قالت دراسة دولية إن ولي العهد محمد بن سلمان قمع التيار الإصلاحي الديني في السعودية وعمد إلى دعم علماء السلطان لدعم سياساته.
وذكرت الدراسة التي أعدها الباحث المختص في التاريخ الفكري الإسلامي في جامعة أكسفورد البريطانية أندرو هاموند، أن بن سلمان لم يكن يريد إصلاح المجال الديني كما يدعي.
وأكدت الدراسة أن ولي العهد أراد في المقابل قمع التيار الإصلاحي الإسلامي الذي يدعو إلى الحريات والمجتمع المدني في السعودية.
وأشارت إلى حملة الاعتقالات والتغييب الذي نفذتها السلطات السعودية بحق علماء ودعاة على رأسهم الشيخ سلمان العودة، وأراد تقريب علماء السلطان لدعم سياساته.
وتوقعت أوساط إعلامية أمريكية مؤخرا أن تولد سلسلة القرارات والتغييرات في الشأن الديني التي أقرها ولي العهد رد فعل عنيف داخل المجتمع.
وذكرت وكالة “بلومبيرغ” الشهيرة أن بن سلمان يروج أن الدين والتنمية لا يجتمعان، مما جعل السعوديون منقسمون حول هذه التغييرات.
يتوافق ذلك مع ما ذكره مركز كارنيغي للشرق الأوسط بأن سنوات حكم الملك سلمان ونجله محمد شهدت سلسة تغييرات واسعة النطاق بالمؤسسة الدينية في السعودية.
وقالت دراسة أعدها كل من ياسمين فاروق ووناثان جي براون إن ذلك بذريعة تعزيز رؤية الرياض 2030 للانقلاب على دور الدين.
وذكرت أن التغيرات الدينية بدأت متدرجة لكنها تمثل مجتمعة إعادة هيكلة منهجية لدور الدين في السعودية وأن ذلك يعود لدور المؤسسة الدينية منذ تأسيس المملكة منذ قرن من الزمان.
ولفتت إلى أنها تطورت عقائد وهياكل المؤسسات الدينية في البلاد بطرق غير عادية ومميزة.
وقالت الدراسة: “أعطت التفسيرات الوهابية للنصوص والتعاليم الإسلامية التي تتبعها وتنفذها هيئات”.
وأشارت إلى أنها منها مثل الشرطة الدينية ووزارة التربية والتعليم والقضاء المدرّب في الشريعة.
وذكرت الدراسة أن الدولة السعودية طابعًا دينيًا لا مثيل له في المنطقة لكن هذه الخصائص ليست خالدة أو ثابتة وربما تتغير.
وحاليا يتم تغيير مركزية الهياكل الحاكمة في البلاد وإعادة تشكيلها وكبح جماحها.
كما سبق أن أكدت صحيفة “اندبندنت” البريطانية أن ولي عهد المملكة العربية السعودية ينفذ خطة متدرجة لتقليص دول الدين في الحياة العامة بالمملكة.
وأشارت الصحيفة إلى قرار السلطات السعودية تقييد صوت مكبرات أذان الصلاة في المساجد.
وقالت إنه يأتي “ضمن إطار تنفيذ خطة ابن سلمان بتقليص دور الدين في الحياة العامة تدريجيًا”.
من جانبها، سلطت شبكة BBC البريطانية الضوء على الرود الشعبية الرافضة بالسعودية لقرار بن سلمان بإغلاق مكبرات صوت المساجد.
ولفتت إلى أن القرار أثار ردود فعل عنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى انتشار هاشتاغ يدعو لحظر الموسيقى الصاخبة بمطاعم ومقاهي السعودية.
وهذا لم يكن القرار الأول، فبداية مايو الماضي، أزالت السلطات السعودية بأوامر ابن سلمان عبارة “للمسلمين فقط” عن اللوحات المرورية المؤدية إلى المدينة المنورة.
واستبدلت السلطات بإيعاز من ابن سلمان عبارة “للمسلمين فقط” ب”حدود الحرم”.