الأهواء الشخصية لمحمد بن سلمان تبقى تحكم التعيينات الكبرى في السعودية

تبقى الأهواء الشخصية لولي العهد رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان تحكم التعيينات الكبرى في السعودية وهو ما ينعكس سلبا على تصاعد تخبط وتعثر المشاريع الكبرى التي يروج لها في المملكة.

فقد تسببت حفلة شاطئية فاشلة لم تعجب ولي محمد بن سلمان في الإطاحة برئيس مشروع نيوم السعودي نظمي النصر بحسب ما كشفت صحيفة التايمز البريطانية.

وذكرت الصحيفة أن محمد بن سلمان غير راضٍ عن افتتاح منتجع سندالة على البحر الأحمر ما دفعه إلى إقالة النصر علما أن المشروع الذي يعد أساس رؤية 2030 الاقتصادية تخبطات وتحديات عديدة.

ومنتجع سندالة كان يُفترض أن يُسكت منتقدي مشروع نيوم، لكن نظمي النصر أُقيل من منصب الرئيس التنفيذي بعد فترة وجيزة من افتتاحه

قبل عامين، أُعلن عن المشروع بضجة كبيرة من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وعندما فتح منتجع سندالة أبوابه للزوار لأول مرة الشهر الماضي على هامش مؤتمر أعمال كبير في الرياض، أقامت نيوم حفلة شاطئية تضمنت عرضًا موسيقيًا لأليشيا كيز وحضور نجوم مثل ويل سميث.

بعد أسبوعين، أقال محمد بن سلمان نظمي النصر. وقد كانت الشائعات قد ترددت منذ أشهر عن قرب رحيله، لكن الإقالة المفاجئة أثارت تساؤلات حول الأسباب التي دفعت الأمير أخيرًا لاتخاذ القرار.

ففترة إدارة النصر لمشروع نيوم، الذي يُعتبر الأكثر طموحًا – والأكثر انتقادًا – في المملكة، تميزت بالتأخير والجدل منذ البداية.

والنصر كان قد تفاخر في وقت سابق بقيادته الموظفين كـ”عبيد”، لكن لم يكن هناك الكثير من التقدم ليبرزه. يهدف نيوم إلى تضمين مشاريع مثل “تروجينا”، منتجع التزلج ذو الثلج الاصطناعي الذي سيستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029، واستاد مخطط لاستضافة كأس العالم 2034.

لكن منتجع سندالة كان النقطة الفاصلة بالنسبة للأمير محمد، حسبما قال أحد المطلعين. فالأمير، الذي يرأس صندوق الاستثمارات العامة (PIF) الذي يمتلك نادي نيوكاسل يونايتد، ويشغل أيضًا مقعدًا في مجلس إدارة نيوم، يعتبر المشروع مفتاحًا لإصلاح الاقتصاد المعتمد على النفط وتحويل المملكة إلى مركز سياحي ومالي.

كان منتجع سندالة يهدف إلى إسكات منتقدي نيوم. وأعلن وزير السياحة أحمد الخطيب عن افتتاحه في مقابلة مع صحيفة “ذا تايمز”، قائلاً إن المشروع سيفاجئ المشككين.

عندما افتُتح المنتجع أخيرًا، لم يكن الأمير محمد راضيًا، حسبما أفادت أربعة مصادر لـ”ذا تايمز”. وُصف المشروع، الذي صممته الشركة الإيطالية لوكا ديني، بأنه “عادي” بالنسبة للمبلغ الذي أُنفق عليه، بينما اعتقد الأمير أنه كان يجب أن يكون فريدًا من نوعه.

وقد استأجر النصر 40 يختًا لزيادة عدد الحضور في الحدث، بالإضافة إلى 40 ضيفًا حضروا على قواربهم الخاصة، وفقًا لشخص مطلع على الأمر.

ونيوم رفضت التعليق على رحيل النصر، واكتفت ببيان أعلنت فيه أنه غادر منصبه وعينت مديرًا تنفيذيًا مؤقتًا. وأشارت إلى أن نيوم دخلت “مرحلة جديدة من الإنجاز”.

كان من المفترض أن يكون سندالة مهمة بسيطة بالنسبة للنصر، الذي أوصله خلفيته في مجال البناء وسجله في تحقيق الإنجازات في شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية إلى المنصب. لكن مشاريع سعودية أخرى، رغم أنها أقل طموحًا، مثل مشروع البحر الأحمر الذي يتضمن فنادق على جزر على طول الساحل، وبوابة الدرعية في الرياض، حققت أهدافها.

على مدار العام الماضي، اضطرت السعودية إلى إعادة التفكير في المشروع بينما تشدد الحزام بسبب انخفاض أسعار النفط والعجز المتوقع في الميزانية.

ومع اقتراب مواعيد تسليم المشاريع، تزداد الضغوط المالية، ومن المتوقع أن يُحاسب المزيد من المسؤولين التنفيذيين، حسبما قال أحد المصرفيين في المنطقة.

قال المصرفي: “الأمر يتعلق بما إذا كان قادرًا على تقديم ما يريده محمد بن سلمان. لم يتمكن من ذلك، ودفع الثمن.”

وعلى الرغم من العروض التقديمية التي تهدف إلى جذب المستثمرين المشككين، يتطلب المشروع شخصًا يمكنه بيع الرؤية وجذب الاستثمارات. السؤال الرئيسي الآن هو ما إذا كان بإمكان نيوم تعديل خططها لتصبح أكثر واقعية.