يستعد اتحاد الرياضة للجميع السعودي، إطلاق أول دوري كرة قدم للسيدات نهاية أكتوبر الجاري.
وأشرف اتحاد الرياضة للجميع على وضع اللمسات والترتيبات الأخيرة بالتعاون مع الإدارة النسائية في الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وكانت البلاد شهدت إطلاق دوري كرة القدم للسيدات على المستوى المجتمعي بالرياض مطلع العام، في مناسبة وجدت حفاوة من المختصين في المجال الرياضي.
وسيقام الموسم الأول من الدوري، الذي مول بالكامل من “الرياضة للجميع”، في كل من الرياض وجدة والدمام، وسيكون مخصصاً للسيدات من سن 17 عاماً فما فوق.
وسيكون نظام البطولة على طريقة مجموعات في الدور الأول ونظام خروج المغلوب في الدور الثاني على أن تحدد المباراة النهائية التي سيتم خلالها تسليم كأس البطولة، الذي خصصت جائزة للفائز بها قدرها 500 ألف ريال سعودي، أي حوالى 133 ألف دولار.
وأكد الاتحاد السعودي للرياضة للجميع جاهزية ملاعب كرة القدم لبدء الدوري نهاية هذا الشهر، مع وجود فرق تنظيمية وفنية نسائية بالكامل من أجل إدارة اللجان المختلفة.
وشرعت الفرق المشاركة في تدريبات تقام ثلاث مرات في الأسبوع، كما خاضت أربع فرق بطولة الرباعية الودية تحت مسمى “سعودي 90” كإعداد للدوري، إذ توج فريق “مراس” من جدة بفوزه على فريق “ستورم” (1-0)، بعد أن شارك في البطولة بجانبهما فريقا “كينجز يوناتيد” و”الليث الأبيض”.
وقال الأمير خالد بن الوليد بن طلال آل سعود رئيس الاتحاد، “انطلاق الدوري السعودي لكرة القدم للسيدات يعد قفزة كبيرة أخرى إلى الأمام بالنسبة لمستقبل بلدنا، وصحتنا، وشبابنا، وطموحاتنا لرؤية كل رياضي يتم الاعتراف به وتغذيته إلى أقصى قدراته”.
وفي مقطع فيديو ترويجي نشر على حساب بطولة الدوري الجديدة، يمكن مشاهدة النساء اللائي يرتدين الزي الرسمي في غرفة الملابس مع مدربتهنّ أثناء ممارسة الرياضة، وهن يطلقن هتافات وكلمات تشجيعية بهدف الترويج للبطولة ولعبة كرة القدم النسائية.
وكان مجلس الشورى السعودي قدم مقترحاً بضرورة إنشاء أندية رياضية نسائية ملحقة بالأندية الشبابية الشهيرة في البلاد مثل الهلال والنصر والاتحاد، وأن تضم بطولات النساء لبطولة النادي، وينقل الدوري النسائي في التلفزيون.
وجاء المقترح الذي طالبت به إقبال درندري مقروناً بالدعوة إلى المساواة مع ما يتمتع به الرجال من تسهيلات، لكنها اقترحت كذلك مع وضع المعايير المناسبة على غرار حشمة اللباس، قائلة “أنا أثق بالمرأة السعودية وحشمتها أينما كانت”.
ويهدف دوري السيدات إلى تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية من خلال إتاحة الفرصة ودعم اللاعبات والمدربات للارتقاء بمهاراتهن، وذلك ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة.
وتعد خطوة إطلاق دوري كرة القدم النسائية في السعودية، هي الأحدث في سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الرياض لتخفيف القواعد الاجتماعية الصارمة على المرأة.
ويعود إنشاء الاتحاد الوطني لكرة القدم في السعودية إلى عام 1956، لكن لم تضمن كرة القدم النسائية في الأهداف المنسقة لكرة القدم حينها. بينما بذلت منذ 2011 جهود داخل الاتحاد لإنشاء برامج لكرة القدم للسيدات في الجامعات، وتأسس في عام 2006 نادي اتحاد الملوك لكرة القدم النسائية كأول ناد نسائي لكرة القدم في البلاد.
ووضعت إدارة الفريق ضوابط وشروطاً خاصة للالتحاق به، أهمها الحصول على موافقة ولي أمر اللاعبة، ودفع رسوم الاشتراك قبل أن تمنح الموافقة النهائية من عدمها والتي تبلغ 10 آلاف ريال (2666 دولاراً) شهرياً، كما أن الفريق يقبل عضوية أي فتاة ومن أي مدينة، شرط أن تكون الراغبة مقيمة في مدينة جدة لحضور التدريبات الأسبوعية والمشاركة في المباريات.
وفي 2009، أنشئت فرق نسائية أخرى في مدن مثل الرياض والدمام، وعقدت دورة في عام 2008 مع سبع فرق، وفاز في النهاية نادي اتحاد الملوك.
ووقعت أول مباراة بين فريقين تشهدها المملكة، في يناير (كانون ثاني) 2008 عندما تغلب فريق جامعة الأمير محمد بن فهد (شرق السعودية) على فريق كلية اليمامة (وسط) على ملعب يتسع لـ 35 ألف متفرج في الدمام بانتصار ساحق أمام جمهور النساء.
وفي 2018 وتحت إشراف ولي العهد محمد بن سلمان حدث التحول التاريخي الأكبر في السعودية على هذا الصعيد عندما صدر قرار الهيئة العامة للرياضة بالسماح للنساء بحضور مسابقات كرة القدم في الملاعب، بإذن من الحكومة، في خطوة أثارت جدلاً وترحيباً متناقضين في المجتمع آنذاك.