وصف مسؤول في منظمة العفو الدولية السجل الحقوقي لنظام آل سعود بأنه مروع وفظيع، لافتا إلى أن صفقة الاستحواذ الفاشلة على نادي نيوكاسل الإنجليزي لم تكن المحاولة الأولى لتبييض هذا السجل بالرياضة ولن تكون الأخيرة.
وتحدث ستيفان كوكبورن رئيس برنامج العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية في مقال بصحيفة غارديان البريطانية (The Guardian) عن الشعور المتناقض الذي اختلج في صدور عدد من مشجعي نادي نيوكاسل.
وأوضح أن المشجعين كانوا يرغبون في التخلص من المالك الحالي للنادي مايك آشلي، وراهنوا على وصول إدارة جديدة تقود النادي إلى منصات التتويج، غير أنهم لم يتقبلوا أن يتحقق هذا الحلم على يد طرف مثقل يملك السجل السيئ في مجال حقوق الإنسان.
وقال بصفته مشجعا “لم أرغب أبدا في استخدام نادينا كأداة للعلاقات العامة وتحويل الانتباه عن الانتهاكات (في السعودية) مثل اعتقال الناشطات الحقوقيات وتعذيبهن”.
وأشار كوكبورن إلى أن نيوكاسل ليس مجرد ناد، ولكنه يعني الكثير بفضل القيم التي يعكسها المشجعون ومن بينها دعمهم لأكبر بنك للطعام في كل مباراة على ملعب الفريق.
وقال إن فشل خطط آل سعود وولى العهد محمد بن سلمان للاستحواذ على نادي نيوكاسل يجب أن يدفع الدوري الإنجليزي الممتاز ليبدأ العمل على تجديد آليات اختيار من بإمكانه امتلاك ناد، مع حرص أكبر على فحص السجلات الحقوقية للمالكين المحتملين، واعتبر أن صفقة نيوكاسل الفاشلة لم تكن المحاولة الأولى لاستغلال الرياضة لغسل التجاوزات الحقوقية ولن تكون الأخيرة.
وكان صندوق الاستثمارات العامة السعودي قد أعلن يوم الخميس الماضي سحب العرض الذي قدمه سابقا للاستحواذ على نادي نيوكاسل مقابل 391 مليون دولار لمالكه مايك آشلي.
وجاء سحب العرض بعد أن شنت الأوساط الرياضية والحقوقية حملة ضد الصفقة بسبب سجل السعودية في انتهاكات لحقوق الإنسان وتورطها في عمليات قرصنة للبطولات الرياضية الكبرى -ومن بينها الدوري الإنجليزي الممتاز- عبر شبكة قنوات القرصنة بي آوت كيو (beoutQ).
ورحبت خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي الراحل جمال خاشقجي بانهيار محاولة الاستحواذ السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد.
وقالت جنكيز بتغريدتها التي تم تداولها بشكل واسع: ”هذا انتصار لحقوق الإنسان وهزيمة واضحة لمحمد بن سلمان وجهوده في غسل سجله في مجال حقوق الإنسان، أنا ممتن للدوري الانكليزي الممتاز الذي وضع المبادئ والقيم قبل الربح”.
وأضافت في نفس التغريدة: ”أنا ممتن لمشجعي نيوكاسل وأعضاء البرلمان والمنظمات غير الحكومية وجميع الذين تحدثوا ضد الصفقة”.
وأكدت جنكيز أن “هذه الهزيمة ستبعث برسالة قوية للقيادة السعودية مفادها أنها لن تستطيع استخدام أموالها للتغطية على سجلها الحقوقي أو حماية المسؤولين عن مقتل جمال”.
وتابعت: ”لن نتوقف ولن نرتاح حتى نحصل على العدالة لجمال”.
وأعربت عن أملها في أن يعثر عشاق نيوكاسل يونايتد على مالك أفضل وأكثر ملائمة مع التمنيات بالتوفيق.
ونقل موقع كرونيكل عن محامي جنكيز قوله إن صندوق بن سلمان أُجبر على الانسحاب لأن قواعد الدوري الانكليزي الممتاز لا تسمح بالاستيلاء.
وأكد المحامي رودني ديكسون كيوسي أنه تم التوصل في النهاية إلى نتيجة صحيحة وسليمة وهي سيادة القانون، وقال: ” هذا أمر حيوي للغاية من أجل العدالة لجمال”.