الحوثيون يتبنون هجمات نوعية جديدة ضد المملكة
تبنت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن هجمات نوعية جديدة ضد المملكة في الساعات الأخيرة في إثبات جديد على فشل حرب آل سعود ودفاعاتهم الصاروخية.
وأفات جماعة أنصار الله بمقتل عدد من الجنود السعوديين وإصابة آخرين، في قصف مدفعي قبالة جازان جنوبي المملكة.
ونقلت قناة المسيرة الفضائية (ناطقة باسم الحوثيين)، عن مصدر عسكري لم تكشف عنه، قوله :”إن مدفعية الجيش واللجان الشعبية قصفت تجمعات للجنود السعوديين قبالة منفذ الطوال”، مؤكدا “مصرع وإصابة عدد من الجنود السعوديين وتدمير آلية عسكرية لهم إثر القصف”.
وفي السياق أعلنت جماعة الحوثيين عن شن هجوم جوي واسع على قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط جنوبي المملكة.
وقال المتحدث باسم قوات الحوثيين العميد يحيى سريع في بيان صحفي نشره على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، إن سلاح الجو المسير التابع لجماعته نفذ عملية هجومية بعدد من طائرات قاصف k2.
وأوضح سريع بأن القصف الجوي استهدف رادارات ومواقع عسكرية في القاعدة الجوية، والإصابة كانت مباشرة.
وأشار إلى أن القصف يأتي “ردا على جرائم العدوان وحصاره المستمر على الشعب اليمني العظيم وغاراته المستمرة”، في إشارة إلى التحالف العربي بقيادة آل سعود.
وقال سريع: الهجوم الجوي يأتي ردا على غارات التحالف التي بلغت 36 غارة جوية خلال 48 ساعة الماضية، أسفرت عن قتلى وجرحى”، دون الإشارة إلى طبيعة الضحايا، وهل هم مدنيون أم عسكريون
وتشهد المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، اشتباكات متقطعة وقصفا متبادل بين الطرفين منذ أكثر من اربعة أعوام، ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في كلا الجانبين.
ولا يبدو أن صانع قرار حرب اليمن ولي العهد محمد بن سلمان قد استفاد شيئا سوى الندم, إذ أن المملكة التي رأى ولي عهدها وصانع أحداثها الأخيرة توريطها في تلك الحرب التي لا قرار لها ولا نهاية, تنزف كما لم يحدث في أشد تواريخها قسوة وأشد تجاربها مرارة.
وبدأت المملكة في الآونة الأخيرة تبحث عن مخرجٍ يحفظ لها انسحابا من المستنقع اليمني بأقل التكاليف السياسية والمعنوية, وخصوصا بعد انسحاب حليفتها الأولى أبو ظبي.
وقال مسؤول سعودي لصحيفة وول ستريت جورنال, أن المملكة لا تريد أن تنجر لفترة أطول في حرب اليمن, ولا تريد أن تظهر ضعيفة, أو أنها تضررت في خضم التوتر مع إيران.
وهكذا، هي ترغب في الانسحاب من دون أن تقدّم كشف حساب عن خسائرها على مدى السنوات الماضية، سواء البشرية أو المادية أو السياسية، كما أنها لا تريد تحمّل المسؤولية عن نتائج الحرب التي تضرّر منها الإنسان اليمني قبل الجميع.
قرّرت المملكة الانسحاب، لأن الإمارات تركتها وحدها تخوض حربا عبثية في ظل الفشل في تحقيق إنجاز ميداني يمكنها البناء عليه.
ولكن السبب الأهم هو إدراكها أن البقاء يعني أنها سوف تتورط وتغوص أكثر في الرمال اليمنية المتحرّكة، وهذا يعني أن فاتورة الحرب سوف تتضاعف كلما طال الوقت.
ويظهر من العمليات العسكرية التي شنّها الحوثيون خلال الشهرين الأخيرين بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية أن الأضرار التي لحقت بالسعودية اقتصاديا وعسكريا ذات كلفة كبيرة ومتصاعدة، ولا سيما أن القصف طاول مؤسساتٍ اقتصاديةً وخدميةً كبيرة، مثل المنشآت البترولية والمطارات والقواعد العسكرية.
ولكن المسألة الجديرة بالاهتمام، وتستحق التوقف أمامها، أن ميزان القوى بدأ يميل لصالح الحوثيين، على الرغم من التفوق الجوي السعودي، والدعم العسكري والسياسي الذي وفرته الولايات المتحدة وأطراف غربية للرياض.
وفي حين تتكتم الرياض على خسائرها داخل أراضيها، أصابت الضربات الحوثية داخل اليمن أهدافها وألحقت أضرارا كبيرة، ومنها قصف قوات الحزام الأمني في عدن الذي خلف 40 قتيلا، بينهم القائد العسكري للقوات “أبو اليمامة”.
وعلى الرغم من المكابرة العلنية، هناك ما يؤكد أن المملكة أجرت محادثاتٍ سرية مع الحوثيين، منها ما هو مباشر، وما هو عن طريق الأمم المتحدة, ولعب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، دورا في هذه المساعي.
وبعد تقدم وجيز، تعثّرت الجولة الأخيرة بسبب شروط حوثية، وتدخلات إيرانية لجر الرياض إلى مباحثات علنية مع طهران، على غرار أبوظبي، وهو ما لم يعارضه ولي العهد ، محمد بن سلمان، الذي يبحث عن حوارٍ ينتهي إلى تسويةٍ بلا ضرر ولا ضرار، وهذا يعني إسقاط المسؤولية السعودية عن الحرب، وتحمل كلفة النتائج الكارثية التي ترتبت عليها، وهذا لا يروق الحوثيين وإيران، فالطرف الحوثي يطمح إلى تعويضاتٍ كبيرة عن الدمار الذي ألحقته الحرب بالبنى التحتية اليمنية والاقتصاد والعمران، وكذلك تعويض الضحايا عما أصاب الشعب اليمني مما يوصف بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وبدورها تضع إيران نصب عينيها إرغام المملكة على تحمل نتائج التصعيد ضدها طوال الأعوام الأخيرة، بما في ذلك العمليات التي تتهم طهران الرياض بالتخطيط لها.
والملاحظ هنا أن المملكة باتت في وضعٍ حرج، بعدما قرّرت الإمارات سحب قواتها من اليمن، وبدأت خطوات تقارب مع طهران.