انتقدت منظمات ودول إسلامية القرار المنفرد لسلطات نظام آل سعود بشأن موسم الحج عبر قصره على عدد محدود من المقيمين داخل المملكة ومنع المسلمين من خارجها من أداء الشعائر الدينية لهذا العام.
ورحبت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين بقرار المملكة عدم إلغاء موسم الحج بشكل كامل وذلك استجابة لجهود الهيئة خلال الأسابيع الماضية.
وقالت الهيئة في بيان لها إن القرار السعودي جيد لكنه غير كاف حيث يسمح لأعداد محدودة من الحجاج بأداء الفريضة من المملكة فقط وأنه كان أولى بالمملكة السماح لكل الدولة المسلمة بإرسال وفود صغيرة للحج وذلك في صورة رمزية لعدم إلغاء موسم الحج.
وقال عضو مجلس علماء الهيئة في ماليزيا الشيخ عزمي عبد الحامد إن السعودية تستفرد بقرار موسم الحج ولا تستشير الدول المسلمة وتتصرف بشكل مجحف وكأن الأماكن المقدسة هي حكر للطغمة الحاكمة.
وأضاف الشيخ عزمي أن الهيئة ترفض سلوك الاستفراد الدكتاتوري في تقرير الموسم الروحاني الأهم للمسلمين وكان بالإمكان أيجاد حلولا كثيرة اقترحتها الهيئة وبعض الدول المسلمة من إجراءات صحية صارمة مع تقليل الأعداد موزعة على الدول.
من جهتها انتقدت مؤسسة الحج والعمرة في إيران قرار السعودية بشأن حصر أداء مناسك الحج هذا العام على المواطنين والمقيمين في المملكة، ووصفت ذلك بأنه قرار غير لائق.
وأضاف بيان للمؤسسة أن الدول الإسلامية كانت تنتظر أن تقوم السعودية بالتواصل معها، بهدف الاستماع إلى وجهات نظرها والاستفادة من أفكارها والتعاون لمواجهة أزمة تفشي فيروس كورونا.
وكان رئيس مؤسسة الحج الإيرانية علي رضا رشيديان، قد قال سابقا إن الرياض لا ترد على مراسلات واتصالات المؤسسة والاستفسارات بشأن قرار المملكة حول مناسك الحج لهذا العام
وتسبب قرار المملكة تنظيم حج “محدود جدا” يضم فقط المقيمين داخل السعودية، بخيبة أمل لملايين المسلمين، على الرغم من تفهم البعض وتأييد البعض للقرار.
وكانت الخطوة منتظرة منذ مدة، فقد ألغت بعض الدول بالفعل خطط مشاركة مواطنيها في الحج، إلا أن الإعلان جاء مخيبا للآمال رغم ذلك بالنسبة للمسلمين الذين يدفعون مبالغ كبيرة وينتظرون وقتا طويلا للتمكن من أداء هذه الفريضة.
وقالت قمرية يحيى (68 عاما) من إندونيسيا -أكبر بلد مسلم في العالم من حيث عدد السكان- “كانت لدي آمال كبيرة بزيارة مكة”، وأضافت “كنت أحضر لذلك منذ سنوات. لكن ما العمل؟ هذه مشيئة الله، إنه القدر”.
وسبق أن منعت إندونيسيا مواطنيها من السفر إلى الحج في وقت سابق هذا الشهر.
ورأى أحمد الخوري -وهو مواطن أردني يقيم في الرياض- أنه لا يوجد سبب “لإلغاء أو تأجيل الحج”، موضحا أن “المرض ممكن إدراكه وعلاجه وليس قاتلا بشكل كبير”.
ومن دون تشاور مع الدول والمنظمات الإسلامية، أعلنت وزارة الحج والعمرة في نظام آل سعود اليوم الإثنين، أنه تقرر إقامة موسم الحج هذا العام بأعداد محدودة للراغبين في أداء مناسك الحج من مختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، وذلك في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقالت وزارة الحج والعمرة في بيان صحفي إنه “في ظل استمرار هذه الجائحة، وخطورة تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية، والتنقلات بين دول العالم، وازدياد معدلات الإصابات عالميًا، فقد تقرر إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأضافت أن ذلك يأتي “حرصًا على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيًا وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية”.