مصدر: بن سلمان زار أبو ظبي لإقناع بن زايد بالمصالحة الخليجية
تسود حالة من التوتر بين الإمارات والسعودية في ظل المساعي الكويتية والأمريكية لإتمام المصالحة الخليجية.
إذ أن الإمارات صاحبت “فكرة الحصار على قطر” لا تزال ترفض إتمام المصالحة الخليجية، وتبدو متجاهلة للمملكة (صاحب الدور الكبير في الخليج).
ولأجل إنجاح خطة صهر الرئيس الأمريكي جاويد كوشنير، غادر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الرياض، الأحد (6 ديسمبر)، في زيارة سريعة وخاطفة لإقناع نظيره الإماراتي محمد بن زايد، بضرورة إتمام المصالحة الخليجية.
وقالت مصادر سعودية لـ”ويكليكس السعودية” إن حالة من التوتر تسود زعماء الدولتين الخليجيتين أمام الضغوط الأمريكية على المملكة لإتمام المصالحة الخليجية.
وأضافت المصادر أن كوشنير يرغب بإتمام هذه الملف قبيل مغادرة ترامب البيت الأبيض يناير المقبل، لكن بن سلمان يواجه “عنادا قويا” من الموقف الإماراتي.
وأشارت المصادر إلى أن خطوة بن سلمان تجاه بن زايد تأتي في إطار التوتر المتصاعد داخل الديوان الملكي، سيما أن الحاكم الفعلي داخل المملكة “يرغب بإتمام الأمور من أجل كرسي الملك”.
وربطت المصادر تغريدة أكاديمي إماراتي بارز في (اليوم التالي لزيارة بن سلمان 7 ديسمبر) بشأن موقف الإمارات المتعلق بالمصالحة الخليجية التي تقودها السعودية مع قطر.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات المعروف بأنه مقرب من دوائر الحكم في أبوظبي عبدالخالق عبدالله، إن المصالحة الخليجية لن تحقق تقدما إلا بمباركة الإمارات، في وقت تلتزم فيه الأخير بالصمت تجاه إعلان الكويت.
وكتب عبدالله: “لن يتحرك قطار المصالحة الخليجية مليمترًا واحدًا بدون علم وبدون موافقة وبدون مباركة الإمارات المسبقة” قبل أن يسارع إلى حذف التغريدة.
ولاقت التغريدة آلاف التعليقات وردود الفعل التي طغى عليها الجانب السلبي من قبل مغردين خليجيين، بما فيهم إماراتيين أيضا، والذين اعتبروا أن هذا الرأي يصنف على أنه استنقاص من دور السعودية المحوري في المنطقة.
وأدت هذه التغريدة إلى تساؤلات حول موقف الإمارات الرسمي من المصالحة الخليجية التي تقودها الكويت والولايات المتحدة، لإعادة العلاقات بين السعودية وحلفاءها الإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى.
وقالت وكالة “بلومبيرغ”، إن دولة قطر والسعودية تقتربان من صفقة “أولية” لإنهاء الأزمة بينهما، وذلك بوساطة أمريكية.
ونقلت الوكالة عن مصادر أن الصفقة محل الحديث لا تشمل الدول الثلاث الأخرى المشاركة في مقاطعة قطر منذ يونيو 2017، وهي مصر والإمارات والبحرين.
وقال أحد المصادر إن ترتيباً أوسع (بين جميع الأطراف) لا يزال بعيد المنال بسبب بقاء بعض القضايا العالقة، بما فيها علاقات الدوحة مع طهران.
ولفتت الوكالة إلى أن الاختراق المحتمل يأتي بعد أشهر من الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي قادتها الكويت.
وأدت هذه الجهود إلى نتيجة، بحسب بلومبيرغ، خصوصاً بعد “الزخم النهائي” من قبل جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، الذي زار الرياض والدوحة هذا الأسبوع.
وسيشمل التقارب بين الرياض والدوحة، على الأرجح، إعادة فتح الأجواء والحدود البرية وإنهاء “الحرب الإعلامية” وخطوات أخرى لبناء الثقة ضمن خطة مفصلة لاستعادة العلاقات تدريجياً، بحسب المصادر.
وأشار دبلوماسيون ومحللون إلى أن السعودية والإمارات كانتا “القوة الدافعة” وراء مقاطعة قطر، التي أدت إلى انقسام المنطقة وتغيير مسار الرحلات الجوية والإخلال بالتجارة والأعمال.
وتابعت الوكالة: “كانت الإمارات تعارض أكثر استعادة العلاقات مع قطر، إذ أنها كانت تفضل التركز على بناء العلاقات مع إسرائيل بموازاة إبداء الحذر من أجل تفادي أي تصعيد مع إيران”.
وأوضحت المصادر أن السعودية تشعر بقلق إزاء آفاق تخفيض الضغط الأمريكي على إيران مع وصول الديمقراطي جو بايدن، للحكم.