وظّف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فريضة الحج عند المسلمين في دعايته الانتخابية ضمن خطوات تعزيز التطبيع بين الدولة العبرية ونظام آل سعود.
وأعلن نتنياهو خلال مقابلة أجرتها معه إحدى المحطات الإسرائيلية المحلية (قناة هلا)، أن حكومته ستعمل على قصر رحلة الحج التي يقوم بها المسلمون في الداخل إلى الديار الحجازية عبر الأردن، وفق ترتيبات تعود لعام 1978، بحيث ينطلقون مباشرة من مطار بن غوريون إلى المملكة العربية السعودية.
ولم يكتف نتنياهو بإعلانه هذا، أو بالمفاخرة بالعلاقات التي أقامها مع دول وأنظمة عربية، مشيراً إلى زيارته عُمان، ولقائه برئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان؛ بل زاد على ذلك بنشر منشور على صفحته في “فيسبوك” استهله باقتباس آية 27 من سورة الحج في القرآن الكريم.
وتعهد بأن تقوم حكومته المقبلة بقصر مسار الحج، وبالتالي خفض تكاليفه مما يزيد عن عشرة آلاف دولار حالياً (الدولار يساوي 3.45 شيقل) إلى بضعة آلاف من الشواقل.
وسعى نتنياهو إلى الادعاء بأن التقارب والتقاطع في المصالح، وما سماه “ثورة في العلاقات مع دول عربية”، لا يعود فقط إلى الخوف من التهديد الإيراني، بل “لأن العرب معجبون بالإنجازات الإسرائيلية في مختلف المجالات والتجديدات التي يتم ابتكارها وتطويرها في إسرائيل”.
وقد انتقد ناشطون ومتابعون عرب على “فيسبوك” مجرد موافقة قناة “هلا” على منح نتنياهو منصة وفرصة للتحريض على القائمة المشتركة، واستغلال فريضة الحج لدعايته الانتخابية.
وسخر ناشطون عرب كثر من شريط نتنياهو ومنشوره من جهة، فيما أعرب كثيرون عن غضبهم من محاولة نتنياهو الاستهزاء بمشاعر المسلمين وتوظيف الحج في دعايته الانتخابية.
وكانت كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية عن مساع رسمية إسرائيلية لتنظيم رحلات حج مباشرة بين إسرائيل وتل أبيب للراغبين من الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948 في أداء فريضة الحج، وذكرت أن تلك المساعي حققت تقدما.
وأوردت المصادر أن رئيس كتلة الليكود في الكنيست ميكي زوهر توجه إلى نتنياهو بشأن إمكانية فتح المجال أمام حجاج أراضي 48 للتوجه إلى السعودية لأداء فريضة الحج في رحلات مباشرة من تل أبيب إلى السعودية.
وأشار زوهر إلى أنه تم تحقيق تقدم في الطلب، الأمر الذي سيحسم بتدخل نتنياهو في هذا الموضوع الذي وصفه بالمهم.
وقال إن حزب الليكود يؤيد حرية العبادة والأديان، مضيفا أن طلبه هذا يأتي في ضوء نجاح بنيامين نتنياهو في بلورة اتصالات مع المملكة العربية السعودية.
وقال رئيس كتلة الليكود في الكنيست إنه يقدر أن نتنياهو سوف يهتم بنفسه بتذليل أي عقبات، وإنه دعاه للاستفادة من اتصالاته مع السعودية من أجل إتاحة الفرصة أمام حجاج الداخل للتوجه إلى السعودية في رحلات مباشرة بسعر معتدل جدا.
وجرت العادة أن يصل الحجاج الفلسطينيون داخل الخط الأخضر إلى الأردن، ومن هناك يحصلون من وزارة الأوقاف الأردنية على جواز سفر أردني مؤقت يعبرون بواسطته الحدود السعودية لأداء فريضة الحج.
وكان وقع وزير الداخلية الإسرائيلي آريه درعي لأول مرة الشهر الماضي مرسوما يسمح بزيارة الإسرائيليين للسعودية بشكل رسمي.
وحسب ما نقلته صحيفة “إسرائيل اليوم” وقتها، سيكون مسموحا للإسرائيليين السفر إلى السعودية، للمشاركة في اجتماعات تجارية أو البحث عن الاستثمارات على ألا تتجاوز مدة الزيارة 9 أيام، إضافة إلى أغراض الحج والعمرة بالنسبة للفلسطينيين في أراضي 48.
في هذه الأثناء تفاخر مدون إسرائيلي- روسي بأنه زار المملكة مؤخرًا، وعامله أفراد من الشرطة في المملكة بحفاوة شديدة عندما أظهر جواز السفر الإسرائيلي.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أن ليفشين زار المملكة مستغلًا سماح إسرائيل، في يناير الماضي، لمواطنيها بالسفر إلى المملكة لـ”المشاركة في اجتماعات تجارية أو البحث عن استثمارات”.
وأضافت أنه ربما أول إسرائيلي زار المملكة رسميًا منذ القرار الإسرائيلي. وقال المدون الإسرائيلي: “السعوديون ودودون بشكل خاص، رجاء ونساء على حد سواء”.
وأضاف “لأن المملكة كانت مغلقة أمام الأجانب على مدى سنوات طوال، فإنهم (السعوديون) ليسوا معتادين كثيرًا على السياح. أخشى أن يواجه السائح الإسرائيلي العادي مشاكل”.
ودخل ليفشين السعودية بجوازه سفره الروسي، لكن رجال الشرطة السعوديين اكتشفوا على المعبر الحدودي (لم يذكر مكانه تحديدًا) أنه ليس هناك ختم مغادرة على الجواز من قبرص، التي وصل منها إلى السعودية، وفق الصحيفة.
وأضاف للصحيفة أنه اضطر وقتها لإخراج جواز سفره الإسرائيلي، الأمر الذي قابله أفراد الشرطة السعودية بالابتسام، وقال له أحدهم: “هذه المرة ستزور السعودية كإسرائيلي إن شاء الله”.
وزعم ليفشين أن السعوديين الذين التقوه وعرفوا أنه إسرائيلي “أبدوا اهتمامهم وسعادتهم بالعلاقات بين البلدين”.
وأضاف: “قال لي البعض إن حلمهم هو زيارة إسرائيل كسياح”. وخلال رحلته، تجول ليفشين في السعودية من الحدود اليمنية جنوبًا وحتى حدود الأردن شمالاً، ومكث في مناطق جبلية ذات طقس بارد، وفق الصحيفة.
وتحدثت تقارير إسرائيلية مرارا عن تقدم غير مسبوق في علاقات التطبيع بين نظام آل سعود وإسرائيل وسط تعاون سري يشكل كافة المجالات.