أعلنت جماعة أنصار الله “الحوثيين” في اليمن اليوم الأحد عن إسقاط طائرة استطلاع عسكرية صينية الصنع لتحالف آل سعود في محافظة حجة شمالي اليمن.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة للحوثيين العميد يحيى سريع على تويتر “الدفاعات الجوية اليمنية تمكنوا من إسقاط طائرة استطلاع مقاتلة نوع “wing loong”، صينية الصنع، أثناء قيامها بـ”أعمال عدائية”، في مديرية “حيران” بمحافظة حجة، الحدودية مع المملكة.
وقال سريع إن الطائرة جرى استهدافها بصاروخ أرض جو، سيتم الكشف عنه لاحقاً، وقال إن عملية إصابة الطائرة موثقة بالصوت والصورة.
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه تعليق فوري من التحالف، جاءت العملية بعد أقل من 24 ساعة، من تأكيد الجماعة استهداف طائرة مروحية أباتشي سعودية، في الحدود، بما أدى إلى مقتل طياريها.
وأكدت وسائل إعلام سعودية مقتل طيارين اثنين، وهما النقيب عبدالمجيد العمري والطيار سعود الشهري، جراء تحطم مروحيتهما في المناطق الحدودية مع محافظة صعدة.
وعلى مدى سنوات، ظل الدفاع الجوي أبرز ما يفتقر إليه الحوثيون على الأرض، ومن شأن عملية استهداف الطائرات إذا ما استمرت، أن تشكل تحولاً نوعياً بالنسبة لأسلحة الحوثيين الدفاعية.
يأتي ذلك رغم تأكيد اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الخميس، أنها تولت عملية نقل 128 أسيراً من مسلحي الحوثيين من المملكة إلى صنعاء، بعد يومين من إعلان التحالف عن مبادرة للإفراج عن 200 من أسرى الجماعة.
وأوضحت اللجنة، في بيان أنها قامت بتيسير إعادة 128 محتجزاً من المملكة إلى اليمن بناءً على طلب من قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي وبالاتفاق مع الطرفين.
وأفاد البيان بأنه “قبل الشروع في هذه العملية، تأكدت اللجنة الدولية من هويات المحتجَزين وتحققت من رغبتهم في العودة إلى وطنهم، وذلك من خلال مقابلات أجرتها معهم في سجن خميس مشيط قبيل مغادرتهم”.
من جانبه، أعلن مسؤول لجنة الأسرى التابعة للحوثيين في صنعاء، عبد القادر المرتضى، استلام 128 أسيراً، عبر الصليب الأحمر، وقال في بيان مقتضب إن الأسرى “أفرجت عنهم السلطات السعودية في أول رد على المبادرات التي نفذناها في ملف الأسرى”.
وأضاف أنها “خطوة جيدة نأمل أن تليها خطوات أخرى، وأن يتم تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بشكل كامل”.
وفي تصريح له، قال ممثل اللجنة الدولية في المملكة خضر عمر، إن الإفراج يحمل “أنباءً سعيدة لكل من المحتجزين الذين تم الإفراج عنهم وعائلاتهم، التي سيلتئم شملهم معها في اليمن”.
وأضاف “نأمل أن يكون الإفراج عن هؤلاء المحتجزين الـ128 وإفراج جماعة أنصار الله عن 290 محتجزاً يوم 30 سبتمبر/أيلول 2019 حافزاً لخلق حركة إيجابية تؤدي لعودة المزيد من المحتجزين إلى عائلاتهم”.
وتأتي عملية الإفراج بعد يومين من إعلان المتحدث باسم التحالف تركي المالكي أن قيادته قررت بمبادرة منها إطلاق سراح 200 أسير، والسماح بتسيير رحلات لنقل المرضى من مطار صنعاء الدولي.
وسبق أن تولى الصليب الأحمر عمليات نقل لأسرى ومحتجزين أفرج عنهم الحوثيون ونقلوا إلى المملكة خلال أشهر سابقة.
وتزامن ذلك مع ما تداولته وكالات أنباء عالمية عن محادثات تجريها الرياض مع المتمردين الحوثيين، والكشف عن وجود قناة مفتوحة بين الطرفين منذ 2016، ويقابل ذلك أحاديث خليجية عن إمكانية فصل الحوثيين عن إيران، حليفة الجماعة.
تلك التطورات جاءت بعد أيام من توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، والحديث عن إمكانية توسيع الاتفاق ليشمل الحوثيين، ويفضي إلى حل سياسي شامل ينهي الحرب، التي جعلت معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
ومن بين بنود اتفاق الرياض، الموقع في الخامس من الشهر الجاري، تشكيل حكومة تتقاسم محافظات الجنوب والشمال حقائبها الوزارية.