سلطت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على المساعي الحثيثة التي تبذلها السعودية لتلميع صورتها الملطخة عبر الانخراط في النشاطات الرياضية العالمية وخاصة لعبة الجولف.
وقال الكاتب البريطاني “إيوان موراي”، الذي أعد التقرير، إنه ليس من السهل بالنسبة لرائدي لعبة الجولف في العالم معرفة من يكون “ماجد السرور”.
لكن “السرور”، وهو المدير التنفيذي لـ”الاتحاد السعودي للجولف”، مثل قليل آخرين، يقدم الآن هدايا قيمة للاعبي هذه اللعبة.
لذلك لا عجب أن يصطف لاعبو الجولف للمشاركة في رسالة تهنئة مصورة بمناسبة عيد ميلاد “السرور”؛
نظرا لأن مكافاة الظهور في “البطولة السعودية الدولية لمحترفي الجولف”، التي أقيمت في السعودية مؤخرا، بلغت حوالي 15 مليون دولار.
ومع ذلك، يشير “موراي” إلى أنه عندما أطلق “السرور” صفارة تلك البطولة، كان هناك، أيضا، عدد قليل من لاعبي الجولف البارزين، الذي رفضوا المشاركة في الفعالية.
ويلفت الكاتب إلى أن مشاركة شخص مثل “كيفن نا”، لاعب الجولف الأمريكي البارز في البطولة السعودية مقابل مبلغ مادي، يخبرنا بكل شيء عن حجم هذه العملية المربحة.
إذ لم يعد يهم بالنسبة لمثل هؤلاء اللاعبين جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وما إلى ذلك.
ويقول “موراي” إن مناورات الجولف السعودية كانت موضوع النقاش الرئيسي بين صناع القرار في اللعبة
حتى قبل أن تصدر أجهزة المخابرات الأمريكية تقريرا خلص إلى أن محمد بن سلمان أمر بقتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018.
ويوضح أن السعودية تريد أن تكون في واجهة لعبة الجولف عالميا، ولديها الموارد اللازمة لتحقيق ذلك.
فالمملكة لديها بالفعل ارتباط بالعديد من عناصر هذه اللعبة ومنها: سفيرات وسفراء الجولف، وفعاليات الرجال والنساء.
والدورات التدريبية، والتوسع في اللعبة على مستوى القاعدة الشعبية.
وعندما تراجعت مجموعة “رين كابيتال” الأمريكية عن دورها الريادي في فعاليات “الدوري الممتاز للجولف” (PGL)، كانت السعودية حاضرة.
وأثار التمثيل السعودي في فلوريدا حيث تجرى فعاليات “PGL” المزيد من التكهنات حول إقناع اللاعبين بالمشاركة في تلك البطولة.
أيضا، كانت هناك مناقشات حول مشاركة السعودية في “الجولة الآسيوية” (جولة الجولف الاحترافية الرئيسية للرجال في آسيا باستثناء اليابان).
ولطالما جذبت محاولات السعودية للانخراط في “التبيض الرياضي” لسمعتها بعد سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان انتباه منظمة “العفو” الدولية وغيرها من المنظمات الحقوقية.
ويظهر انخراط السعودية في فعاليات الملاكمة العالمية ومنافسات “بليو دبليو إي”، مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية أن لعبة الجولف ليست حالة منعزلة بالنسبة للمملكة.
وبالمثل، فإن الاستعداد الذي يتغاضى به القائمون على لعبة الجولف عن المسائل الأخلاقية عندما يتم استضافة البطولات في الإمارات أو الصين يوضح الأمر.
ومع ذلك، وفق “موراي” يجب أن يتم تقييم السعودية بشكل مختلف فيما يتعلق بالجولف على وجه التحديد نظرا لارتفاع حجم انخراطها في اللعبة.
ويلفت الكاتب البريطاني إلى أن “ياسر الرميان” هو بطل رئيسي آخر في الترويج للسعودية في ساحات الجولف العالمية، إلى جانب “السرور”.
فـ”الرميان” ليس “فقط” محافظ صندوق الثروة السيادية السعودي بل هو رئيس مجلس إدارة “شركة جولف السعودية”.
وهو عضو في مجلس إدارة مجموعة “سوفت بنك”، الراعية لمنافسات الجولة الأوروبية للجولف التي تُقام في السعودية.
وهو رئيس مجلس إدارة شركة “أرامكو”، التي أعلنت مؤخرا دعمها لأربع بطولات للجولف بمليون دولار في الجولة الأوروبية للسيدات (LET)، والتي ستقام في نيويورك ولندن وسنغافورة وجدة.
ولم يرد مسؤولو “LET” عندما سئلوا عما إذا كان للجولف السعودي أو أرامكو الآن دور في “كأس سولهايم للجولف”.
وما إذا كانوا لا يزالون مرتاحين لمثل هذه الروابط التجارية الجادة بالنظر إلى تقرير “خاشقجي” الأخير.
بالنسبة للجولة الأوروبية (European Tour)، تعد السعودية شريكا منقذا.
فقد كانت اللعبة تواجه فترة عصيبة من أجل جلب المزيد من البطولات حتى قبل أن يتسبب “كورونا” في إلحاق ضرر جسيم بها.
وبصراحة، يبدو لاعبو الجولة الأوروبية بيادق مفيدة في اللعبة السعودية لتلميع صورتها.
ويرى “موراي” أنه من المحزن بالنسبة للاعبي الجولف من الرجال، أن نشاهد لاعبين مثل “فيل ميكلسون” و”داستن جونسون”، و”باتريك ريد”، وآخرين
يسافرون إلى السعودية ويغادرونها للحصول على مبالغ نقدية دون التعبير عن الاستياء من سجلها الحقوقي المتردي.
واختتم “موراي” تقريره قائلا: “إذا كان هذا السيناريو بأكمله لا يجعل لعبة الجولف ولاعبيها يشعرون بعدم الارتياح الشديد (من الانخراط في فعاليات تنظمها السعودية)، فيجب عليهم أن يفعلوا ذلك”.