دفعت عمليات النزوح الجماعي لعشرات الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في سفارة بلادهم بالعاصمة السعودية الرياض، قبل أيام، نظرائهم الدوليين إلى النزوح والفرار إلى بلادهم إثر تفشي جائحة فيروس كورونا داخل المملكة بشكل هائل.
وشهد مطار الملك خالد الدولي في الرياض، هبوطا ملحوظا لطائرات دولية من أجل نقل مئات الموظفين الدوليين وعائلاتهم المقيمين في العاصمة الرياض، خشية إصابتهم أو مصرعهم بفيروس كورونا.
وقال المصدر – الذي فضل عدم الكشف عن هويته – إن غالبية الدبلوماسيين هم أوروبيين وغربيين وجميعهم غادروا العاصمة الرياض على متن طائرات خاصة قدمت من بلادهم.
وأشار إلى أن سلطات آل سعود حاولت تهدئة الدبلوماسيين، وأن الأوضاع الصحية تحت السيطرة لكنها لم تنجح في ذلك، سيما بعد مغادرة الموظفين الأمريكان سفارة بلادهم بعد إصابة 30 منهم بالفيروس ورفض المستشفيات السعودية استقبالهم.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن عشرات الدبلوماسيين وعائلاتهم بدؤوا المغادرة بعد موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على طلبهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة ألغت معظم القيود الخاصة بـ”كورونا” لإنعاش اقتصادها، إلا أن ذلك تسبب في تصاعد العدوى وصولاً لأكثر من 200 آلاف إصابة.
وبحسب إحصاء الصحة السعودية، بلغ إجمالي حالات الإصابة تراكميا منذ ظهور أول حالة في المملكة 226486 حالة، من بينها 61309 حالة نشطة لاتزال تتلقى الرعاية الصحية اللازمة، منها 2220 حالة حرجة.
وارتفعت حصيلة الوفيات إلى 2151حالة وفاة.
وكشفت عن واقعة خطيرة، حيث رفض أحد المشافي السعودية استقبال أحد أفراد عائلة دبلوماسي أمريكي ما دفع السفارة والتي أصيب نحو 30 من موظفيها بالفيروس إلى المغادرة الجماعية قبل تفشي الفيروس بينهم.
وقالت “وول ستريت جورنال”: المملكة تواجه مصاعب في مكافحة كورونا، والمستشفيات تكافح من أجل التعايش مع ارتفاع الإصابات، خاصة في صفوف الطواقم الطبية.
ونقلت عن مقيمين أجانب أن سلطات آل سعود حرمتهم من تلقي العلاج أو إجراء فحوصات خاصة بـ”كورونا”، مبينة وجود قلقل من إخفاء الأرقام الحقيقة للمصابين والضحايا.
وتسود حالة من الخلافات العميقة داخل وزارة الصحة السعودية والديوان الملكي، بعد فشل الوزارة بمواجهة فيروس كورونا، وارتفاع أعداد الوفيات والمصابين بالفيروس.
وأفاد مصدر طبي بأن مستشفيات المملكة يسودها التكدس بأعداد المصابين بالفيروس، وسط فشل طبي سعودي بمواجهة كورونا الذي يواصل انتشاره داخل المملكة بشكل هائل.
وكشف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لـ”ويكليكس السعودية” النقاب عن استدعاء الديوان الملكي لوزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة لمعرفة أسباب فشل الطواقم الطبية بمواجهة الفيروس، وتدهور صحة أفراد في العائلة المالكة.
وقال إن “الربيعة” لتعرض للتوبيخ من داخل الحكام في الديوان الملكي، الأمر الذى دفع “الربيعة” لإلقاء التهم على مدراء المستشفيات الحكومية والطواقم الطبية.
وأضاف المصدر أنه نتيجة لذلك تسود حالة من الخلافات العميقة، وتبادل للاتهامات بالفشل والقصور الطبي السعودي بمواجهة الفيروس وتداعياته.
ودفعت الخلافات لاستعانة سلطات آل سعود بأطباء دوليين لإرفاد الطواقم الطبية السعودية بالمعلومات والمهارات الصحية اللازمة؛ لاحتواء تفشي فيروس كورونا داخل المملكة.
وذكر المصدر الطبي لـ”ويكليكس السعودية” أنه بعد حدة الخلافات داخل وزارة الصحة، قرر الديوان الملكي الاستعانة بأطباء من الصين وإيطاليا وأمريكيا لمساعدة الطواقم الصحية للسيطرة على فيروس كورونا.
وتوفى الأمير السعودي سعود بن عبدالله بن فيصل آل سعود، سابقا، بجائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19) وسط تكتم من نظام آل سعود على ذلك.
ولم تذكر الوكالة الرسمية السعودية أسباب الوفاة التي جرى التكتم عليها، فيما كشفت مصادر خاصة لـ “ويكليكس السعودية” أن الأمير السعودي توفي متأثرا بإصابته بفيروسك كورونا.
وضاعف الديوان الملكي السعودي، مؤخرا، إجراءاته الصحية وشدد من إجراءاته الوقائية حول الملك سلمان بن عبد العزيز، خشية تسلل فيروس كورونا داخل الديوان الملكي.
وذكرت مصدر أن هناك تدهور في الحالة الصحية لأمراء يخضعون للعلاج داخل مستشفى الملك فيصل التخصصي الذي يُعالج فيه أفراد الأسرة الحاكمة، إضافة إلى بعض الأمراء الذين يعالجون داخل قصورهم الخاصة بمدينتي الرياض وجدة.
وقال المصدر المقرب من عائلة آل سعود إن هناك خشية تسود البلاط الملكي من إصابة الملك سلمان بالفيروس التاجي، سيما أن الأخير يعاني من عدة أمراض وكهل كبير.
ونقلت الطواقم الطبية في المملكة، أيضا، شقيقة الملك سلمان بن عبد العزيز، لأحد المستشفيات الخاصة، بعد تدهور حالتها الصحية متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا”.
وأضاف المصدر أن رئاسة الحرس الملكي فرضت الإقامة الجبرية على جميع عناصرها وجميع المسؤولين في جميع أماكن تواجدهم سواء كانوا داخل الديوان أو في المكان المتواجد فيه الملك سلمان وولى العهد محمد بن سلمان، عدا عن فرضه الاتصال الافتراضي لجميع المسؤولين في الخارج والذين يرغبون بلقاء الملك وولى العهد.
وأشار المصدر إلى أن حالة من القلق تسود الديوان الملكي إثر تفشي فيروس كورونا داخل المملكة وتضاعف أعداد المصابين وحالات الوفاة.
وسبق أن كشفت تقارير أمريكية عن إصابة عشرات الأمراء بفيروس كورونا، في وقت تتصاعد فيه انعدام الشفافية في المملكة بشأن حدة تطور تفشي الفيروس وما يشكله من مخاطر.
وأوردت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن نحو 150 من أمراء العائلة الملكية أصيبوا بفيروس كورونا منهم حاكم الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مصدر في العائلة الملكية، أن الأطباء في مستشفى الملك فيصل الذي يعالج أفراد عائلة آل سعود، يعكفون على تحضير نحو 500 سرير ضمن حالة تأهب قصوى، إذ يتوقع المستشفى تدفق أمراء آخرين بشكل مكثف خلال الأيام القادمة.
وحصلت الصحيفة على نسخة من رسالة داخلية أرسلتها إدارة المستشفى إلى الطاقم الطبي مفادها أن “التعليمات يجب أن تكون جاهزة للتعامل مع كبار الشخصيات في مختلف أنحاء المملكة.. لا نعرف عدد الحالات التي ستصل، لكن كونوا في حالة تأهب قصوى”.
وأوعزت الرسالة للطاقم الطبي بـ”إخراج جميع الحالات المريضة المزمنة”، وباستقبال “الحالات العاجلة فقط”، مبينة أن أي موظف مريض ستتم معالجته الآن في مستشفى أقل نخبة لإفساح المجال للعائلة الملكية فقط.
ونقلت الصحيفة أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، عزل نفسه في قصر على جزيرة في البحر الأحمر، بالقرب من مدينة جدةـ في حين انتقل ولي عهده، محمد بن سلمان، مع عدد من الوزراء، إلى موقع بعيد على الساحل نفسه، إلى حيث وعد ببناء مدينة نيوم مستقبلًا.
ويشكل انعدام الشفافية وغياب دقة المعلومات أبرز تحديات مواجهة جائحة فيروس كورونا في المملكة في ظل عدم الثقة بنظام آل سعود ومنظومته الصحية والإعلامية.
ويجمع مراقبون على التقليل بشدة من كفاءة نظام آل سعود في إدارة مواجهة أزمة فيروس كورونا فضلا عن نهجه القائم على عدم الشفافية والوضوح في المعلومات.
ويبرز المراقبون أن أهم معايير إدارة الأزمة يتطلب الشفافية والمصارحة، ويتساءلون كيف يمكن الحكم على نجاح السلطة في ظل افتقاد المعلومات التي يحتكرها النظام ويمارس الكذب والتضليل بشأنها.
ويعاني النظام الصحي في المملكة من إهمال مستمر منذ سنوات طويلة ويعتمد على أجهزة قديمة تظهر نتيجة الفحص بعد عدة أيام وهو أمر يحرم نظام آل سعود مواطني المملكة منه.