آل سعود واستخدام السياحة للتغطية على جرائمهم
يحاول نظام آل سعود بقيادة محمد بن سلمان استخدام لترويج للسياحة واستقبال الأجانب بغرض السياحة في المملكة في محاولة للتغطية على جرائمه داخليا وخارجيا.
وعمدت النظام مؤخرا إلى بث مقاطع فيديو على نطاق واسع على الإنترنت عرضت فيها بعض مناطقها السياحية التي أرادت أن تظهر أنها لا تقل جمالا عن البتراء في الأردن والمناطق السياحية في إيطاليا وأستراليا وغيرها.
ونشرت صحيفة لاكروا الفرنسية في مستهل تقرير لها عن موضوع الحملة التي شنتها الرياض للتعريف بمناطقها التاريخية والسياحية، متسائلة عما إذا كان ذلك سيجعل من هذه المملكة الوجهة السياحية العصرية الجديدة.
وتزامن كشف الرياض عن هذه الصور من الرياض مع إعلانها إصدار تأشيرات سياحية لمواطني 49 بلدا، وهو ما اعتبر تدشينا لثورة سياحية في هذا البلد.
لكن ما هي إلا ساعات بعد ذلك الإعلان حتى انتشرت صور ومقاطع فيديو لمحطة القطار الجديدة بجدة وهي تشتعل لينكشف معها المزيد من عيوب المملكة التي لا تنتهي وعلى جميع الأصعدة، حسب الصحيفة.
وترى لا كروا أنه على الصعيد الاقتصادي جاءت الهجمات على مواقع النفط الإستراتيجية في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي وما تلاها من ارتفاع في سعر خام النفط، لتذكر باعتماد هذا البلد الشديد على النفط وافتقاره إلى القدرة على المناورة دوليا.
فبن سلمان لم يحجم فقط عن الانتقام من إيران التي يتهمها بالوقوف وراء العملية، بل وجد كذلك نفسه مضطرا لــ”تمويل استقرار سعر برميل النفط بنفسه”، حسب ما نقلته الصحيفة عن المؤرخ والعالم السياسي نبيل مولين.
وليس الصعيد العسكري بأفضل حالا، وفق ما تنقل الصحيفة عن سيباستيان بوسويس المتخصص في شؤون الشرق الأوسط “بعد خمس سنوات من الحرب على البلد الفقير اليمن لم تنجح المملكة في القضاء على التمرد ولا حتى استعادة السيطرة على الأرض”.
وعلى الصعيد الاجتماعي، شوِّه اعتقال وتعذيب العديد من الناشطات تلك الدعايات الواسعة التي صاحبت الإعلان عن حق المرأة في العمل وفي قيادة السيارة.
وعلاوة على ذلك، كانت النتائج الدبلوماسية هزيلة، إذ لم يفلح الحصار على قطر في ثني هذا البلد عن السعي لتحقيق طموحاته، كما وضع بن سلمان نفسه من خلال سياساته تحت المراقبة في واشنطن، وفق ما جاء في لا كروا.
فأين إذا صورة الدولة المحافظة التي تنفتح على الحداثة تحت قيادة أمير شاب ديناميكي؟ تتساءل الصحيفة، لتجيب نقلا عن المؤرخ نبيل مولين بأن الكثير من الناس التبس عليهم، عن حسن النية، أن يكون المرء شابا وأن يكون مستعدا للالتزام بالإصلاح.
ويضيف مولين أن بن سلمان تمكن في غضون عامين من تدمير كل ما وجد أمامه، مرجعا ذلك إلى تفضيل هذا الأمير “الطريقة القوية العنيفة” على الأسلوب البطيء والتوافقي الذي كان حتى تولي بن سلمان السلطة السمة المميزة للمملكة.
وهو ما أدى إلى جعله عالقا اليوم في الفخ الذي نصبه لنفسه، لينكشف بذلك نظام الحكم في المملكة في أوضح صوره: نظام قائم على الاستبداد والقمع، على حد تعبير المؤرخ المذكور.