نشرت قناة “يقظة” عبر الشبكة العنكبوتية، فيلماً وثائقياً بعنوان “الجاسوسية والمعارضة السعودية”.
وتدور فكرة الفيلم الوثائقي حول التجسس التي تنتهجها العائلة المالكة بالسعودية، في تتبع ومحاربة خصومها ومعارضيها السياسيين.
وتناول الفيلم الذي تم نشره عبر يوتيوب وتناقله العديد من المغردين والنشطاء المعارضين، ضمنهم الناشط السعودي البارز عمر بن عبد العزيز.
في بدايته سرداً تاريخياً لاستخدام الجواسيس على مر التاريخ، في عديد من البلدان مثل الصين والاتحاد السوفيتي وغيرها.
وقدم الفيلم نماذج لعمليات الجاسوسية وتجنيد تمت لأشخاص عملوا لصالح المخابرات السوفيتية، والتي استخدمتهم في عديد من الملفات ومنها الملف النووي الأمريكي.
والذين استطاعوا الوصول لصور وهندسيات خطيرة استفاد منها الاتحاد السوفيتي بشكل كبير.
وأرجع الفيلم وصول الاتحاد السوفيتي لإنشاء القنبلة النووية إلى هؤلاء الجواسيس الذين تمكنوا من العثور على المعلومات والتكنولوجيا الخاصة بصناعتها.
وتابع الفيلم في جوهره المقصود بعد تلك المقدمة الطويلة، حول ما يقوم به محمد بن سلمان من أعمال جاسوسية ضد المواطنين السعوديين.
وليس لأهداف نووية كالأهداف السوفيتية تلك.
وسائل آل سعود
وقال الفيلم إن هناك وسائل اتخذتها السعودية للتجسس على رعاياها بالخارج.
فبدأت الرحلة عام 2017، حين كتب سعود القحطاني مستار ولي العهد تهديداً في تويتر لأصحاب الحسابات الوهمية بأن هذا لن يحميهم.
وادعى مستشار بن سلمان ورجله المقرب بأن هناك طرق للوصول للحسابات الوهمية، مشيراً إلى أن الدول لها الطرق للوصول إلى صاحب الحساب الوهمي.
وأكد الفيلم الوثائقي أن السعودية قامت بشراء ذمم مسؤولين كبار، لأعمال جاسوسية، ومنهم موظفين في تويتر متهمين بالتعامل مع الحكومة السعودية ضد المعارضين لها.
جاسوس تويتر
وتناول الفيلم قضية الشاب علي آل زبارة الذي بدأت قصته في 2015 حيث تم الاتفاق معه على التجسس ضد أكثر من 6 آلاف حساب في تويتر لمعارضين ضد النظام السعودي، الأمر الذي تسبب باعتقال الكثيرين منهم.
وقالت العديد من منظمات حقوق الانسان في الشرق الأوسط، إنها حددت هوية 6 مواطنين سعوديين كانوا يديرون حسابات. وهمية تنتقد الحكومة السعودية.
وواجهت إدارة تويتر “آل زبارة” بشأن دخوله بشكل غير مصرح به لحسابات تويتر، وقام زبارة بتحديد عناوين (الآي بي) للمستخدمين المستهدفين.
إضافة لبريدهم الالكتروني وعناوينهم وأرقام هواتفهم كما قامت “الإف بي آي” بنشر صور للمتهمين بتزويد شخص يدعى أحمد الجبرين.
بمعلومات خاصة كتواريخ الميلاد وأرقام الهواتف لمعارضين سعوديين. مقابل أموال ووعود بمناصب رسمية.
مؤسسة مسك
تأسست مسك في مارس 2011، وتصف نفسها بأنها مؤسسة غير ربحية، أنشأها محمد بن سلمان.
وبحسب ما تسوق لنفسها فإن لها دور مهم في التشجيع على التعلم وتطوير المهارات القيادية لدى الشباب في المملكة.
إلا أن المفاجأة كانت بأن مسك يقودها أخطر مجرمين في المملكة، بدءاً من ابن سلمان، إلى بدر العساكر الذي يشغل رئيس مركز المبادرة في مسك.
وبحسب الفيلم فإن المؤسسة تزعم تركيزها على الشباب في المملكة لرعاية مواهبهم، وخلق البيئة الصحية لنموها.
تحت غطاء العمل الخيري كما تواجه المؤسسة اتهامات بتنفيذ أدوار أمنية مشبوهة بتجنيد الجواسيس والهكرز داخل المملكة وخارجها، بهدف قمع المعارضين.
وكان حساب “العهد الجديد” الشهير بتسريباته السياسية عبر تويتر، كشف عن مفاجأة جديدة بشأن السعودي أحمد الجبرين.
المعروف باسم أحمد المطيري، مدير شركة سماءات، والمتورط بفضيحة جواسيس محمد بن سلمان داخل تويتر بأنه انتقل للعمل مع سعود القحطاني في مكتبه بالديوان.
وتابع في تغريدته كاشفا مصير شركة أحمد الجبرين جاسوس محمد بن سلمان في تويتر:”أما شركة سماءات فقد أصبحت في مراحلها الأخيرة. بعد خروجه منها وتسريحها لـ 35 موظف من كادرها”.
وبحسب تغريدة أخرى للعهد الجديد، فإن أحمد الجبرين جاسوس محمد بن سلمان في تويتر. كان قد انهار نفسياً بعد قضيته في أمريكا. واتصل على بدر العساكر.
كما قال أحمد الجبرين للعساكر: “كيف سيكون مصيري؟ لن أستطيع السفر إلى الخارج، انتهى مستقبلي!. فقال له بدر: انتظر الموضوع مسألة وقت وسيحل”
يشار إلى أنه في يوليو 2020 قدمت وزارة العدل الأميركية لائحة اتهام جديدة في قضية التجسس عبر تويتر لصالح السعودية.
والمرفوعة أمام محكمة أميركية، لتشمل الاحتيال وغسل الأموال والتزوير والتلاعب بالأدلة.
وبعد ساعات على طلب المدعي العام الأميركي إسقاط التهم في القضية حينها، وجهت الوزارة لائحة التهم الجديدة للمتهمين الثلاثة.
وفي مقدمتهم أحمد المطيري (المعروف أيضا بأحمد الجبرين) مساعد مدير مكتب ولي العهد السعودي، وموظفا تويتر السابقان الأميركي من أصل لبناني أحمد أبو عمو والسعودي علي آل زبارة.
وتضمنت لائحة الاتهام الجديدة 7 تهم بدلا من اثنتين كانتا في اللائحة الأولى وعلى رأسها العمل عملاء لحكومة أجنبية بشكل غير مشروع دون إخطار وزارة العدل.
وغسل الأموال والتخريب والتملك غير القانوني. وتغيير أو تزوير السجلات أثناء تحقيق فدرالي.
كما تم تقديم أدلة جديدة وثقت قيام أحمد الجبرين بتدشين شركة كواجهة لنقل معلومات لصالح شركة “سماءات”. التي يديرها بدر العساكر.
ولم تقتصر لائحة الاتهام فقط على توسيع التهم والمتهمين، إنما رسمت ديباجتها بوضوح أكثر.