شكلت حملة #التغريد_ليس_جريمة رسالة احتجاج شعبية واسعة النطاق ضد النهج القمعي الذي يفرضه آل سعود في المملكة والقائم على سياسة الحكم بالحديد والنار ومنع أي معارضة.
وحظيت حملة إلكترونية تحت شعار “#التغريد_ليس_جريمة” التي أطلقها نشطاء ومدونون وإعلاميون تفاعلا واسعا للتضامن مع الشاب السعودي “عبد العزيز العودة” الذي تم اعتقاله بشكل تعسفي بسبب منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وهدفت الحملة إلى تسليط الضوء على قمع سلطات آل سعود المستمر ضد المغردين والمدونين وتضامناً مع المغرّد الشاب عبدالعزيز العودة الذي وقع ضحية الاعتقال التعسفي على خلفية تعبيره عن الرأي”.
ويظهر من تغريدات “عبدالعزيز” تأييده للقضية الفلسطينية، واستنكاره لظهور أصوات تنادي بالتقارب مع الاحتلال الإسرائيلي في المملكة.
وكان أعلن “عبدالله” نجل الداعية السعودي المعتقل “سلمان العودة”، اعتقال أحد أفراد العائلة على خلفية تغريدات داعمة للقضية الفلسطينية.
وقال “عبدالله” عبر حسابه على “تويتر”: “فُجِعت عائلة العودة بخبر اعتقال ابنها عبدالعزيز العودة، وقد كان هذا الاعتقال على خلفية تغريدات يدافع فيها عن القضية الفلسطينية”.
وأضاف: “بهذا الاعتقال تتكشف النوايا السيئة في الاستمرار في حملات الاعتقال والقمع حتى لمجرد تأييد القضية الفلسطينية والدفاع عنها”.
وبهذا الاعتقال تتكشف النوايا السيئة في الاستمرار في حملات الاعتقال والقمع حتى لمجرد تأييد القضية الفلسطينية والدفاع عنها
وأكد حساب “معتقلي الرأي” أن “اعتقال العودة يأتي ضمن مسلسل القمع الممنهج لإسكات الأصوات الحرة في المملكة”، وحمّل سلطات آل سعود “المسؤولية كاملة عن سلامة وحياة عبد العزيز العودة”، وسط مطالبات بالإفراج الفوري عنه من دون قيد أو شرط مسبق.
ومنذ صعود “محمد بن سلمان” لولاية العهد في 2017، غصت مواقع التواصل الاجتماعي خاصة على “تويتر” بآراء وتغريدات لناشطين وصحفيين وإعلاميين سعوديين أطلقوا وابل تعليقات تستخف بالقضية الفلسطينية وتدعو للتطبيع مع (إسرائيل) في حملة تبدو مصممة لتمهيد الطريق أمام أي تقارب رسمي بين الرياض وتل أبيب.
وفي أغسطس/آب 2018، طالبت منظمة العفو الدولية سلطات آل سعود بإطلاق سراح المعتقلين فورا دون قيد أو شرط، واحترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وقالت منظمات دولية إن سلطات آل سعود مستمرة في ارتكاب انتهاكات الاحتجاز التعسفي للنشطاء والمعارضين السلميين لفترات طويلة دون محاكمة حيث يقضي المئات منهم عقوبات بالسجن لفترات طويلة لانتقادهم السلطات أو الدعوة إلى إصلاحات سياسية وحقوقية أو لمجرد تغريدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وشددت على أن ذلك يتناقض مع التزامات المملكة تجاه المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تكفل الحق في الرأي والتعبير، وأن أي إصلاح حقيقي في المملكة مرهون بشكل جوهري بالسماح للمفكرين الدينيين ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين والمدونين بالتعبير عن أنفسهم دون خوف من الاعتقال والإعدام.
وفي الوقت الذي يصعد فيه حملة القمع، فإن نظام آل سعود يصعد تورطه بالتطبيع المشين مع إسرائيل بما في ذلك إرسال منتخب المملكة الأول لكرة القدم هذا الأسبوع إلى الضفة الغربية المحتلة.
وقد نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية مقالاً للكاتب الإسرائيلي “إيليؤر ليفي” يتحدث عن مباراة منتخب المملكة والمنتخب الفلسطيني التي تم إقامتها في مدينة رام الله.
وقال الكاتب الإسرائيلي إن المباراة التي شهدها ملعب “فيصل الحسيني” بين منتخبي فلسطين والسعودية، في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 بقطر وكأس آسيا 2023، تتجاوز الرياضة إلى السياسة، في ضوء شبكة العلاقات المركبة والمتضاربة بين الطرفين.
ولفت “ليفي”، إلى أن العلاقة بين الطرفين شهدت هبوطا أكثر من الصعود بعد “إحساس الفلسطينيين بأن الرياض هجرتهم، لصالح تطلعاتها الاقتصادية والعالمية”.
وأضاف: “إذا كانت المباريات تشكل 90% كرة قدم و10% سياسة، فإن هذه المباراة كانت تشكل 90% سياسة و10% كرة قدم”.
واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن نتيجة المباراة “حملت خيبة أمل للرياض بعد أن انتهت بصفر لصفر، لكنها في المقابل نتيجة جيدة للفلسطينيين من السماء، تبقيهم في الصورة بعد انتصار وخسارة سابقين”.
وكانت الهيئة العامة للرياضة السعودية قد أعلنت، في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، خوض المنتخب الأول للمملكة مباراته أمام المنتخب الفلسطيني بمدينة رام الله في الأراضي المحتلة، وذلك بعد أن رفض رفضا قاطعا اللعب هناك في التصفيات الماضية للبطولتين نفسهما.
وتهدف سلطات آل سعود من وراء إرسال المنتخب الرياض إلى إحداث احتكاك رسمي مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد ناصر القحطاني المعارض السعودي، أن دخول المنتخب السعودي الأراضي المحتلة الفلسطينية يعد إحدى خطوات وممهدات التطبيع الرسمي بين المملكة و “إسرائيل”.
وقال القحطاني: “ستعمد سلطات الاحتلال إلى إحسان معاملة البعثة السعودية، ورعايتها رعاية تامة، كذلك ستغطي القنوات الإسرائيلية هذه الزيارة التاريخية، وسيؤخذ اللاعبون للصلاة في المسجد الأقصى، وهو ما حدث”.
وأوضح أن المنتخب يرافقه بعثة إعلامية مرافقة ستعد تقاريرها الإعلامية حتى تنشرها لمشجعي الفريق؛ “حتى يروا كيف أن “إسرائيل” جميلة، والتعامل معهم كان راقياً”.
ولفت إلى أن نظام آل سعود لن يتردد في إيجاد أي وسيلة ليطبّع بها العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، لذا كانت الرياضة أسهل الطرق للتأثير على عقول الشعب السعودي، لأن غالبيتهم لا يعبؤأون بالسياسة ولا يتأثرون بمتغيراتها، على عكس كرة القدم، التي تعتبر محركاً رئيسياً لتوجيه عقول الشعب، خاصة فئة الشباب.
يشار إلى أن المنتخب السعودي وصل إلى الأراضي الفلسطينية الأحد الماضي، بعد مروره من جسر الملك الحسين ومعبر الكرامة الذي تسيطر عليه السلطات الإسرائيلية، والسلطة الفلسطينية.
وقد خضع جميع أفراد البعثة السعودية للتفتيش والتدقيق من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أنزل جميع السعوديين في قاعدة انتظار خاصة بهم، وعمد إلى فحص جوازاتهم كأي مسافر عادي.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت العلاقات السعودية-الإسرائيلية تطبيعاً واسعاً تزامناً مع صعود محمد بن سلمان لولاية العهد، أسوة بالإمارات والبحرين، وسط حديث عن استعداد المملكة لإقامة علاقات مع الدولة العبرية، بحسب تقارير إسرائيلية وغربية.