تساءلت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية عن الطريقة التي سوف تتعامل بها الحكومات الغربية، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وذلك بعد نشر تقرير للمخابرات الأمريكية يفيد بتورطه في التآمر في عملية اغتيال مواطنه الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018.
كما تساءلت الصحيفة عما إذا كان سيتم اعتقال بن سلمان حال زيارته العواصم الغربية بعد نشر التقرير الاستخباراتي الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من تجنب الرئيس جو بايدن فرض عقوبات على الأمير السعودي.
إلا أن قراره يستحق الإشادة؛ لأنه قرر نشر التقرير وإطلاع الرأي العام عليه، بعدما رفض سلفه الجمهوري “دونالد ترامب” نشره.
التطبيع مع إسرائيل
وأرجعت الصحيفة تجنب الإدارة الأمريكية فرض عقوبات على بن سلمان لسببين رئيسيين.
الأول أن السعودية حليف مهم للغرب، وتعاونها ضروري من أجل مواجهة نشاطات إيران التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط.
أما السبب الثاني وفق الصحيفة؛ فهو الأمل بأن تتبع السعودية خطى جارتيها البحرين والإمارات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
لكن في كل الأحوال رأت الصحيفة البريطانية أن بايدن أعلن أن حقوق الإنسان أولوية بالنسبة لإدارته، كما أنه يعتبر إنهاء الحرب في اليمن والتي تقودها السعودية أهم هدف من أهداف سياسته الخارجية.
ولتحقيق هذا، قام بتعليق صفقات السلاح للسعودية، وتحدث مع الملك العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وليس مع نجله ولي العهد الأمير محمد.
وقال بايدن إنه يريد إعادة ضبط العلاقات الأمريكية السعودية بشكل يقوم على احترام حقوق الإنسان والقيم العامة.
وأشارت الصحيفة إلى ثمة تناقض صارخ في التعامل مع بن سلمان من قبل الحكومات الغربية لا سيما من جانب بريطانيا.
دور بريطانيا
وتساءلت كيف سيتمكن وزير الخارجية البريطاني “دومينيك راب” من التأكيد على أولوية حقوق الإنسان والقانون الدولي.
ويواصل في الوقت نفسه التعامل مع رجل اتهمته الولايات المتحدة علنا بأنه تآمر لارتكاب جريمة قتل؟
وماذا سيحدث عندما يزور بن سلمان واشنطن ولندن وغيرها من العواصم الغربية؟ وهل سيتم اعتقاله؟ .
وأجابت الصحيفة أنه بناء على “الصلاحية العامة” التي طبقتها ألمانيا لمحاكمة مجرمي حرب سوريين فهذا الأمر قابل للحدوث.
وبعد فضح نشاطات قوة التدخل السريع السعودية -وحدة قوات خاصة- فهل ستطالب بريطانيا والولايات المتحدة بتفكيك تلك القوة ومحاكمة قادتها وعملائها؟.
وعقبت الصحيفة أن الغرب تسامح ولوقت طويل مع “آل سعود” من أجل الحصول على النفط الرخيص وبيع الأسلحة.
غير أن تلك المقايضة التي تخدم النفس باتت تفوح منها الرائحة، في عصر من أزمات التغير المناخي والأوبئة والأمراض، فماذا ستفعل الحكومة البريطانية؟
وطالبت الصحيفة الحكومات الغربية والحكومة البريطانية على وجه الخصوص بألا تسمح للاهتمامات الجيواستراتيجية بالتفوق على حقوق الإنسان الأساسية والقيم.
وقالت إن على بريطانيا كحد أدنى، فرض عقوبات على ولي العهد السعودي وإضافة اسمه لقائمة 20 سعوديا جمد “راب” أرصدتهم ومنعهم من دخول بريطانيا في العام الماضي بسبب تورطهم في قتل “خاشقجي”.
وأضافت أنه على بريطانيا تعليق صفقات الأسلحة التي قد تستخدم في حرب اليمن أو لقمع المعارضة، وعليها دعم الجهود لتقديم بن سلمان للعدالة ولدوره في التآمر على جريمة قتل.