قالت مصادر مطلعة إن الهجمات التي شنها “الحوثيون” بالطائرات المسيرة على منشأتين لشركة “أرامكو” السعودية، تؤثر على إنتاج 5 ملايين برميل من النفط يوميا, أي قرابة نصف الإنتاج الحالي للمملكة.
وأوضحت المصادر أن الإنتاج النفطي السعودي وصادرات المملكة تعطلت بعد الهجمات التي استهدفت منشأتين إحداهما تعتبر أكبر معمل لتكرير النفط في العالم.
من جهتها، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن منشأتي “أرامكو” المستهدفتين تنتجان 8 ملايين برميل نفط يوميا ما يشكل غالبية إنتاج المملكة.
وتدير “أرامكو” أكبر مصفاة لتكرير النفط ومعالجة الخام في العالم في بقيق بالمنطقة الشرقية.
وتزيد الطاقة التكريرية للمصفاة عن 7 ملايين برميل من النفط الخام يوميا.
وفي وقت سابق السبت، أعلنت ميليشيا “الحوثي” مسؤوليتها عن الهجوم الذي قالت إنه استهدف مصفاتين نفطيتين سعوديتين بـ10 طائرات مسيرة.
وقال الناطق باسم ميليشيات الحوثيين “يحيى سريع”، في بيان بثته قناة “المسيرة” الناطقة باسم الجماعة، إن “استهداف حقلي بقيق وخريص يعد من أكبر العمليات في العمق السعودي”.
والهجوم على منشأة لـ”أرامكو” ليس جديداً، ففي 15 مايو الماضي، قالت السعودية إن طائرات مسيرة مسلحة هاجمت محطتي “عفيف” و”الدوادمي” بمنطقة الرياض لضخ نفط “أرامكو”، لكن الإمدادات لم تتوقف، فيما أعلن “الحوثيون” مسؤوليتهم عن الهجمات.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “واس” عن متحدث أمني بوزارة الداخلية قوله: “عند الساعة الرابعة من صباح السبت، باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو إطفاء حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص، نتيجة استهدافهما بطائرات بدون طيار (درون)”.
بدوره، ذكر المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي أنه “سيكون هناك بيان مهم خلال الساعات القادمة، لكشف تفاصيل إحدى العمليات الكبرى للطيران المسير في العمق السعودي”، دون التطرق لتفاصيل أخرى.
وبعد وقت قصير، أوضح المتحدث باسم الحوثيين أنه تم إرسال 10 طائرات مسيرة إلى بقيق وخويص في المملكة، مؤكدا أن العملية تأتي في إطار الرد المشروع.
وتابع: “عملية توازن الردع الثانية جاءت بعد عملية استخبارية دقيقة ورصد مسبق”، متوعدا النظام السعودي بعمليات قادمة، “ستتسع وستكون أشد إيلاما”.
وتضم بقيق أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، بينما تضم خريص “حقل خريص” الذي يعتبر أكبر مشروع بترول في العالم، حيث يقدر إنتاجه بـ1.2 مليون برميل يومياً من الزيت العربي الخفيف.
وتتوالى ضربات الحوثيين لمنشآت النفط السعودية. وفي 17 أغسطس/آب الماضي، أعلن الحوثيون تنفيذ عملية نوعية، باستهداف حقل ومصفاة نفطية في المملكة قرب الحدود مع الإمارات، باستخدام 10 طائرات مسيرة من دون طيار.
وسبق أن استهدف الحوثيون، في مايو/أيار، محطتي ضخ أنبوب نفطي في المملكة، وأكدت الأخيرة وقف التصدير بسبب الأضرار.
بدوره نفى التلفزيون الرسمي لآل سعود تأثر صادرات المملكة بالهجوم.
وتعد “أرامكو” أكبر شركة نفط في العالم، وقد أعلنت مؤخرا أنها جنت أرباحا خلال النصف الأول من العام الجاري بلغت 46.9 مليار دولار.