أفادت صحيفة أمريكية، بأن مهمة السعودية لإقناع شركائها بالمصالحة الخليجية صعبة في ظل تحفظ الإمارات ومصر على الاتفاق الأولي الذي توصلت إليه الرياض والدوحة.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن “المسؤولين الخليجيين حذروا من أن الاتفاق مؤقت وقد ينهار قبل توقيعه؛ لأن على قادة السعودية إقناع الدول الأخرى لتقديم تنازلات، لاسيما مصر التي تحفظت على التقارب (مع قطر)”.
وأضافت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث هاتفيا مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في محاولة للضغط عليه بشأن المصالحة مع قطر، مشيرة إلى أن قادة الخليج سيبدؤون محادثات مع أمير الكويت للوصول إلى اتفاق نهائي.
ونوهت إلى أن الإمارات تبدو متمسكة بمربع استمرار حصار قطر، وهو ما عبر عنه السفير الإماراتي في الولايات المتحدة يوسف العتيبة، الذي نفى الأنباء التي تحدثت عن حل للأزمة الخليجية في المنظور القريب خلال مشاركته عبر الفيديو، منتصف الشهر الماضي، بلقاء مع معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.
وقال العتيبة إن “الأزمة مع قطر لن تعرف الحل قريبا، في ظل عدم مراجعة الدوحة لمواقفها”، زاعما أن “الدوحة تمسكت بتعنتها واستمرت في لعب دور الضحية”، وأن “محور تركيا وإيران وقطر يزجّ بالدين في كل القضايا ويدعم التطرف”، حسب تعبيره.
وفي حال التوصل إلى حل للأزمة سيشارك أمير قطر تميم بن حمد في القمة الخليجية المقبلة، المقررة الشهر الجاري، ويوقع هناك بشكل رسمي اتفاقا لإنهاء الأزمة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية القطرية لولوة الخاطر إن المحادثات الأخيرة مع السعودية كانت بشأن وضع هيكل للحوار والمصالحة، مشيرة إلى أن “محادثات مستقبلية ستبحث إنهاء الأزمة”
وكان أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أعرب، السبت، عن سعادته باتفاق “حل الخلاف بين الأشقاء، والحرص على التضامن الخليجي والعربي”، واصفا إياه بأنه “يعكس تطلع الأطراف المعنية إلى تحقيق المصالح العليا لشعوبها”، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا).
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في كلمته أمام منتدى حوار المتوسط، إن تقدما كبيرا تحقق تجاه حل الأزمة الخليجية في الأيام الأخيرة، لافتا إلى الاقتراب من التوصل لاتفاق لحل الخلاف.
وجاء حديث الوزير السعودي، بعد بيان لوزير خارجية الكويت أحمد ناصر المحمد الصباح، أكد فيه إجراء محادثات مثمرة ضمن إطار جهود الوساطة الرامية لإنهاء الأزمة الخليجية، وهو ما رحبت به قطر واعتبرته “خطوة مهمة”.
وعقب هذا البيان، أعربت السعودية وقطر، عن تقديرها لجهود الكويت لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية، لافتتين في تغريدتين لوزيري خارجية البلدين إلى تطلعها إلى أن تكلل بالنجاح.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت، في يونيو/حزيران 2017، قطعا شاملا لعلاقاتها مع قطر وفرض حصار عليها، ووضعت 13 شرطا للتراجع عن إجراءاتها.
ومرارا، أكدت الدوحة رفضها لكل ما يمس سيادتها الوطنية واستقلال قرارها، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها للحوار دون شروط مسبقة.