أعرب مكتب شؤون المرأة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية عن قلقه على سلامة الناشطة “لجين الهذلول”، المعتقلة منذ أكثر من عامين في سجون نظام آل سعود، مجددا الدعوة بضرورة الإفراج عنها.
جاء ذلك في تغريدة نشرها مكتب الخارجية عبر “تويتر”، اليوم الخميس، جاء فيها “أمضت الناشطة السعودية في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول عيد ميلادها الـ31 في السجن، حيث إنها محتجزة هناك منذ 2018”.
وتابع: “لم تسمع عائلتها أي أخبار عنها منذ يونيو/حزيران. ونحن قلقون على سلامتها وندعو مرة أخرى إلى إطلاق سراحها”.
Saudi women's rights activist Loujain al-Hathloul spent her 31st birthday in prison, where she has been since 2018. Her family hasn't heard from her since June. We are concerned for her safety and again call for her release. pic.twitter.com/LC0urLI4P1
— U.S. State Dept | Office of Global Women's Issues (@StateGWI) August 5, 2020
وجاء موقف الخارجية الأمريكية بعد قلق أسرة “الهذلول” حيال الأوضاع الصحية لابنتهم بعد عدم السماح لهم بالاتصال بها، ومنع الزيارات منذ منتصف مارس/آذار الماضي.
وقالت الأسرة: “تؤكد العائلة قلقها على ظروف لجين وصحتها، حيث إن هذا التوقف في الاتصالات والزيارات مماثل للفترة التي كانت تتعرض فيها سابقاً للتعذيب والعزل الانفرادي”.
وفي 15 مايو/أيار 2018، أوقفت سلطات آل سعود عددًا من الناشطات البارزات في مجال حقوق الإنسان، أبرزهن “لجين الهذلول”، و”سمر بدوي”، و”نسيمة السادة”، “ونوف عبدالعزيز”، و”مياء الزهراني”.
وعزت تقارير حقوقية آنذاك أسباب التوقيف إلى دفاعهن عن حق المرأة في قيادة السيارة بالمملكة.
وجددت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالقتل خارج نطاق القضاء والإعدام التعسفي “أنييس كالامار”، مطالبة السعودية بالإفراج عن بعض الناشطين الحقوقيين على خلفية انتشار فيروس “كورونا” من بينهم “لجين الهذلول”.
وقالت على “تويتر”: “كان نداؤنا الأخير للسعودية من أجل الإفراج المبكر عن بعض المدافعين عن حقوق الإنسان بسبب كورونا بتاريخ 2 يونيو (حزيران) الماضي، ولم تنظر (الرياض) في أي من هذه الدعوات”.
وذيلت “كالامار” تغريدتها بالإشارة إلى الدعوات المتكررة للإفراج عن “عبدالله الحامد”، بسبب تدهور حالته الصحية، والتي لم تستجب لها الرياض، ومن ثم وفاته داخل محبسه في 23 أبريل/نيسان الماضي.
ووفق بيانات وتقارير معارضة سابقة، كان “الحامد” المحبوس منذ 2013، بتهم بينها الدعوة إلى تظاهرات، تدهورت صحته منذ 9 أبريل/نيسان الفائت.
و”الحامد”، مؤسس جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية، وأحد أبرز الوجوه الداعية للإصلاح، والمعتقلين السياسيين في تاريخ المملكة الحديث.
وتصدر وسم #لاتقتلوا_لجين الترند سابقا تضامنا مع معتقة الرأي بعد انقطاع الاتصال بها لنحو شهرين داخل سجون آل سعود.
ودشن نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي الحملة التضامنية مع الهذلول، عقب إبداء عائلتها مخاوف على مصيرها بسبب انقطاع الاتصال بشكل مستمر بها.
وقالت علياء الهذلول شقيقة المعتقلة لجين في سلسلة تغريدات عبر تويتر، “لجين لم تتواصل من شهر ونصف (الشهر)، هل بدؤوا بتجهيزها للموت ثم تسليمها لتموت بين أيدينا ويتخلصوا من مسؤولية قتلها، كما فعلوا مع صالح الشيحي إذ سلموه لأهله ليموت بينهم؟”.
وأضافت أن لجين تواصلت مع عائلتها خلال الأشهر الماضية بشكل متقطع بعد حرمان لفترات طويلة، ولم يسمح بالزيارة لأكثر من أربعة أشهر.
ووجهت علياء رسالة لسلطات آل سعود قائلة “لا تقتلوها.. لن نسكت بعد وفاتها”.
وفي يونيو الماضي، كرمت فرنسا ناشطة حقوق الإنسان لجين الهذلول بفوزها بجائزة الحرية 2020.
وشكل فوز لجين بالجائزة الدولية المرموقة إحراجا بالغا لنظام آل سعود الذي يواصل اعتقالها بشكل تعسفي منذ 15 أيار/مايو من عام 2018 ضمنَ حملة اعتقالات شملت ناشطين وناشطات في مجال حقوق الإنسان بمن في ذلكَ عزيزة اليوسف وإيمان النفجان.
وظلّت أسباب اعتقال الهذلول مجهولة إلّا أنّ وسائل الإعلام المحليّة قد تداولت أخبارًا تُفيد بأنّ سبب الاعتقال هوَ “تجاوز الثوابت الدينية والوطنية” وكذَا “التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة” وهم تهم فضفاضة يستخدمها النظام لتبرير القمع.
وأكد ناشطون حقوقيون على ضرورة الإفراج الفوري عن الهذلول وعدم وضع قيود عليها عقب الإفراج مثل منع السفر التعسفي كي تتمكن من استلام جائزتها بنفسها في 2 تشرين أول/أكتوبر القادم بمدينة “كان” الفرنسية.
وسبق أن رشح 8 أعضاء في الكونغرس الأمريكي لجين الهذلول لنيل جائزة نوبل للسلام لهذا العام “تقديراً لها على شجاعتها وجهودها في الكفاح من أجل حقوق المرأة”.
وحث النواب الأمريكيون اللجنة المعنية على النظر بعناية في ترشيح الهذلول؛ لأنها “تجسد النضال السلمي من أجل المساواة في السعودية”.