قالت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية إن السعودية أصبحت أكبر هدف في جهود الولايات المتحدة لتعبيد طريق العلاقات مع إسرائيل وسط تعويل على ولي العهد محم بن سلمان في تحقيق ذلك.
وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية حرفت سريعا انتباهها بعد إعلان الإمارات وإسرائيل عن تطبيع العلاقات نحو هدف مراوغ ومهم: السعودية.
وحسب الصحيفة ركز جارد كوشنر صهر ومستشار الرئيس دونالد ترامب الذي ساعد في التوسط بالاتفاق الأخير، نظره على السعودية وإقناعها باتخاذ الخطوة المهمة. إلا أن المهمة تظل صعبة، رغم العلاقات القريبة بينه وبين بن سلمان.
ونقلت الصحيفة عن المحلل السابق في سي آي إيه والباحث المتخصص شؤون الخليج بروس ريدل قوله: “السعودية هي اللعبة” ولكن بوجود الملك سلمان الذي “يعتبر مؤمنا حقيقيا بالقضية الفلسطينية” فلن يحدث هذا في القريب العاجل.
ومنذ دخول الرئيس ترامب البيت الأبيض، قام صهره بعقد علاقات مع الجيل الجديد من حكام الخليج: محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، وولي عهد السعودية. وقضى كوشنر الليل وهو يتحدث مع الأمير محمد ووقف معه عندما تعرض لانتقادات دولية في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، عام 2018.
قال كوشنر الإثنين: “عقدت عدة نقاشات مع محمد بن سلمان حول (تطبيع العلاقات) ومع الملك سلمان” والتطبيع سيكون “جيدا جدا” للتجارة والدفاع السعوديين
وأضاف كوشنر “عقدت عدة نقاشات الآن مع محمد بن سلمان حول (تطبيع العلاقات) ومع الملك سلمان” مضيفا أن التطبيع سيكون “جيدا جدا” للتجارة والدفاع السعوديين. وزعم أيضا أن التطبيع مفيد للفلسطينيين.
ويرى المحللون في المنطقة والدبلوماسيون الغربيون أن الأمير محمد الذي يدفع باتجاه إصلاح المملكة نظر إليه كشخصية مستعدة لدفع الفلسطينيين على القبول بالخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، كجزء من محاولاته تعزيز العلاقة مع إدارة دونالد ترامب والمؤسسة الأمريكية الحاكمة.
ويعتقد أن الملك سلمان الذي يملك القرار النهائي في الأمور الرئيسية وقف أمام محاولات محمد بن سلمان لدفع المملكة لمربع التطبيع.
وعندما أعلن الرئيس ترامب في كانون الثاني/يناير عن خطته التي تعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل رفضها الملك سلمان علانية.
ورغم العلاقة القريبة بين محمد بن سلمان وكوشنر كانت السعودية غائبة بشكل واضح عن الورشة الاقتصادية التي نظمها كوشنر بالبحرين دعما للخطة.
وتقول الصحيفة إن الموقع القيادي للسعودية في العالم الإسلامي يقلل من احتمالات اتباع السعودية خطوات الإمارات العربية المتحدة. فالملك هو خادم الحرمين، في مكة والمدينة، وأخبر في العام الماضي مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي أن القضية الفلسطينية تظل جوهرية وأن المملكة “ترفض أي خطوات تمس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس”.
ويطالب الفلسطينيون بانسحاب إسرائيل من القدس الشرقية التي احتلتها عام 1967 لكي تكون عاصمة دولتهم. وقال كوشنر يوم الإثنين: “يحظى الملك سلمان بموقع قوي في قلب الشعب الفلسطيني وقضيته وكذا محمد بن سلمان”، و”هما يريدان دولة للفلسطينيين”. ولم تصدر السعودية بعد موقفها الرسمي من الاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي.
وقال مصدر مطلع إن الرياض “مختلفة جدا” عن الإمارات رغم العلاقة القوية بين البلدين. وقال إن الإمارات “صغيرة ولا يوجد هناك عنصر ديني. وما ستخسره الإمارات أقل مما سنخسره. وما سيقدمونه لإسرائيل أقل مما سنقدمه”.
وظهر هاشتاغان على تويتر السعودي بعد إعلان الإمارات وعكسا استقطابا حول القرار. واستخدم المعارضون للإعلان هاشتاغ “مواطنون خليجيون ضد التطبيع” فيما استخدم الذين دعموا القرار هاشتاغ “إلى جهنم أنتم وقضيتكم” وعكس مواقف سعوديين ناقدين للفلسطينيين وأنهم غير ممتنين لدعم المملكة لهم.
ومثل الإمارات زادت السعودية في عهد بن سلمان من تعاونها السري مع إسرائيل خاصة في المجال الأمني والاستخبارات.
وقال بريان هوك المبعوث الخاص لإيران: “ساعد العدوان الإيراني بعض الدول لمواجهة العدو المشترك”.
واعتبر مسؤول في إدارة ترامب البحرين وعمان المرشحان المحتملان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد الإمارات. ولم يستبعد المغرب أيضا.
وقال مايك سينغ الذي كان مسؤولا عن الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي في إدارة جورج دبليو بوش إن البحرين التي تعتمد على الدعم الإماراتي والسعودي راغبة بالتفاوض حول التطبيع لكنها تريد معرفة الرد الإقليمي على المبادرة الإماراتية. فيما تتردد عمان في استعداء إيران.
وأضاف إن دولا أخرى خارج المنطقة قد تفكر بمبادرات دبلوماسية مع إسرائيل مثل إندونيسيا وماليزيا وتحدث المسؤولون الإسرائيليون عن السودان كمرشح قوي.
وقال مسؤول بارز في إدارة ترامب: “لا أحد يعرف” إن كانت السعودية ستقوم بخطوة تطبيع العلاقات مع إسرائيل و”كل خطوة تزيد الثقة وهذا هو المسار الذي يجب أن تتخذه المنطقة”.