أحرج المعارض السعودي عمر الزهراني، النيابة العامة السعودية، متسائلا عن مكان الشيخ سليمان الدويش المختفي قسرا في سجون النظام السعودي.
وحاول المعارض الزهراني إظهار حقيقة النيابة العامة السعودية التي تدعي أنها في خدمة المواطنين.
واتصل الزهراني مستفسرا حول الشيخ الدويش الذي وردت أنباء تعرضه للاعتقال والتعذيب على يد ولي العهد محمد بن سلمان شخصياً.
وبعد جهد ومكالمة طويلة، استطاع الزهراني أن يصل لأحد المسؤولين في النيابة العامة، الضابط “أبو عبدالرحمن” ودار بينهما هذا الحديث.
واللافت في الأمر أن الزهراني أعطى اسمه كاملاً للضابط السعودي ولم ينتبه الأخير أن من يكلمه هو المعارض المقيم في كندا والذي من المفترض أنه مطلوب لجميع الأجهزة الأمنية في المملكة.
وتساءل الزهراني أيضا عن أشقائه المعتقلين في سجون النظام السعودي؛ بهدف إسكاته عن نشاطه المعارض في الخارج.
وفي مارس الماضي، كشفت منظمة القسط لحقوق الإنسان النقاب عن معلومات جديدة وصادمة حول تعرض الشيخ الدويش للتعذيب على يد أحد كبار المسؤولين السعوديين.
وذكرت المنظمة الحقوقية، في تقرير، أن الداعية الدويش الذي تعرض للاختفاء في 2016 في سجنٍ غير رسمي أقيم في قبو أحد القصور الملكية بالرياض.
ويتبع هذا القبو لأعضاء من الدائرة المقربة لولي العهد محمد بن سلمان، حيث لم ترد أي أخبار عن الشيخ منذ يوليو 2018.
اعتقل الداعية السعودي في فندق بمكة صباح يوم الجمعة يوم 22 أبريل 2016 بعد يوم من نشره تغريدات يظن أنه ينتقد فيها الملك سلمان ونجله محمد الذي كان نائبًا لولي العهد وقتها.
معلومات صادمة
وحصلت منظمة القسط على معلومات وصفتها بـ”الصادمة”، فبعد أن اعتقلته مجموعة من الديوان الملكي اقتادته إلى منشأة تابعة لوزارة الدفاع في جدة.
وقلّته طائرة إلى الرياض ليلتها وأخذ بعد ذلك إلى أحد القصور الملكية، حيث تطاول عليه أحد كبار المسؤولين بالضرب المبرح حتى غرق بالدماء وتدخل بعض الحضور للحول دون قتله.
ولم تكن تلك آخر مرة يعذب فيها أثناء احتجازه.
وأما بالنسبة للموقع الذي احتجز فيه الشيخ الدويش فهو يقع في قبو أحد القصور الملكية حيث أقيمت زنازين خشبية وأدوات للتعذيب.
ومن المعتقد أنه مخصص للمنافسين من العائلة المالكة وكبار المسؤولين، ولربما يحتوي قرابة 150 سجينا.
وورد للقسط أن مسؤولين يديرانه شخصيًا هما: سعود القحطاني، وهو المستشار المقرب من محمد بن سلمان، وماهر المطرب عضو الحرس الملكي وأحد أعضاء فريق الاغتيال الذي أرسل لإسطنبول لقتل جمال خاشقجي.
وقالت القسط إن القحطاني والمطرب أشرفا على تعذيب الدويش.
والمطرب وأحد 11 فردًا حكمت عليهم المحكمة الجزائية على خلفية جريمة قتل جمال خاشقجي في محاكمة افتقرت لأدنى معايير الشفافية.
أما القحطاني فلم يحاكم رغم توجيه العديد من الجهات الدولية أصابع الاتهام له، ووضعه على قائمة العقوبات في عدد من الدول.
قلق وإشاعات
وبعد قرابة الشهرين من الاحتجاز أدرج اسم الدويش لقاعدة بيانات المعتقلين التابعة لوزارة الداخلية.
لكن حينما تواصلت أسرته مع أحد كبار المسؤولين للاستفسار عنه أخبرهم أن ذلك كان بالخطأ وأن عليهم البحث عنه عوضًا عن ذلك في المستشفيات أو ثلاجات الموتى أو المصحّات العقلية.
وفي أوائل 2018 تلقت عائلته مكالمة من رقم أمريكي وادعى المتصل و صوته يشبه صوت الدويش أنه في تركيا وفي طريقه للقتال في سوريا.
وعندما تواصلت عائلته مع السلطات مرة أخرى وشككت في هذه الرواية، قدم المسؤولون لهم معلومات متضاربة.
فتارةً قال لهم موظف في وزارة الداخلية أن الدويش أدين بدعاوى منها “تأليب الرأي العام”، وتارةً أخرى أنكر أحد كبار المسؤولين ذلك.
ومن ثم تلقت عائلته مكالمة أخرى من رقم أمريكي في سبتمبر 2018 بصوتٍ يدعي القصة نفسها عن القتال بسوريا.
لكن الشيخ الدويش شوهد آخر مرة في يوليو 2018 في أحد معتقلات القصور الملكية، ولم ترد أي أنباء عنه أو عن صحته أو مكان احتجازه منذئذ، وما يزال اليوم رهن الإخفاء القسري.