يمضى الداعية الإسلامي البارز الشيخ سفر الحوالي عاما كاملا اليوم الأحد 13 يوليو 2019 في سجون آل سعود ومحمد بن سلمان دون جريمة ارتكبها سوى تعبيره عن آرائه وفضح انتهاكات النظام وجرائمه محليا وخارجيا.
واعتقال الحوالي وأبنائه وشقيقه منذ عام كامل جاء فقط بسبب انتشار كتاب للشيخ بعنوان “المسلمون والحضارة الغربية”، وتقديمه فيه نصائح لآل سعود.
وداخل السجن تعرض الشيخ الحوالي لكثير من الانتهاكات خلال فترة سجنه من العزل الانفرادي ومنع الدواء عنه رغم مرضه الشديد وتقدمه في العمر.
كما تعرض الحوالي أيضاً وأولاده للكثير من المساومات البائسة من أبرزها أن يخرج ويقول أن كتاب “المسلمون والحضارة الغربية” ليس له، مقابل الإفراج عنه لكنه رفض.
أبرز المعلومات عن الشيخ سفر الحوالي:
ولد عام 1955 في حوالة جنوبي السعودية
حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة أم القرى في مكة
أقيل من منصبه كرئيس لقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة أم القرى على خلفية انتقاداته للعلاقات الأمريكية الخليجية
قال نشطاء إن الكتاب الذي تسبب في القبض عليه يحمل اسم المسلمون والحضارة الغربية وانتقد فيه الشيخ آل سعود ودولة الإمارات
برز قبل نحو 25 عاما كزعيم لحركة “الصحوة” التي اتهمت الأسرة الحاكمة بالفساد وانتقدتها بسبب التحرر الاجتماعي والعمل مع الغرب
زجت به السلطات في السجن خلال تسعينيات القرن الماضي لكنها أطلقت سراحه بعدما خفف من انتقاداته
في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ساند الحوالي “الجهاد” ضد الولايات المتحدة لكنه ندد أيضا بهجمات الإسلاميين المتشددين على الغربيين في السعودية
له العديد من المؤلفات مثل العلمانية نشأتها وتطورها وأثرها، والقدس بين الوعد الحق والوعد المفترى، وكشف الغمة عن علماء الأمة: وعد كيسنغر والأهداف الأمريكية في الخليج، والانتفاضة والتتار الجدد.
تعرض خلال مسيرته لانتقادات من أنصار التيار التقليدي ومن السلفيين الجهاديين
تعرض في عام 2005 لأزمة صحية حادة أثرت على قدرته على الكلام لاحقا
مسلسل طويل من القمع ضده
تم اعتقال واستدعاء الشيخ حوالي في سجون آل سعود عدة مرات فضلا عن منعه من السفر منذ ديسمبر 1991.
وقبل اعتقاله الأخير أصدر كتابه “المسلمون والحضارة الغربية” ضَمّن فيه أفكاره وأطروحاته في العلاقة بين الإسلام والغرب، وقد سار فيه على نهجه القديم من النظرة للغرب على أنه منبع الشرور.
وأهمية الكتاب خصوصا بدت في موقف الحوالي من سلطة آل سعود، حين انتقد الحوالي سياسة السعودية والعائلة الحاكمة علنا في ملحق سماه “رسالة إلى آل سعود” بعد ملحق بكتابه خصصه إلى الدعاة والعلماء يحثهم فيه على بيان الحق.
وركز الشيخ حوالي رسالته في نقد تحولات المملكة الأخيرة والتي بدأت منذ صعود بن سلمان للسلطة مع تأكيده أنه ليس معارضا سياسيا، وأنه لا يُريد المُلك، وإنما تتوقف رغبته عند حد نصرة الإسلام والنُصح لشعبه.
وأكد الشيخ الحوالي بأنه لن يترك بلده مهما كلفه ذلك من ثمن، ثم وجه الحوالي نقده لآل سعود حاثًا إياهم على إقامة العدل وأن التدين الشعائري للحكام ليس بكافٍ وحده “فلا بد من تطبيق ما ورد بشأن الإمامة الشرعية من نصوص على كل حاكم.
ورأى أن السعودية في عهد بن سلمان على مفترق طرق “إما طريق الإسلام، وإما أن تنضم لركب العلمانية وأميركا وإسرائيل والإمارات وفسطاط النفاق”.
وكشف أن علاقة آل سعود بالعلماء برغماتية قائمة على المنفعة، لا طلبا باتباع الشرع المحض، إذ لا يأخذ الأمراء إلا ما وافق هواهم.
وهاجم تدخلات السعودية في مصر إلى حرب اليمن مرورا بالتحالف مع الإمارات، ثم الموقف المتذبذب في سوريا والعراق للعداوة من إيران والصداقة الوليدة مع إسرائيل، وحتى الحصار الأخير على قطر، وهو ما يجعل الكتاب بيانا سياسيا أكثر منه كتابا فكريا هادئا.
انتقد الشيخ الحوالي بذلك سياسة المملكة في المنطقة، ووجه النقد لابن سلمان وموقفه من صفقة القرن.
سهم آخر كذلك وجهه الحوالي للتحالف السعودي الإماراتي، إذ رأى الصواب في أن تتجه المملكة للاستقلال عن حليفتها الإمارات. فالإمارات -بحسب وصف الحوالي- يقربون كل أهل البدع.
وقد اعتبر الشيخ الحوالي أن الإمارات هي الحليف الأكبر لإسرائيل، وأن هذا التحالف بين الرياض وأبو ظبي لاسيما فيما يخص صفقة القرن سيقود إلى جور السعودية على حق الشعب الفلسطيني المُسلم في أرضه وهو ما سيصب في صالح إسرائيل.
امتد نقد الشيخ الحوالي إلى ملف المعتقلين بدعوى الإرهاب والذي وصفه الحوالي بأنه دعوى لا حقيقة خلفها قائلا: “تعرض المعتقلون للتعذيب بآلات رأيت بعضها بعيني، وبعضهم كشف آثار التعذيب في جسمه للقاضي، لكن فضيلته قال له: “أجل تبغى يعطونك حلاوة”.
وواصل انتقاده بأن الحكومة تمارس “تكميم الأفواه ومنع الكلمة الصادقة والنقد البناء، وهذا يُعلم الشعب النفاق”.