يتصاعد الجدل في المملكة العربية السعودية بسبب حملات نظام آل سعود للتمهيد للتطبيع مع إسرائيل ومن ذلك نشر وسم #فلسطين_ليست_قضيتي على مدار الأيام الماضية.
وعندما غرّد الكاتب السعودي تركي الحمد على تويتر قائلا “ببساطة.. فلسطين ليست قضيتي”، كان يدرك أنه تجرأ على كلام خطير، لكنه أراد على ما يبدو دفع الذباب الإلكتروني من جديد لتأييد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.
والذباب الإلكتروني خلايا مليونية تنشط في تويتر تحت أسماء وهمية في غالبها، ويتم توجيها بإشارة لنصرة قضية أو مهاجمة أخرى، تبعا لما يتسق مع توجهات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ولئن كانت السعودية لم تؤيد علنا التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، فإن الذباب المناصر لمواقفها الرسمية التقط إشارة الحامد على عجل، ودفع بوسم “فلسطين ليست قضيتي” إلى قائمة الأكثر تداولا عالميا.
وبعد مرور أسبوع على إعلان التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، يواصل الذباب الإلكتروني تهيئة المجتمع السعودي لخطوة مماثلة.
ولا تتوفر معلومات رسمية عن عزم السعودية الاقتداء بالإمارات وإقامة علاقات مع إسرائيل، لكن مصادر غربية وإسرائيلية تلمح إلى أن الرياض باتت على مرمى حجر من التطبيع.
وقبل يومين قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يتوقع انضمام السعودية إلى الاتفاق الذي أعلنته الإمارات وإسرائيل.
وفي وقت سابق، قال وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين -في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم- إنه “سيتم توقيع اتفاقيات أخرى مع المزيد من دول الخليج والدول الإسلامية في أفريقيا”.
وتابع قائلا “أعتقد أن البحرين وسلطنة عمان على جدول الأعمال بالتأكيد. بالإضافة إلى ذلك، فهناك في تقديري فرصة بالفعل العام المقبل لاتفاق سلام مع دول أخرى في أفريقيا، وعلى رأسها السودان”.
أما الهدف الأكبر في مسار التطبيع فهو السعودية، وفقا لتصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، في مقابلة مع قناة “إن بي سي” (NBC) الأميركية.
ونقلت وكالة دويتشه فيله الألمانية أن الدول المرشحة للاقتداء بالإمارات، هي: السعودية، والبحرين، وسلطنة عمان، والسعودية، والسودان، وموريتانيا.
وربما يفسر هذا التوجه إصرار الذباب الإلكتروني على مواصلة النيل من القضية الفلسطينية، ووصفها بأنها ليست محورية ولم تعد قضية العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
ومثل الحامد، صرّح كثيرون بأن القضية الفلسطينية ليست قضيتهم، ولم يكتفوا بذلك بل هاجموا الفلسطينيين واتهموهم ببيع أرضهم والتنكر لمن يناصرهم.
وفي هذا السياق، قال محمد سليم “الفلسطينيون ينطبق عليهم المثل: ضربني وبكى وسبقني واشتكى”، وغرد خالد الخوطير بالقول “قضية فلسطين بالنسبة لي أشبه ما تكون بتشجيع الفريق المنافس في بطولة خارجية ممثلا للوطن، فالواجب الوقوف بجانب ممثل الوطن، لكن جمهوره وإدارته وإعلاميوه يكرّهونك فيه. هذا بالضبط ما يحدث في القضية الفلسطينية، قضية عادلة لكن أصحابها أفسدوها”، وختم بالقول “فلسطين ليست قضيتي”.
أما محمد سعود فقد كتب اسمه بالعبرية ووضع علم إسرائيل إلى جانب العالم السعودي، وكتب “فلسطين ليست قضيتي بل السلام قضيتي، السلام يصنعه الشجعان”.
وإلى جانب الهجوم على فلسطين وسلطتها وفصائلها بما فيها حركة حماس، استغل آخرون الفرصة لتوزيع الشتائم على تركيا وقطر وإيران.
لكن التبرؤ من القضية الفلسطينية والهجوم على الشعب المرابط في الأرض المباركة ليس بالأمر الذي يمكن للسعوديين القبول به، فقد غردت أعداد هائلة من السعوديين رفضا واستنكارا لوسم “فلسطين ليست قضيتي”.
وعلى الفور، رد السعوديون على الحمد والذباب بالقول إن من الطبيعي أن لا تكون فلسطين قضيتهم، لأنها قضية الشرفاء والشجعان والمخلصين للدين والوطن.
وشدد العديد من السعوديين على أنهم أولى بالقضية الفلسطينية من غيرهم، نظرا لمواقفهم التاريخية في نصرة الشعب الفلسطيني ولكونهم قدموا ملكا من أجل هذه القضية، في إشارة الى اغتيال الملك فيصل المعروف برفضه لقيام إسرائيل على الأرض العربية المغتصبة عام 1948.
واستشهد العديد من السعوديين بمقولة الملك فيصل “الكيان الصهيوني عدو، ولا توجد دولة اسمها إسرائيل”.
وكتب عبد الرحمن “فلسطين قضيتنا الأولى”، مرفقا تدوينته بفيديو يخطب فيه الملك فيصل قائلا إنه لن يرضى بوجود إسرائيل وتقسيم فلسطين “ولو رضي العرب جميعا، لن ندخل معهم في هذا الاتفاق”.
وعلقت إيمان بالقول: “شيء طبيعي، كم مرة حكينا أنها فقط قضية الشرفاء. افهموا”، وكتب آخر “فلسطين ليست قضيتي بل عقيدتي”.
وغرد عبد العزيز التويجري “ببساطة فلسطين قضيتي وقضيةُ كُلِ مُسلِمٍ”، وأضاف طارق “قضيتي الأولى والأخيرة الأبدية”.
وكتب ماهر علي “المملكة العربية السعودية مُجبرة على دعم القضية الفلسطينية، لأنها تمثل رأس العرب والمسلمين ولا ينازعها في ذلك أحد، فهي تبقى كذلك حتى لو كره البعض ذلك”.