يحكم محمد بن سلمان المملكة بكثير من الاستفراد والشكوك في الأمراء والمساعدين خشية من تعرضه لانقلاب يهدم ما يعمل عليه من إرساء دعائم حكم طويل الأمد خلفا لوالده.
ويعرف عن بن سلمان أنه لا يثق بأحد في الديوان الملكي خصوصا أثناء غيابه باستثناء الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة وعضو بمجلس الوزراء، لذلك عينه نائبا له.
وفي غياب بن سلمان فإنه يعتمد على الأمير تركي كنائب له وهو ينوب عنه تحديداً في المجلس السياسي الأمني.
والأمير تركي وزير الدولة وعضو بمجلس الوزراء والابن الأكبر من الذكور للأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية الأسبق.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس الظهران شرق المملكة، وبعد ذلك التحق بجامعة الملك فيصل في عام 1998م وحصل على شهادة القانون والأنظمة في عام 2002.
وهو متزوج من ابنة الأميرة نوف بنت عبد الله بن عبد العزيز الأميرة جواهر بنت تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود منذ عام 2005 ولديه ثلاثة بنات نوف، لولوه ونورة.
ويعد سعود القحطاني المستشار المهم والذراع التنفيذي لمحمد بن سلمان, ويعرف بأنه صاحب سجل أسود في الجرائم داخل وخارج المملكة.
ويوصف القحطاني بأنه واحد من رجلين اثنين من أهم منفذي سياسيات الإدارة الجديدة في الرياض، مثل الإطاحة بولي العهد السابق، واعتقال أمراء ورجال أعمال في الريتز كارلتون، واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، كما تحمل الأزمتان مع قطر وكندا توقيعه كمنفذ ومهندس من بين أهم المنفذين.
القحطاني الذي عُرف بكتابة الشعر، تم تعيينه في الديوان الملكي منذ عشر سنوات، ولأن الديوان الملكي هناك تديره المكائد فقد أصبح الرجل على دراية كبيرة بتدبير المؤامرات لصعود ولي العهد والإطاحة بخصومه، حسبما أشارت مصادر مقرّبة من الأسرة المالكة.
أما الشخصية الاخرى المقربة من ولي العهد فهو تركي آل الشيخ النقيب السابق في وزارة الداخلية والمستشار بالديوان الملكي برتبة وزير، حيث توزعت مهامه بين الرياضة والترفيه، ولا شيء مميزا بحياة الرجل غير أنه صديق مقرب لبن سلمان.
عُين آل الشيخ من قبل الملك رئيسا لهيئة الرياضة، وسخر له ولي العهد الكثير من الأموال والعديد من الإمكانات ليحدث فرقا في الرياضة السعودية، لكنه حاد عن الطريق، وذهب ليغدق الأموال على الرياضة المصرية، ولم يحقق شيئا يذكر فيها، وتم إعفاؤه من منصبه ليُعين رئيسا لهيئة الترفيه بالمملكة، التي جلبت الحفلات الغنائية والمطربين للمملكة.
ومن الشخصيات المهمة ايضاً, بدر العساكر مدير المكتب الخاص لولي العهد بمرتبة وزير، وأحد المسؤولين عن إدارة ثروات بن سلمان وأصوله في الخارج، بحسب الأوراق المسربة والمعروفة بـ”أوراق الجنة”، التي تم الكشف عنها في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
درس العساكر التربية الفنية بجامعة الملك سعود، وألحقها بدورات تدريبية في مجال الإدارة والتسويق، وتنقل العساكر في العديد من الوظائف الحكومية والمرتبطة بالملك سلمان منذ كان أمير منطقة الرياض، ومن المناصب التي تقلدها الأمين العام لمركز الملك سلمان للشباب، وعضو بمجلس إدارته، بالإضافة إلى كونه أمينا عاما لجائزة الملك سلمان لشباب الأعمال، وحينها توطدت علاقته بمحمد بن سلمان.
ومنحه ولي العهد -بالإضافة إلى مهامه- رئاسة مؤسسة “مسك”، التي منحها محمد بن سلمان الكثير من الصلاحيات، حتى وصفتها صحيفة عكاظ التابعة لآل سعود بالذراع الناعمة للمملكة.
أما الدور الأهم للعساكر فهو إدارة أموال وأصول الملك سلمان ونجله محمد بالخارج، ويعرف العساكر بأنه عراب صفقات شراء اليخت ولوحة “المخلّص” وقصر لويس الرابع عشر بفرنسا.
واتهمت المعارضة, العساكر بإخراج أموال طائلة من المملكة إلى سويسرا باسم ولي العهد وإجراء استثمارات شخصية لمحمد بن سلمان من أموال الدولة.
كما أن بن سلمان عيّن صديقه عبدالعزيز بن نوح مستشاراً خاصاً له للشؤون الدينية، وأوكل إليه مهمة الرد على المشايخ وأعضاء هيئة كبار العلماء في مواضيع المرأة والتغريب وغيرها (إن سألوا).
وعبدالعزيز هو ابن الشيخ عبدالله بن نوح، المعروف بشيخ الاميرات، (صاحب الأسرار الشخصية والخاصة لإل سعود).
ومن الشخصيات التي قربها ابن سلمان كذلك, ياسر الرميان عضو مجلس صندوق الاستثمارات, حيث تنبع أهمية هذا الشخص من دوره في المساهمة في صنع الامبراطورية المالية لبن سلمان، فهو المنسق لعملية تدوير الأموال المستحصلة من التجار ورجال الأعمال من صندوق الاستثمارات إلى “مخباة” الأمير.
كما يعد من المقربين من بن سلمان، خالد البياري مساعد وزير الدفاع للشؤون التنفيذية، المهندس المتخصص في أنظمة الاتصال والتحكم، والمشرف على شراء (أجهزة التجسس) الإسرائيلية، التي استخدمت في التنصت على عدد من الأمراء والمعارضين، (مثل جمال خاشقجي وعمر بن عبدالعزيز وآخرين).
وتعتبر هذه الاسماء هي الدائرة المحيطة بمحمد بن سلمان, وجميعهم يعملوا في الديوان الملكي, ويعتمد عليهم ولي العهد في توطيد حكمه.