يتواصل عمل مصانع وعصابات الخمور في المملكة، منذ حكم ولى العهد محمد بن سلمان، الذي أنشأ الهيئة العامة الترفيه وسمح ببناء دور السينما وإقامة حفلات الغناء والاختلاط وعروض الأزياء الأجنبية داخل بلاد الحرمين.
وأعلنت وزارة الداخلية في نظام آل سعود مجددا، عن إلقاء القبض على امرأة من جنسية أفريقية تدير وكرًا لتصنيع الخمور والعرق المسكر في العاصمة الرياض.
وذكرت “الداخلية السعودية” في مقطع فيديو نشرته على حسابها في “سناب شات”، أن المرأة من الجنسية الإثيوبية وهي من مخالفي نظام الإقامة.
وأشار المتحدث الأمني في الفيديو إلى أن المرأة استخدمت شقة سكنية في حي أم الحمام وكرًا لتصنيع وترويج الخمور، وجرى إيقافها؛ تمهيدًا لإحالتها إلى الجهات المختصة.
وأظهر مقطع الفيديو الذي وثقه “سناب الداخلية السعودية” من داخل شقة المرأة الأفريقية، احتواء الوكر على براميل مملوءة بمادة العرق وأدوات لتصنيع المسكر.
ونقل نشطاء معلومات من التحقيقات الأولية أن المرأة استخدمت حيلة شيطانية للاختفاء عن الأنظار، وذلك بالتخفي وسط مساكن الوافدين، وادعاء أنها عاملة نظافة.
عبر #سناب_الداخلية ..
شرطة منطقة #الرياض تضبط فتاة من الجنسية #الإثيوبية (مخالفة لنظام الإقامة) استخدمت شقة سكنية في حي #أم_الحمام وكراً لتصنيع وترويج الخمور ، حيث عثر على 26 برميلاً مملوءة بمادة العرق وأدوات لتصنيع المسكر.#تم_القبض pic.twitter.com/IfNImpme47
— فهد اللويحق (@fahedloweehig) July 14, 2020
وفي مايو/ أيار المنصرم، أعلنت شرطة آل سعود ضبط كميات كبيرة من المسكرات في مصنعين للخمور بمحيط العاصمة الرياض.
وقال المتحدث باسم شرطة منطقة الرياض، في بيان، إن العملية الأمنية أسفرت عن ضبط مصنعين للخمور بمواقع متفرقة تحتوي على 60 برميلا و120 قارورة مملوءة بالمسكر، ومعدات وأدوات تستخدم في التصنيع.
ومنذ إعلان بن سلمان عن رؤيته لعام 2030، والمملكة تشهد تغييرات واسعة، خاصة بعد إنشاء الهيئة العامة للترفيه.
ومطلع العام 2020 اتخذ بن سلمان قرار إدخال الخمور إلى المملكة، على أن تكون متوفرة في الفنادق ابتداءً من مطلع تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، بذريعة قمة مجموعة العشرين، وكثرة الشخصيات غير المسلمة من صحافيين وسياسيين فيها.
وبحسب مصادر في الديوان الملكي فإنه تم إسناد المهمة إلى شركة “الحكير” التي ستكون الشركة المستوردة والموزعة للخمور داخل المملكة.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2019 نشر مقطع فيديو مصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي جدلا واسعا بعد أن ظهر فيه عامل بار في المملكة وهو يشرح تفاصيل “الخمور الحلال” قائلاً إن نسبة الكحول فيها 40% فقط.
وقوبل مقطع الفيديو بانتقادات كبيرة لصاحب أحد البارات التي تزعم أنها تبيع لزبائنها خمر حلال، حيث أعرب المغردون عن الغضب من وصول المملكة في عهد بن سلمان لهذا الحال من الفساد والانحلال.
وتوقعت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية أن يتم هذا العام رفع الحظر المفروض على الخمور في المملكة في ظل ما تشهده من تحولات اجتماعية متسارعة.
وذكرت الوكالة أن السعوديين بدأوا يتساءلون الآن -بعضهم يشعرون بالإثارة والكثير منهم بقلق- حول ما إذا كانت سمة مميزة أخرى لطابع المملكة المحافظ قد بدأت تختفي أم لا.
وتابعت الوكالة أن التوقعات تشير إلى أن رفع الحظر عن المشروبات الكحولية في المملكة عام 2020 ولو جزئيا؛ حيث يمكن منح التراخيص للمطاعم والفنادق في عدد قليل من مناطق المدن الكبرى، وفي المنتجعات الجديدة التي تعتزم المملكة بناءها.
وسمحت سلطات آل سعود، مؤخرا، لمجلة “فوغ” الشهيرة بتصوير لقطات صاخبة لعارضات أزياء عالميات داخل المدينة المنورة التي تحتضن المسجد النبوي الشريف.
ونشرت الطبعة العربية من مجلة الأزياء الشهيرة” فوغ”، ومقرها الولايات المتحدة، لقطات صاخبة للحملة الدعائية للعلامة التجارية “مونوت”، ومقرها نيويورك، والتي ظهرت فيها عارضات أزياء مثل كيت موس ومارياكارلا بوسكونو وكانديس سوانيبويل وجودان دان وآمبر فاليتا وأليك ويك، حسب ما أفاد موقع “ميديل إيست مونيتور”.
وشوهدت العارضات يرتدين فساتين ضيقة مع شقوق الفخذين في جلسات التصوير، التي تدعى “24 ساعة في العلا” وهي منطقة معروفة بأنها أكبر متحف في الهواء الطلق، وهي تتكون من هياكل صخرية منحوتة مماثلة لمدينة البتراء الأردنية، وقد صنفتها منظمة اليونسكو كموقع للتراث العالمي.
وقال المصمم اللبناني إيلي مزراحي، الذي نظم وأخرج التصوير: “لقد اقتنعت هذه المواهب -عارضات الأزياء- بأنهم سينظرون إلى الوراء في هذه اللحظة كشيء مميز”.
وأضاف أن “كيت موس كانت أول من حضر في الساعة الخامسة صباحاً وآخر من غادر”.
ولم تكن طبيعة التصوير وفساتين العارضات مناسبة لقدسية المنطقة، حيث أن موقع التصوير لا يبعد سوى 300 كيلو متر عن المدينة المنورة، ويقع الموقع ضمن نفس المنطقة التي تنتمي لها المدينة المنورة.
وأشار الموقع إلى أن جلسات التصوير الصاخبة جاءت في إطار الإصلاحات المزعومة التي بدأتها المملكة في محاولة بائسة لجلب السياحة الدولية، وهي أيضاً امتداد لخطوات مثيرة للجدل مثل تقليص سلطة الشرطة الدينية ورفع القيود عن الاختلاط بين الجنسين.
وافتتح في المملكة العام الماضي، سلسلة نوادي ليلية إلى جانب أول معهد لتدريس الموسيقى. وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية هاشتاغ #ديسكوفيجده الذي تصدر قائمة أكثر الهاشتاغات انتشارا في المملكة حاصدا أكثر من 37 ألف تغريدة.
وطالب مغردون بعودة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت “تفرض الأخلاق الإسلامية وتوقف وتعتقل أي شخص يقوم بانتهاك القيم والمبادئ الإسلامية، وتتأكد من إغلاق المحلات وقت الصلاة وحظر شرب الكحول وحتى تقبض على أي شخصين من جنسين مختلفين لا تربطهما علاقة قرابة مباشرة أو زواج كما تعمل ضد السحر وتكافح الابتزاز”.
ولكن في 2016 أقرت سلطات آل سعود تنظيما جديدا لـ “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” يحد من صلاحياتها ويمنعها من توقيف الأشخاص وملاحقتهم، كما يشترط على أعضاء الهيئة أن يكونوا “من ذوي المؤهلات العلمية، إضافة لحسن السيرة والسلوك”.
وتغزو مواقع التواصل السعودية، فيديوهات جنسية وخاصة لفتيات سعوديات، وسط تفاعل واسع من المغردين السعوديين وصمت ملموس من سلطات آل سعود.