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها للدفاع عن النظام العالمي الذي تقوضه إيران.
وأوضح إسبر -على تويتر- أنه عاد إلى وزارة الدفاع بعد اجتماع في البيت الأبيض أطلعت فيه قيادة الوزارة ومسؤولون آخرون الرئيسَ ترامب على الوضع.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (واس)، إن إسبر أبلغ الرياض بأن واشنطن تدرس كل الخيارات المتاحة للتصدي للهجمات على المملكة.
لكن ترمب تنصل من ذلك سريعا حين أكد رغبته بتجنب الحرب مع إيران، وقال إن بلاده مستعدة لمساعدة السعودية مقابل المال ولكن عليها أن تدافع عن نفسها.