مع أزمة كورونا.. تصاعد الشكاوى من سوء الخدمات الصحية في المملكة

اشتكى فنان سعودي من سوء الخدمات الطبية داخل مستشفيات المملكة التي تنفق أموالها لتعزيز قدراتها العسكرية بأضعاف هائلة على تحسين وتطوير الخدمات الصحية والتعليمية للمجتمع السعودي.

وأعرب الفنان عيد سعد عن تذمره من سوء الخدمات الصحية الحكومية داخل المملكة، التي يتفشى بداخلها فيروس كورنا، بشدة، بعدما حاول إدخال والدته المريضة إلى المستشفى.

وانتظر الفنان سعد لساعات طويلة داخل أحد ممرات مستشفيات المملكة في سبيل إدخال والدته لعرضها على الأطباء.

ونشر سعد تغريدة في حسابه على “تويتر”، قال فيها إن “الوالدة تعاني من المرض كفانا واياكم الشر. من الفجر إلى حد المغرب وهي بالممر بطوارئ بسبب تكدس الحالات واستهتار الناس والكل يطلع عشان يصور مطعم ولا يصور ستاربكس بدون ضمير ولا ذمة .. خافوا الله في كبار السن إلي عندهم أمراض مزمنة وش ذنبهم واقسم بالله شي يقهر. حسبي الله ونعم الوكيل”.

واستهجن مغردون الحادثة، مشيرين إلى ضرورة تصحيح الأخطاء التي ترتكب في هذا السياق.

وكتبت بنت حرب: “الله يحفظه شفت تكدس وزحمة كان وديتها خاص إذا خايف على أمك وديها خاص تطالب بحضر أنا انسانه متضرره من الحضر الكامل، أنا متزوجه اجنبي وقطاع خاص يجي حضر كامل، إذا استغنوا عنه من وين اكل عيالي ومن أصرف عليهم لازم نفكر بعقل في أسر تضررت في ناس خسرت وظائف ارحمو الأسر الضعيفة إلي دخلها بسيط”.

وقالت سطام الهلال: “أخوي عيد اللي ايده بالماء مو مثل اللي ايده بالنار. كفانا الله واياكم الشر وعافى والدتك”.

وغردت الفنانة ريماس منصور: “الاستهتار بكورونا يعرض حياتنا للخطر ويطيل من مدة القضاء على الفيروس، اللهم أبعد عنا البلاء والوباء واشف مرضانا وارحم موتانا”

وأعلنت سلطات آل سعود، اليوم ، تعليق الصلاة بالمساجد وفرض حظر تجول جزئي لمدة 15 يوماً بمدينة جدة غربي البلاد، ضمن الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا.

ووفق وكالة الأنباء الرسمية (واس)، “تقرر إعادة تشديد الاحترازات الصحية في مدينة جدة لمدة 15 يومًا؛ تبدأ من غد السبت وحتى 20 يونيو/حزيران الجاري”.

وشمل القرار “تعليق أداء الصلوات في المساجد، وحظر التجوال من الساعة الثالثة عصرًا (13:00 ت.غ) إلى السادسة صباحًا (4:00 ت.غ)”.

كما تضمن أيضا تعليق العمل بالمقار والهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص، وحظر أي تجمعات لأكثر من 5 أشخاص، وتعليق تقديم الطلبات الداخلية في المطاعم والمقاهي.

وأعلنت المملكة تسجيل 31 وفاة، وألفين و591 إصابة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 95 ألفا و748، بينها 642 وفاة، و70 ألفا و616.

لكن المثير في الأمر، أن الإنفاق العسكري المسجل في ميزانيات السعودية لآخر 5 سنوات تفوق بشكل كبير جدا على حجم الإنفاق في قطاعي التعليم والصحة.

وبحسب بيانات معهد عالمي متخصص بالإنفاق العسكري للدول، تجاوزت مخصصات الإنفاق العسكري للسعودية منذ 2016 حتى 2020 نحو 273 مليار دولار، ومثلت تلك النفقات 20.9 في المائة من الإنفاق الحكومي إجمالا.

في المقابل بلغ الإنفاق الحكومي خلال الفترة نفسها 271 مليار دولار على قطاع التعليم، بما يمثل 20.7 في المائة من إجمالي النفقات، و202 مليار دولار على قطاع الصحة، ما يشكل 15.4 في المائة من الإنفاق الحكومي.

وتُعد الولايات المتحدة الأمريكية مورد السلاح الرئيس للسعودية، خاصة بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة في يناير/كانون الثاني 2017.

وخصصت سلطات آل سعود 18 في المائة من ميزانيتها للعام الحالي للإنفاق العسكري، بقيمة 48.5 مليار دولار، بتراجع نسبته 5 في المئة عن 2019، البالغة 51 مليار دولار.

وحسب وثيقة الميزانية الصادرة عن وزارة المالية السعودية، جاء القطاع العسكري ثاني أعلى القطاعات الاقتصادية من حيث المخصصات من الإنفاق، بعد قطاع التعليم، ليسبق قطاع الصحة.

وأنفقت الحكومة 23.5 في المائة من ميزانية الربع الأول على الإنفاق العسكري، بقيمة 14.2 مليار دولار، مرتفعة 6 في المئة عن الفترة المناظرة من 2019.

وبذلك يصبح القطاع العسكري أعلى القطاعات الاقتصادية من حيث الإنفاق، متفوقا على قطاعي التعليم، والصحة.

وتُظهر بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام «سيبري»، أن واردات المملكة من الأسلحة ارتفعت 8.7 في المائة خلال السنوات الخمس الأخيرة.

وقد استحوذت الولايات المتحدة على قيمة قرابة ثلاثة أرباع الأسلحة التي استوردتها السعودية خلال الفترة المذكورة.

وجاءت المملكة في المرتبة الخامسة لأكثر دول العالم إنفاقاً على القطاع العسكري في 2019، التي تستود الأسلحة من 22 دولة تضم الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، فرنسا، إسبانيا، كندا، ألمانيا، ايطاليا، سويسرا، الصين، تركيا، بلجيكا.

غير أن محللين عرب وأجانب يشيرون إلى أنه لا يوجد أي قدرٍ من التناسب بين ضخامة الإنفاق العسكري للرياض وأداء جيشها.

ويستشهدون بشكل خاص بعجزها عن هزيمة خصومها الحوثيين في اليمن رغم ضآلة إمكانياتهم، واضطرارها إلى الاستعانة بقوات أمريكية تكلفها مليارات الدولارات سنوياً لحماية منشآتها النفطية خصوصاً.

يذكر أن المملكة هي أكبر مُصدِّر للنفط في العالم وثالث أكبر منتج عالميا، وقد تضررت إيراداتها النفطية بدءاً من العام الماضي وفقدت ثلثي قيمتها خلال الربع الأول من 2020، في أسوأ أداء فصلي على الإطلاق بسبب جائحة كورونا.