أعلنت جماعة أنصار الله “الحوثيين” مسؤوليتها عن شن هجوم باستخدام طائرات مسيرة دون طيار على مصنعين تابعين لشركة “أرامكو” النفطية بمحافظة بقيق وهجرة خريص شرقي المملكة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجماعة، إن الهجوم تم باستخدام 10 طائرات مسيرة، وأدى إلى إحداث أضرار كبيرة في المنشآت المستهدفة.
وتوعد المتحدث باسم الحوثيين الرياض بشن مزيد من الهجمات مبينا أن “بنك أهداف الهجمات في المملكة يتسع، بفضل المعلومات الاستخباراتية الدقيقة وتعاون الشرفاء داخل المملكة”.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الداخلية، السيطرة على حريقين في معملين تابعين لـ”أرامكو” في بقيق وخريص شرقي المملكة.
وقال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، إنه “عند الساعة الرابعة فجرا بالتوقيت المحلي، باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص”.
وأوضح المتحدث الأمني أن الحريقين نشبا نتيجة استهدافهما بطائرات دون طيار، وتم السيطرة على الحريقين والحد من انتشارهما، وباشرت الجهات المختصة التحقيق في ذلك.
ويواجه رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة “تركي آل الشيخ”، مأزقا، بعد نفيه اندلاع حريق بمعمل شركة “أرامكو”، بمدينة بقيق السعودية، واعتراف سلطات آل سعود لاحقا بالحريق نتيجة طائرات مسيرة.
ومع انتشار الأنباء حول الحريق، فجر السبت، غرد “آل الشيخ”، عبر حسابه بموقع “تويتر”، قائلا: “حسابات مغرضة وكذب واشاعات.. الحمدالله أمن وأمان.. البقيق بخير!”.
لا حديث في المملكة، إلا عن الهجوم الذي استهدف مصنعين تابعين لشركة “أرامكو” النفطية، بمحافظة بقيق وهجرة خريص (شرقي المملكة).
وتصدر وسما “بقيق” و”أرامكو”، قائمة الوسوم الأكثر تداولا في السعودية، السبت، عقب الهجوم، الذي أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون)، مسؤوليتها عن تنفيذه، بطائرات مسيرة.
وتناقل الناشطون، مقاطع فيديو وصورا للهجوم، الذي أقرت به سلطات آل سعود، قبل أن تعلن سيطرتها على الحريق.
ووصف الحوثيون، استهداف المصنعين بأنه “أكبر عملية في العمق السعودي للطيران المسير”.
ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد بمنطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
وقد سمى الحوثيون هجوم اليوم على منشأتي أرامكو بـ”عملية توازن الرعب الثانية”، وأضافوا أن بنك أهدافهم في المملكة يتسع يوما بعد يوم، وأنه لا حل أمام الرياض إلا وقف “العداون والحصار”، حسب قولهم.
وتستهدف جماعة “الحوثي” بين الحين والآخر أهدافا داخل المملكة عسكرية ومدنية بهجمات صاروخية وبالطائرات المسيرة، فيما يعلن التحالف التصدي لتلك الهجمات.
ويظهر من العمليات العسكرية التي شنّها الحوثيون خلال الشهرين الأخيرين بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية أن الأضرار التي لحقت بالسعودية اقتصاديا وعسكريا ذات كلفة كبيرة ومتصاعدة، ولا سيما أن القصف طاول مؤسساتٍ اقتصاديةً وخدميةً كبيرة، مثل المنشآت البترولية والمطارات والقواعد العسكرية.
ولكن المسألة الجديرة بالاهتمام، وتستحق التوقف أمامها، أن ميزان القوى بدأ يميل لصالح الحوثيين، على الرغم من التفوق الجوي السعودي، والدعم العسكري والسياسي الذي وفرته الولايات المتحدة وأطراف غربية للرياض.
وفي حين تتكتم الرياض على خسائرها داخل أراضيها، أصابت الضربات الحوثية داخل اليمن أهدافها وألحقت أضرارا كبيرة، ومنها قصف قوات الحزام الأمني في عدن الذي خلف 40 قتيلا، بينهم القائد العسكري للقوات “أبو اليمامة”.
ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي بقيادة آل سعود القوات الحكومية بمواجهة الحوثيين، وأدى القتال إلى مقتل 70 ألف شخص منذ بداية 2016، حسب تقديرات أممية منتصف يونيو/حزيران الماضي.