لتسريع التطبيع.. إدارة ترامب تضغط على بن سلمان بسلاح الدعاوي القضائية ضده

قالت مصادر دبلوماسية متطابقة إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تضغط على ولي العهد محمد بن سلمان بسلاح الدعاوي القضائية المرفوعة ضده في الولايات المتحدة من أجل تسريع التطبيع مع إسرائيل.

وذكرت المصادر لموقع “ويكليكس السعودية” أن إدارة ترامب وجهت عدة رسائل عبر قنوات مختلفة لبن سلمان للتجاوب مع ضغوط تسريع التطبيع من أجل كبح جماح الدعاوي القضائية المرفوعة ضده.

وبحسب المصادر فإن إدارة ترامب تبتز بن سلمان للتجاوب مع رؤيتها بالتطبيع العلني مع إسرائيل في أسرع وقت على غرار الإمارات مقابل أن تعطل المسار القضائي ضد ولي العهد.

ويواجه بن سلمان عدة دعاوي قضائية مرفوعة ضده في الولايات المتحدة أبرزها من المسئول السعودي السابق سعد الجبري.

يأتي ذلك فيما أكدت مصادر إسرائيلية أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً كبيرة على بن سلمان للمشاركة في حفل التوقيع على اتفاق إشهار التحالف الإماراتي الإسرائيلي، الذي سينظم في البيت الأبيض في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وذكرت الصحيفة في تقرير أن جاريد كوشنر كبير مستشاري وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يمارس حملة تخويف على بن سلمان، مشيرة إلى أنه يحذره من أنه في حال لم يحضر مع وفدي الإمارات والبحرين للمشاركة في حفل التوقيع على الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، فإنه بذلك يعزز فرصة المرشح الديمقراطي جو بايدن للفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستنظم في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأضافت أن “كوشنر يضع بن سلمان أمام أحد خيارين: إما أن تشارك في حفل التوقيع على الاتفاق في واشنطن إلى جانب قادة الإمارات والبحرين، وإما أن تتعاظم فرص بايدن في الفوز، وعندها سيتم الشروع في مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، وهو ما يعني نهاية مكانة الرياض المفضلة في البيت الأبيض”، على حد تعبيرها.

وأبرزت أن كوشنر يمارس ضغوطا كبيرة على القيادة السعودية لإقناعها بإرسال وفد إلى أبوظبي غدا، في الوقت الذي يصل فيه الوفد الإسرائيلي برئاسة مدير مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات.

ولفتت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح إن كانت السعودية سترسل وفدا إلى أبوظبي غداً، كما أنه ليس من الواضح مستوى الوفد السعودي الذي سيصل في حال وافقت الرياض على الطلب الأميركي، مشيرة إلى أنه من غير المعروف إن كان سيحدث لقاء بين الوفدين السعودي والإسرائيلي في أبوظبي غداً.

وحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن كوشنر ينطلق من افتراض مفاده أن “اتفاق السلام” بين الإمارات وإسرائيل قد أنجز، مما جعله يركز جهوده حاليا على محاولة إقناع السعودية بأن تكون الدولة العربية الثانية بعد الإمارات التي توقّع على اتفاق التطبيع الكامل.

ولفتت إلى أن هناك خلافا داخل العائلة المالكة بشأن التطبيع مع إسرائيل، مشيرة إلى أن الملك سلمان يعارض الانضمام لاتفاقات السلام مع إسرائيل، ويفضل عدم تطبيع العلاقات؛ في حين يبدي ولي العهد درجة انفتاح أكبر، وإن كان لم يعط موافقته على مثل هذه الخطوة.

وعزت الصحيفة موافقة بن سلمان على السماح للطائرة الإسرائيلية بالتحليق في الأجواء السعودية إلى طابع العلاقة الذي يربطه بكوشنر.

يشار إلى أن الوفد الإسرائيلي سيتوجه غدا إلى أبوظبي من مطار بن غوريون في أول رحلة مباشرة، حيث سيشارك إلى جانب بن شبات المدراء العامون لعدد من وزارات الحكومة.

وأكدت الصحيفة أن الوفد الإسرائيلي سيضم أيضا ممثلين عن الولايات المتحدة، لا سيما كوشنر، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، والمبعوث الخاص آفي بيركوفيتش، وسيصل الثلاثة إلى تل أبيب في زيارة للقاء القيادات الإسرائيلية.

وسيبحث الوفد الإسرائيلي تفاصيل اتفاق التطبيع وبلورة بنوده، تمهيدا للتوقيع عليه بشكل نهائي في البيت الأبيض ومجالات التعاون بين الإمارات وإسرائيل.