تدخلت واشنطن رسميا في الثأر الحاصل بين ولي العهد محمد بن سلمان والمسؤول الاستخباراتي السابق د. سعد الجبري.
وأقدمت وزارة العدل الأمريكية في خطوة نادرة للغاية على التدخل في قضية قضائية سعودية ضد الجبري من أجل حماية أسرار استخباراتية سرية.
وقالت وزارة العدل في التماس قدمته الثلاثاء إنه إذا سمح بمتابعة القضية فان ذلك قد يؤدى إلى “الكشف عن معلومات يمكن أن تضر بشكل معقول بالأمن القومي للولايات المتحدة”.
ووفقا لملف وزارة العدل، فإن مجموعة الشركات السعودية التي رفعت القضايا ضد الجبري أنشئت “لغرض القيام بأنشطة لمكافحة الإرهاب”.
وتتهم الشركة القابضة التي تدعى “ساكاب”، الجبري بالاحتيال عليهم. ومن أجل الدفاع عن نفسه ضد الاتهامات، تقول وزارة العدل إن الجبري ينوي “وصف وتقديم أدلة تتعلق بمعلومات الأمن القومي الحساسة المزعومة”.
وأصبح الجبري – الذي فر إلى كندا في عام 2017 – عدوا ولي عهد محمد بن سلمان، بعد أن عمل لسنوات إلى جانب رئيس مكافحة الإرهاب في البلاد الأمير محمد بن نايف، الذي كان منافسا لسلمان على العرش.
ثم رفعت مجموعة من الشركات السعودية المملوكة لصندوق الثروة السيادية في المملكة، الذي يسيطر عليه بن سلمان، قضايا اختلاس ضد الجبري، أولا في كندا والآن في الولايات المتحدة.
وينفي الجبري هذه الاتهامات ويتهم بن سلمان بإرسال فرقة اغتيال الى كندا لمحاولة قتله واحتجاز اثنين من اطفاله كرهائن في السعودية.
وقال الجبري إن بن سلمان قام بمحاولات متعددة لجذبه للعودة إلى المملكة، وقال إن الفريق المأجور الذي أرسل إلى كندا كان جزءا من نفس الفريق الذي قتل الصحفي جمال خاشقجي قبل أيام قليلة.
وقال مارك رايموندي، الذي غادر مؤخرا وزارة العدل حيث عمل متحدثا باسم شعبة الأمن القومي: “من النادر بالتأكيد أن تحدث مثل هذه الملفات [وزارة العدل]”.
ووفقا لمصدر كان يعمل في الحكومة ومطلع على القضية والاستخبارات، فإن المعلومات السرية التي يمكن أن تظهر تشمل العلاقات الاستخباراتية والعمليات والمصادر السرية والأساليب.
وأضاف المصدر أن الكشف عن هذه المعلومات قد يكون محرجا أيضا، لا سيما لمسؤولي عهد الرئيس باراك أوباما، نظرا للطبيعة “غير اللائقة” في كثير من الأحيان لعالم الاستخبارات.
وقال المصدر الحكومي السابق إن المملكة وحاكمها الفعلي، من خلال رفع القضية ضد الجبري في الولايات المتحدة، لم يضعا الولايات المتحدة في موقف صعب فحسب، بل أعطيا الأولوية للعداء مع الجبري على علاقة البلدين.
وأضاف المصدر “يبدو لي ثأرا شخصيا جدا لا مصالح له على المدى الطويل للمملكة وللألولايات المتحدة وللتعاون الاستخباراتي في المستقبل”.
وفي الأسبوع الماضي، كتبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى الرئيس جو بايدن مشيدين بالشراكة التي عقدها الجبري مع الولايات المتحدة على مدى عقدين من الزمن.
ودعا هؤلاء بايدن إلى المساعدة في الحصول على أطفال الجبري المسجونين، عمر وسارة، 22 و21 عاما، على التوالي.
كما سلطوا الضوء على الخطر الذي تمثله حملة محمد بن سلمان ضد الجبري على الأمن القومي الأمريكي، وأشاروا بشكل مباشر إلى إمكانية كشف معلومات سرية.