أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” حول حاجة بلاده إلى مواصلة العمل مع الحاكم الطائش ولي العهد محمد بن سلمان، صدمة واسعة في العائلة المالكة.
وقال “بلينكن” في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية: “علينا التفكير في الكيفية التي يمكننا بها تعزيز مصالحنا وقيمنا بشكل أكثر فاعلية”.
وأضاف: “نحن سواء أحببنا ذلك أم لا سنحتاج إلى مواصلة العمل مع المملكة العربية السعودية، التي لا تزال شريكا في العديد من النواحي”.
ورجح “بلينكن” أن يكون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو قائد البلد الخليجي لفترة طويلة في المستقبل.
واستطاع الحاكم المتهور فرض ذاته على كرسي الحكم بالقبضة الحديدية، وملاحقة أفراد عائلته والاستيلاء على أموالهم وثرواتهم.
وليس هذا فحسب بل لا يزال يعتقل الأمراء البارزون والمرشحون لخلافة الملك، ويعد الأمير المعتقل أحمد بن عبد العزيز المرشح الأبرز مكانة لهذا المنصب.
وهنا يطفو السؤال حول مصير الأسرة المستقبلي التي لديها خيارين لا ثالث لهما:
الخيار الأول: الإذعان والتسليم لحكم بن سلمان وعلى هذا الحكم والسنوات آثار ثقيلة عليهم، كالاستيلاء على المزيد من ثرواتهم ومنع حركتهم والسفر خارج المملكة وأشكال أخرى من الإذلال.
الخيار الثاني: التخلص من الحاكم الطائش بمختلف الطرق والوسائل، وهذا السيناريو لا يمكن أن يتم بعد اليوم دون عنف مفرط.
الأسرة أو العائلة المالكة أمام خيارات صعبة وجميعها سينعكس تأثيرها بشكل كبير على واقع ومستقبل المملكة الخليجية الأكبر التي قلص بن سلمان مكانتها دوليا.
عاد التفكك الاجتماعي داخل عائلة آل سعود، للواجهة مجددا، في ظل الانشقاقات داخل العائلة الحاكمة بين تياري (الأب والابن) بشأن التطبيع مع إسرائيل.
ويسود التفرق والانشقاقات داخل الأسرة المالكة منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد صيف 2017م، بانقلاب ناعم على ابن عمه الأمير محمد بن نايف
ثم قيامه بعد عدة أشهر بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة شملت أكثر من 370 أميرا من العائلة الحاكمة ورجال أعمال داخل فندق “الريتز كارلتون” والسيطرة على أموالهم.
وعمد بن سلمان على إقصاء أبناء عمومته وتهميشهم من المناصب الحكومية الرفيعة عدا عن اتهام العشرات منهم بالفساد والسرقة
حتى أن مراقبون للشأن السعودي يقولون: “إن النظام السعودي برمته في خطر”.
وتعليقا على ذلك، قال المعارض السعودي د. سعد الفقيه إن جرائم ولي العهد محمد بن سلمان بحق عائلته الحاكمة، أظهرت ذلة الأخيرة وضياع هيبتها وضعفها رغم أموالها ونفوذها السياسي.
وأضاف الفقيه، في مقطع فيديو، “لو أن آل سعود معنيون بإسقاط حكم بن سلمان”.
“فبإمكان قيام من 5-15 فرد من العائلة الخروج ببيان يرفض حكم بن سلمان وسياساته الداخلية والخارجية”.
واستدرك: لو خرج بيان من أفراد العائلة المالكة لانهار ولى العهد، لكن للأسف! الأخير أظهرهم ضعفاء أذلاء.
وأشار إلى جهود عائلة الأمير عبد الله مع شركات العلاقات الدولية.
ودفع الملايين لهذه الشركات من أجل الإفراج عن أبناءها المعتقلين بأوامر من بن سلمان.
وأشار إلى أن إقالة الأمير فهد بن تركي قائد قوات التحالف في اليمن، قبل أيام.
وكشف أن السبب الرئيسي وراء ذلك، أن المقال لديه قيادة وسلطة حقيقة يستطيع من خلالها قيادة ضباط وجيش ممكن أن يقود انقلابا داخل المملكة.
وقال إن بن سلمان يحاول القضاء على جيوب الأسرة الحاكمة، رغم أن الأمير فهد يوالي ولى العهد محمد بن سلمان ولا يريد التخلص من بن سلمان.
وأكد أن السبب الرئيسي وراء إقالته “هو القضاء على البقية الباقية من العائلة المالكة التي من الممكن أن تعيق وصوله لكرسي الملك”.
وأضاف: نحن مسرورون بهذا الواقع داخل العائلة المالكة لافتا إلى أن بن سلمان أذل العائلة الحاكمة وأزال هيبتها رغم نفوذها السياسي وأموالها الباهظة.