وصفت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشيونال) الرائدة في مجال حقوق الإنسان، سعي نظام آل سعود لشراء نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي بأنه “محاولة لغسل العار عبر الرياضة”.
وقالت صحيفة “صن” البريطانية إن سيدة الأعمال أماندا ستافيلي، التي ارتبط اسمها سابقا بشراء “الماغبيز” كما يطلق على فريق نيوكاسل، أقامت صفقة بين صندوق الثروة السيادي في المملكة والمالك الحالي للنادي مايك آشلي.
وبينما كان مشجعو نيوكاسل يائسين لرحيل آشلي لسنوات، فقد أثارت منظمة العفو مخاوف بشأن البدائل المحتملة لعمالقة “دايركت سبورتس”، وهو تجمع يضم محمد بن سلمان.
وقال رئيس حملات المملكة المتحدة في منظمة العفو الدولية فيليكس جاكنز إنه بفعل الحجم الكبير الذي يشاهده الجميع للاستثمار السعودي في الرياضة حديثا، فإن الاستحواذ على نيوكاسل لن يشكل مفاجأة كبيرة.
وأضاف أن آل سعود معروفون بمحاولاتهم لـ”غسل العار عن طريق الرياضة” باستخدام بريق ومكانة الرياضة العليا كأداة للعلاقات العامة لتشتيت الانتباه عن سجل حقوق الإنسان السيئ لديها.
وتابع أنه في عهد محمد بن سلمان كانت هناك حملة شاملة لحقوق الإنسان مع سجن العديد من الناشطين المسالمين، بمن فيهم لجين الهذلول والمدافعات الشجاعات الأخريات عن حقوق المرأة.
ولفت جاكنز إلى أنه كان هناك تبييض صارخ لجريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي المروعة، وهناك مخاوف مستمرة بشأن القرصنة السعودية، والتحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن لديه سجل دموي في شن هجمات عشوائية على المنازل والمستشفيات.
كما أشار إلى أنهم في العفو الدولية لا ينبغي لهم أن يحددوا من الذي يجب أن يمتلك نيوكاسل يونايتد، “لكن يجب على موظفي النادي وفنييه ولاعبيه على حد سواء أن يدركوا هذا على حقيقته، غسيل عار عن طريق الرياضة، بكل بساطة”.
وأكد أنه بالإمكان مواجهة تأثير “غسيل العار” هذا إذا كان ذوو الشأن على استعداد للقيام بذلك، مضيفا أنه يجب على الموظفين والمشجعين في النادي معرفة الوضع المأساوي لحقوق الإنسان في السعودية وأن يكونوا مستعدين للتحدث عنه.
وقالت الصحيفة إنه بالإضافة إلى محمد بن سلمان، الذي كان مرتبطا بشدة بشراء نادي مانشستر يونايتد في الماضي، يُعتقد أن “دايركت سبورتس” يضم الأخوين المليارديرين ديفد وسيمون روبن.
ووفقا لصحيفة غارديان البريطانية، تعتقد المصادر المطلعة أن اكتمال الصفقة “مؤكد بنسبة 90%”.
وتزايدت التكهنات التي ترجح اكتمال الصفقة أخيرا بعد أن أُبلغ محاسبو آشلي في الأسابيع الأخيرة أن نيوكاسل لن يعود على دفاترهم، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز.
وسبق أن ذكر تقرير صحفي أن خطط استحواذ صندوق الاستثمار السعودي على نادي نيوكاسل الإنجليزي قد تعرقل من طرف رابطة الدوري الممتاز بسبب تورط المملكة في ملف القرصنة.
واتهمت رابطة الدوري الإنجليزي في وقت سابق سلطات آل سعود بالتورط في سرقة الحقوق الخاصة بالرابطة عبر رفضها لدعم تحرك قانوني ضد شبكة قنوات “بي آوت كيو” التي تقوم ببث غير قانوني لأبرز الدوريات والأحداث الرياضية الكبرى عبر قمر عربسات.
وفشلت جهود رابطة الدوري الإنجليزي في إطلاق عدد من القضايا لمتابعة شبكة “بس آوت كيو” التي كبدت أصحاب الحقوق خسائر قدرت بمئات الملايين من الدولارات.
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن رابطة الدوري قد تتدخل لإلغاء الصفقة السعودية المرتقبة، استنادا إلى القوانين السارية التي تمنع تحويل ملكية الأندية لأطراف مدانة بجرائم من بينها جريمة القرصنة وانتهاك حقوق الملكية الفكرية.
ووفقا للتسريبات التي تداولتها تقارير إعلامية يشمل المخطط السعودي الاستحواذ على 80% من أسهم نادي نيوكاسل مقابل نحو 440 مليون يورو، على أن يتكفل محمد بن سلمان بتعيين مسؤول لإدارة النادي.