دشن ناشطون في المملكة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم #لابوك_لابو_صهينتك, تحديا لنظام آل سعود في تماديه في التطبيع مع إسرائيل.
وردت حملة المغردين على ما قام به “الذباب الالكتروني” المؤيد لسلطات آل سعود الذي اطلق وسم #باعو_الكضية_وشتمونا, ليهاجم فيه الفلسطينيين ويتهمهم ببيع أرضهم.
وأكد الناشطون على الموقف الثابت من القضية الفلسطينية ورفض كل محاولات التشويه أو الإساءة للشعب الفلسطيني أو تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي, وأن القضية الفلسطينية هي القضية الاساسية للعالم العربي اجمع.
ويرى ناشطون أن هناك حملة ممنهجة رسمية لقتل الضمير الشعبي في المملكة تجاه القضية الكبرى، لأجل عقد تحالف خطر ومخيف تباع فيه حقوق الشعب ومقدساته وأراضيه.
وشددوا عبر الوسم على أن أسوأ ما تنتجه حملات الذباب الإلكتروني هو أنها تقدم تصورا للشعوب العربية – والشعب السعودي مثلا- بوصفه شعبا لا يهتم بالقضية الفلسطينية، مؤكدين أن ما أسموه “حملات التصهين” هي فقط عمل إلكتروني لا يمثّل الشعب السعودي ولا قيمه.
ووصفوا من يهاجمون الفلسطينيين بـ”المتصهينين” الذين يدعمون التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى أن “من يبيع المسجد الأقصى -ثالث الحرمين- يبيع الحرمين كذلك”.
وشارك عدد كبير من الناشطين والمعارضين في الوسم، من أبرزهم عبد الله العودة نجل الشيخ المعتقل من قبل النظام السعودي سلمان العودة، والذي شن حملة هجوم واسعة على نظام آل سعود رافضا السياسات التطبيعية المعلنة مع إسرائيل والخيانة العلنية للقضية الفلسطينية.
وأشار العودة في تغريداته إلى أن قضية القدس كانت وما زالت وستبقى أبد الدهر في عمق الحس الشعبي العربي والإسلامي، ومقياسا لضمير الإنسان السعودي أيضا.
وأضاف: “لكي تعرف أن هذا الذباب المأجور يدار صهيونيا وعبر الشركات المشبوهة المعروفة صهيونيا.. فقط لاحظ تلك الوسوم التي يرفعونها ويدعمونها ليطعنوا فيها بالضمير العربي”.
يذكر أن هذه الحملات تأتي بعد أيام من طرد عدد من الفلسطينيين ناشطا سعوديا من المسجد الأقصى والقدس القديمة، أثناء زيارة تطبيعيه كان يقوم بها إلى تل أبيب، التقى خلالها أعضاء من الكنيست ورئيس الوزراء لإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقالت صحيفة “معاريف” العبرية إن الحكومة الإسرائيلية بعثت برسالة إلى الديوان الملكي بخصوص المدون والإعلامي محمد سعود الذي قام بزيارة تطبيعية إلى إسرائيل والقدس المحتلة الأسبوع الماضي.
ووفقا للصحيفة، فإن حكومة الاحتلال طلبت من الرياض عدم القيام بأي إجراءات عقابية ضد المدون السعودي بسبب هذه الزيارة، حيث “كان الوفد ضيفا على إسرائيل”.
وذكرت الصحيفة أن الرسالة التي بعثتها تل أبيب إلى الرياض بخصوص المدون سعود، كانت طبقا لتقديرات المحلل السياسي للشؤون العربية “إذاعة الجيش الإسرائيلي”، جاكي حوجي، من خلال اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوفد الإعلامين العرب الذين كان من ضمنهم المدون السعودي.
ولعل الرسالة غير المباشرة والمبطنة لرئيس الوزراء نتنياهو كانت خلال تصريحاته للوفد المطبع “يمكنني القول بكل قناعة إنه دون إسرائيل لكان الشرق الأوسط سينهار تحت نير قوى التطرف الإسلامي سواء الشيعي الذي تقوده إيران أو السني الذي يقوده تنظيم الدولة الإسلامية”.
والحديث يدور عن رسالة غير مباشرة بعثتها تل أبيب إلى الديوان الملكي بعد طرد المدون السعودي من المسجد الأقصى، وتوجيه انتقادات شديدة اللهجة له وللوفد التطبيعي المرافق له بالعالمين العربي والإسلامي.
وضمن الإجراءات التي حذرت إسرائيل المملكة من الإقدام عليها ضد المدون سعود الاستدعاء للتحقيق أو الفصل من الجامعة أو إسقاط الجنسية عنه، بحسب ما تناقلت وسائل إعلام بالعالم العربي.
وأوضحت أن مثل هذه الإجراءات العقابية ضد الناشط سعود من شأنها أن تمنع قطار التطبيع للوفود من العالمين العربي والإسلامي، وهي تحمل رسالة سياسية بشأن مستقبل العلاقة بين تل أبيب والرياض.
ويعني لقاء نتنياهو المباشر بالمدون سعود -وفقا لمراقبين- “رسالة مباشرة للقصر الملكي عدم استهدافه أو إيذائه”.
وكشف حوجي النقاب عن أن الخارجية الإسرائيلية وجهت دعوة إلى سعوديين آخرين مع المدون سعود، لكن السلطات في الرياض لم تمنحهم التصاريح، مما يؤكد أن الرياض كانت على دراية وعلم مسبق بأن وفد من الإعلاميين من المملكة سيزور إسرائيل، وقدر أن المدون سعود حصل على إذن بموجب علاقات عائلته.
وزار الناشط السعودي تل أبيب ضمن وفد يضم ستة إعلاميين من دول عربية بدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وتضمن برنامج الوفد زيارة متحف تخليد ذكرى المحرقة (الهولوكوست)، والكنيست الإسرائيلي، وأماكن مقدسة في القدس المحتلة.
وخلال الزيارة، تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يظهر فيها سعود وهو يُطرَد من البلدة القديمة للقدس المحتلة ومن داخل الحرم المقدسي الشريف، وذلك رفضا لمشاركته في زيارة برعاية سلطات الاحتلال.
وأظهرت مقاطع الفيديو تعرّض سعود -وهو طالب في كلية القانون بالرياض- للإهانة والسب من عدد من المقدسيين بسبب مشاركته في زيارة تطبيعية لإسرائيل التي تحتل المدينة المقدسة وتضيق على أهلها.