أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أن بلاده قلصت عدد قواتها في اليمن من 15 ألفا إلى خمسة آلاف جندي، في ضربة جديدة لتحالف آل سعود للحرب على اليمن.
وأكد حمدوك في تصريحات للصحفيين في الخرطوم أن الصراع في اليمن “لا يمكن حله عسكريا” ويجب إيجاد حل سياسي، مشيرا إلى أنه لم تُجر مناقشات حول سحب القوات السودانية من اليمن أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
والقوات السودانية منتشرة في إطار تحالف تقوده السعودية تدخل في اليمن عام 2015 لمواجهة جماعة أنصار الله “الحوثيين” التي سيطرت حينها على العاصمة صنعاء.
وكانت هناك توقعات بأن السودان قد يخفض عدد جنوده هناك منذ إعلان الإمارات في يونيو/حزيران الماضي تقليص وجودها العسكري في اليمن ثم سحبها لقواتها من ميناء عدن جنوبي البلاد.
وأودت الحرب على مدى أربع سنوات بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص ودفعت الملايين إلى شفا مجاعة
في هذه الأثناء تهكم وزير الإعلام في حكومة الحوثيين ضيف الله الشامي على تصريحات أدلى بها مؤخرا وزير الدولة للشؤون الخارجية في نظام آل سعود عادل الجبير بأن هناك إمكانية للتوصل إلى تهدئة للصراع المستمر منذ أربع سنوات في اليمن.
وقال ضيف الله الشامي إن اليمنيين لم يقدموا التضحيات ليتلقوا الأوامر من الجبير وأن هذه التصريحات “تثير السخرية، ومجرد “محاولة لجبر كسور العظم الذي فتته أبطال اليمن طيلة السنوات الخمس” الماضية.
يشار إلى أن نظام آل سعود أطلق في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سراح مجموعة من سجناء جماعة الحوثي، في خطوة قد تدعم جهود إنهاء الحرب.
في السياق يتواصل نزيف جنود المملكة في اليمن وسط استمرار تعنت نظام آل سعود الذي يعاند في حرب فاشلة لم يحقق أي من أهدافه فيها.
أعلنت سلطات آل سعود عن مقتل 3 من جنودها على الحدود الجنوبية مع اليمن، حسبما أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.
وأفادت الوكالة الرسمية أن “الرقيب بالقوات المسلحة أحمد بن يحيى سليمان الغزواني، والجندي سلطان بن عيسى شلبي، استشهدا دفاعا عن الدين والوطن في الحد الجنوبي (مع اليمن) بمنطقة جازان”.
وفي خبر آخر، ذكرت الوكالة أن “محافظ الطائف سعد بن مقبل الميموني، وعدد من منتسبي القوات المسلحة والجهات الحكومية بالمحافظة، أدوا صلاة الميت على شهيد الواجب إبراهيم مجرشي، الذي استشهد بالحد الجنوبي في منطقة نجران أيضا”.
وإضافة إلى جبهات القتال في الأراضي اليمنية، يشن الحوثيون هجمات عبر حدود المملكة مع اليمن مستهدفين قوات آل سعود وعددا من المنشآت السعودية بالصواريخ والقذائف.
وما زال الفشل يلاحق نظام آل سعود في حربه الإجرامية على اليمن، في وقت تتكبد فيه المملكة خسائر فادحة على كافة الصعد من دون أن تكون قادرة على تحقيق أي إنجاز عسكري ملموس باستثناء نشر القتل والفوضى والتخريب في البلاد.
ويقول مراقبون إن خسائر المملكة في حربها ضد الحوثيين قدرت بنحو 800 مليار دولار على أقل تقدير.
وتستعين الرياض بعشرات الآلاف من القوات السودانية والمرتزقة ومجندين يمنيين، 40% منهم أطفال حسب تقارير منظمات حقوقية موثقة.
ودعمت الرياض حملتها العسكرية في اليمن بـ30 طائرة أباتشي ومدرعات أميركية متطورة في قاعدة العند الجوية ومأرب.
وبحسب تقارير، تتكبد المملكة في عملياتها العسكرية في اليمن خسائر تقدر بـ200 مليون دولار يوميا على الأقل.
كما وصل عدد القتلى من الجنود السعوديين إلى أكثر من 3 آلاف حسب الإحصائيات الرسمية.
وذكرت تقديرات تشير إلى أن الرياض قد تنفق نحو 175 مليون دولار شهريا على الضربات الجوية باستخدام مئة طائرة، كما أشارت إلى أن الحملة الجوية التي قد تستمر أكثر من خمسة أشهر ربما ستكلف المملكة أكثر من مليار دولار.
وحسب تقارير سعودية، فإن تكلفة الطائرات المشاركة بالحرب تصل إلى نحو 230 مليون دولار شهريا، تشمل التشغيل والذخائر والصيانة، أي أكثر من ثمانية مليارات دولار في ثلاث سنوات فقط.
وإذا كانت الدفاعات الجوية للحوثيين تمثل نقطة ضعفهم في الحرب، فإنها استطاعت أن تنقل المعركة إلى الداخل السعودي عبر استهدافها بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة كبدتها خسائر بشرية واقتصادية.
وتعتمد الرياض على صواريخ الباتريوت الأميركية كمنظومة دفاع جوية لصد صواريخ الحوثي الباليستية، وتبلغ تكلفة صاروخ الباتريوت ثلاثة ملايين دولار، ويستلزم إسقاط صاروخ باليستي ثلاثة صواريخ باتريوت على الأقل.
وفي أبريل/نيسان من العام الماضي، صرح المتحدث باسم التحالف السعودي الإماراتي العقيد تركي المالكي بأن الحوثيين أطلقوا 119 صاروخا باليستيا على المملكة، أي أن اعتراض تلك الصواريخ فقط يكلف الرياض عشرات الملايين من الدولارات.
ونشر موقع فورين بوليسي على الإنترنت تقريرا في ديسمبر/كانون الأول 2016 ذكر فيه أن الحرب في اليمن كلفت الرياض 5.3 مليارات دولار فقط من ميزانية الدفاع خلال عام 2015.
وأضاف الموقع أن الرياض بدأت بيع أصولها في الأسواق الأوروبية، مشيرا إلى تقديرات أعدتها رويترز ذكرت فيها أن المملكة تنفق 175 مليون دولار شهريا للتفجيرات في اليمن، وخمسمئة مليون دولار إضافية للتوغلات البرية، كما أجبرت هذه النفقات غير المتوقعة الرياض على بيع 1.2 مليار دولار من حيازاتها البالغة 9.2 مليارات دولار في الأسهم الأوروبية.
كما كانت لحرب اليمن أيضا آثار غير مسبوقة على الاحتياطات الأجنبية السعودية، فخلال عام 2015 فقط، انخفضت الاحتياطات الأجنبية السعودية من 732 مليار دولار إلى 623 مليار دولار في أقل من 12 شهرا.