تصريحات صادمة لوزير سعودي حول الصين وتجاهل حقوق مسلميها
قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان: إن “الدول العربية تدعم الصين ووحدة أراضيها، ومبدأ الصين الواحدة” في تصريحات صادمة تمثل تجاهلا لحقوق المسلمين وما يعانوه في الصين.
وأضاف بن فرحان، أن الصين لها مواقف تؤكد على احترام واستقلال وسيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها.
وتأتي تصريحات الوزير السعودي بعد تقارير غربية تثبت تصاعد انتهاكات الصين بحق أقلية الإيغور المسلمين. وآخرها قيام بكين بإجهاض المسلمات هناك، والتلاعب بالتركيبة السكانية للمسلمين.
وأوضح بن فرحان أن “المملكة والصين، تجمعهما علاقات صداقة متنامية تتطور في المجالات كافة، وتؤسس لشراكة استراتيجية شاملة”، مشيرا إلى أن الصين هي الشريك التجاري الأكبر للمملكة، وتمثل 13% من مجموع صادرات المملكة، و15% من مجموع واردات المملكة.
وكانت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية، تساءلت عن أسباب الصمت، الذي تمارسه الدول الإسلامية، إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها الإيغور في الصين..
وأشارت الصحيفة إلى أن دولا مثل باكستان والمملكة ومصر والإمارات والجزائر، ساعدت عام 2019، في الحيلولة دون تمرير قرار في الأمم المتحدة، يطالب الصين بالسماح بدخول مفتشين دوليين إلى إقليم شينجيانغ، حيث يعيش الإيغور.
وقالت الصحيفة إن الدول الإسلامية “أهدرت ذات يوم دم الروائي سلمان رشدي” والذي ألف كتابا يسخر فيه من القرآن والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكنها لم تتحرك أمام التنكيل الذي تتعرض له أقلية الإيغور المسلمة في الصين.
ولفتت إلى أن واحدة من “أفدح الجرائم في القرن الحادي والعشرين، تقترف أمام أعين الجميع، بينما يقفون مكتوفي الأيدي، بعد إجبار السلطات الصينية النساء المسلمات على الإجهاض، أو منع الحمل، وفي حال رفضن ذلك يودعن معسكرات الاعتقال”.
وقالت الصحيفة إنه يتم الفصل بين الأطفال الإيغور وأسرهم، بحيث يكبر الصغار منفصلين عن ثقافتهم وعن الإسلام.
ووصفت منظمة حقوقية دولية، سابقا، موقف آل سعود من تعذيب مسلمي الصين بأنه “معيب”، وذلك بعد أن وقعوا رسالة للأمم المتحدة تدعم سياسات بكين في القمع للأويغور في شينجيانغ والاعتقال التعسفي، بدعمها الإجراءات الصينية لـ”إبادة شعب الأويغور المسلم”.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” إن أكثر من 12 دولة عضوا في “منظمة التعاون الإسلامي” وقعت بيانا يدعم سياسات الصين في شينجيانغ ويتجاهل القمع الواسع ضد مسلمي الإقليم على رأسهم نظام آل سعود.
وأتت الرسالة التي روّجت لها الحكومة الصينية ردّا على بيان مشترك صادر عن 22 دولة في “مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة” أعربت فيه الدول عن قلقها إزاء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في شينجيانغ، وحثّت على السماح بدخول مراقبين دوليين دون قيود.
وأخضعت الحكومة الصينية 13 مليون فرد من قومية الأويغور وغيرهم من المسلمين الترك في شينجيانغ للاعتقال التعسفي الجماعي، والتلقين السياسي القسري، والقيود على الحركة، والاضطهاد الديني.
وتشير التقديرات الموثوقة إلى احتجاز أكثر من مليون شخص في معسكرات “التثقيف السياسي”. كما وضعت السلطات الصينية مسلمي شينجيانغ تحت المراقبة المتزايدة، وحشدت أكثر من مليون مسؤول لمراقبة المسلمين، بما فيه من خلال برامج مختلفة تخرق الخصوصية.
وقالت صوفي ريتشاردسون، مديرة قسم الصين في هيومن رايتس ووتش: “حصلت الحكومة الصينية على دعم عشرات الدول ذات الأغلبية المسلمة للمساعدة في تلميع سجلها الحقوقي المسيء في شينجيانغ. بدلا من الانضمام إلى عديد من الحكومات التي تدين الانتهاكات ضد مسلمي الإقليم، ساندت هذه الدول الرواية البغيضة التي تروّج لها بكين”.
وكانت حملة القمع التي قامت بها الصين في شينجيانغ اختبارا رئيسيا لما إذا كان أعضاء منظمة التعاون الإسلامي سيضغطون على الصين، التي تزداد قوة، لإنهاء انتهاكاتها المنهجية ضد المسلمين. بل ظلت المنظمة التي تضم 57 دولة صامتة إلى حد كبير وأشادت في بعض الأحيان بجهود الصين في الأشهر الأخيرة.
ومع ذلك، لم تنضم أي دولة ذات أغلبية مسلمة إلى الدعوة العالمية غير المسبوقة في مجلس حقوق الإنسان الأممي للتحقيق في الانتهاكات.
وقالت ريتشاردسون: “وضعت حملة الصين القمعية في شينجيانغ مصداقية منظمة التعاون الإسلامي على المحك.. إذا أرادت المنظمة أن تكون الصوت العالمي لحقوق المسلمين المضطهدين في كل مكان، فعلى أعضائها أن يتوقفوا عن الإشاحة بنظرهم عن الانتهاكات، ويشجبوا سياسات الصين التعسفية في شينجيانغ”.
ولم يترك محمد بن سلمان موقفا مشينا وإلا أقدم عليه حتى وصل به الحد إلى دعم تعذيب المسلمين في الصين في أكبر إهانة للمملكة بلد الحرمين ومكة المكرمة والمدينة ورائدة العالم الإسلامي المفترضة.
وشكلت زيارة بن سلمان إلى بكين نقطة تحول لافت عن الدور التقليدي الذي يدعيه نظام آل سعود بالدفاع عن الإسلام والمسلمين، بدعمه الإجراءات الصينية لـ”إبادة شعب الأويغور المسلم”، ممَّا أثار موجة كبيرة من الانتقادات والغضب.
وأطلق ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وسم “#مبسيدعمإباده_الأيغور”.
وقال الناشط السعودي تركي الشلهوب على تويتر “بعد إعلان محمد بن سلمان دعمه الصريح للإبادة التي يتعرّض لها إخواننا المسلمين في الصين على يد الحكومة الشيوعية المجرمة، ندعوا جميع الأحرار للتغريد في وسم #مبسيدعمإباده_الأيغور ادعموا إخواننا في الصين ولو بتغريدة واحدة. وافضحوا القاتل بن سلمان. أنشروا التغريدة على أوسع نطاق”.
ودافع بن سلمان، خلال زيارته الصين، عن الإجراءات القمعية التي تتخذها السلطات الصينية ضد مسلمي الأويغور، وقال: إن “الصين لها الحق في تنفيذ أعمال مكافحة الإرهاب والتطهير من أجل أمنها القومي”.
ودعت مجموعات من الأويغور بن سلمان خلال زيارته للضغط على الصين بشأن قضية معسكرات الاعتقال، ولكن لم يستجب لهم، ودافع عن خطوات السلطات ضدهم.
وأشعلت تصريحات بن سلمان الغضب في نفوس السعوديين والعرب والغربيين أيضاً، إذ إن ما ترتكبه السلطات الصينية بحق الأقلية المسلمة يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان.
وغرد العديد من الناشطين بذكر انتهاكات بن سلمان التي تعددت ما بين قمع وقتل واعتقال، وأضيف إليها تأييد قمع واضطهاد الأيغور.