دعوة لـ #مليونية_ضد_التطبيع احتجاجا على إعلام آل سعود

دعت شخصيات أكاديمية وحقوقية في المملكة إلى #مليونية_ضد_التطبيع مع إسرائيل احتجاجا على ترويج إعلام نظام آل سعود في مسلسلات شهر رمضان لفكرة التطبيع.

وجاء في بيان إعلان الحملة “في هذه الأيام يستمر مشروع التطبيع بمحاولة اعلامية لزراعة فكر التطبيع خاصة خلال مسلسلات مليئة بالانحرافات التاريخية”.

وأضاف البيان “فندعو شعب بلاد الحرمين وجميع المسلمين للانضمام الى مسيرة افتراضية تحت وسم #مليونية_ضد_التطبيع مساء يوم الجمعة المقبل الساعة العاشرة مساء بتوقيت مكة المكرمة والقدس الشريف”.

وأكد البيان أن “مسيرة افتراضية ضد التطبيع السعودي والعربي بيد حكام العرب الخونة والجبان حتى ننادي بأن #فلسطين_قضيتي ونرفض كلام المطبعين بأن #فلسطين_ليست_قضيتي”.

يأتي ذلك فيما أدانت حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، بث مجموعة الـ mbc الإعلامية التابعة لنظام آل سعود مسلسلين يحملان رسائل تطبيعية خلال شهر رمضان المبارك.

ودعت حركة المقاطعة في بيان لها الجماهير العربية، بالذات الشعب السعودي إلى مقاطعة قناة mbc خلال شهر رمضان، كما دعت جميع الشركات لسحب استثماراتها والامتناع عن أيّ شراكةٍ (لغرض الدعاية أو غيره) مع المجموعة حتى تتراجع عن تطبيعها الثقافي.

وأكدت الحركة أن مسلسل “مَخرج 7” حوّل الصراع العربي مع إسرائيل ومناهضة التطبيع إلى موضوع يتقبل اختلاف وجهات النظر، فالمسلسل “يحاول الترويج في أذهان شعوب منطقتنا لمقولة أنّ إسرائيل هي (جار شقيق وأليف)، لا عدوّ مجرم”.

أما مسلسل “أم هارون” الذي يتناول قصة امرأةٍ يهوديةٍ عاشت في الكويت في أربعينيّات القرن الماضي، فانه “يعتمد على المغالطات التاريخية الهادفة إلى تطبيع وجود دولة الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي في المنطقة”.

وأدانت حركة المقاطعة بشكل قاطع ومبدئي كل أشكال العنصرية، بما فيها العنصرية ضد اليهود، ومحاولة الخلط بين اليهود كمجموعة دينية، من جهة، وإسرائيل كنظام استعماري عنصري، من جهة أُخرى.

وأكدت الحركة أن “الخطورة الأكبر لهذه الإنتاجات الفنية التطبيعية تكمن في توقيتها وأهدافها، ولا يمكن فصلها أبداً عن السياق السياسي للمنطقة ومحاولات تمرير صفقة القرن الأمريكية-الإسرائيلية، وما يرافقها من تطبيع بعض الدول العربية الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية”.

ويرى مراقبون أن إعلام آل سعود تجاوز موضوع التطبيع، بل صار إعلاماً موجهاً بشكل مباشر لاستعداء الشعب الفلسطيني والترويج لفكرة أنهم أعداء حقيقيون، بينما الصهاينة هم شماعة، ولا يوجد عداء حقيقي معهم، بل حتى أدخلوا الأطفال في مشروعهم كإشارة رمزية إلى الأجيال القادمة، وهنا يكمن الخطر الكبير تربية أجيال على هذه الأفكار وتصوير الشباب الذي لديهم انتماء إلى قضايا الأمة شخصيات ساذجة وسخيفة.

وهذا الخطر يضع العرب والمسلمين اليوم أمام معركة جديدة، فإذا كنا بالأمس نقول إن لدينا معركة خارجية مع الدعاية الصهيونية، بتنا اليوم أمام جبهة داخلية لمواجهة دعاية تلك المؤسسات الإعلامية، ولكن ما الذي أعددناه لهذه المواجهات؟.

وقد أثارت مجموعة “إم بي سي” موجة غضب منذ بداية شهر رمضان، واتُهمت بالترويج للصهيونية والتطبيع مع إسرائيل، بداية من عرض مسلسل “أم هارون” الكويتي الذي يثير جدلًا حادًا واتهامه بتزوير التاريخ والإساءة للمرأة الخليجية، ومسلسل “مخرج 7” الذي يهاجم الفلسطينيين وقضيتهم.

ودعا رواد منصات التواصل الاجتماعي لمقاطعة القناة، ودشنوا وسم (#قاطعوا_MBC) ردًا على المغالطات الجسيمة التي يطرحها المسلسلان، بحق الفلسطينيين خاصة، وتزوير الحقائق التاريخية بشكل عام.

وتضمنت الحلقة الثالثة من مسلسل “مخرج 7” مشهدا أثار ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما خاض في موقف بعض الفلسطينيين من الدول العربية، الأمر الذي اعتبره البعض جرأة وتباينت ردود الفعل حوله.

وعرض المشهد حوارًا بين الممثلين ناصر القصبي وراشد الشمراني يتحدثان فيه عن الفلسطينيين، فالأول استغرب رغبة الثاني في إقامة علاقات عمل مع الإسرائيليين، ليرد الشمراني بالقول “العدو هو الذي لا يقدّر وقفتك معه، ويسبّك ليل نهار أكثر من الإسرائيليين”.

ويضيف “كل تضحياتنا لأجل فلسطين، دخلنا حروب وقطعنا النفط لأجل فلسطين، وعندما أصبح عندهم سلطة ندفع تكاليفها ورواتبها ونحن أحق بالأموال، يهاجمون السعودية مع أول فرصة”.

ليرد القصبي “أصابع يدك ليست متشابهة، فمثلما يوجد فلسطينيون هُجّروا عام 1948 وتعرضوا للمذابح، في المقابل هناك من باع أرضه لليهود، ومثلما واجه فلسطينيون في الانتفاضة الأخيرة الإسرائيليين بصدور عارية أمام الدبابات، هناك فلسطينيون يموّلون الجدار العازل. هم بشر مثلهم مثل غيرهم، فيهم الطيب وفيهم الرديئ، لكن إسرائيل هي التي تغذي العداوة بين الفلسطينيين والعرب”.

فقال الشمراني “ظنك نوقف معهم (يقصد الفلسطينيين)، وهم لعنوا خيرنا”، ليرد القصبي “نحن نقف مع الحق والمبدأ والضمائر”.

وانهالت ردود الفعل المتباينة على منصات التواصل فالبعض رأى في المشهد موضوعية، بينما رأى كثيرون لاسيما في حديث الشمراني، تزويرًا للواقع ودعوة للتطبيع مع إسرائيل، منتقدين الذباب الإلكتروني المدافع عن التطبيع والداعم للصهيونية.

كما أكد مغردون أن إعلام آل سعود يتعمد الترويج للتطبيع وتكريس للكراهية ضد الفلسطينيين، فيما أكد آخرون أن قناة إم بي سي عموما لا تمثل السعوديين ولا الموقف العربي الرافض للتطبيع.

من جهتها دخلت وزارة الخارجية الإسرائيلية على الخط لتساند حملات الذباب الإلكتروني الداعم للصهيونية والتطبيع، عبر حسابها الرسمي على تويتر “إسرائيل بالعربية”.

من جهتها قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إن محاولات التطبيع الثقافي مع الاحتلال والدعوة له، والتي تقوم بها جهات عربية عبر تشويه الوعي مرفوضة جملة وتفصيلا وتستحق الإدانة من كافة المستويات الرسمية والشعبية في أمتنا العربية والإسلامية.

وأكدت الحركة في بيان لها على أن جملة الافتراءات على شعبنا البطل المقاوم والتي جاءت عبر مسلسلات درامية لا أساس لها من الصحة، وإن هذه الافتراءات التي تحاول تبرير التطبيع مع المحتل من زاوية زرع الحقد والعداوة بين أبناء شعبنا وأمتنا لن يكتب لها النجاح.

وأضافت “لقد كانت فلسطين وستظل وفية لكل الأوفياء للأقصى والقدس والذين لا يقبلون العلاقة مع محتل غاصب قتل وهجر شعبنا من أرضه ويريد فرض التهويد على المسجد الأقصى المبارك الذي سالت من أجله دماء العرب والمسلمين في معارك بطولية العام 1948 والتي لازالت شاهدا على وحدة الأمة وتكاتفها في الدفاع عن فلسطين”.

ودعت حركة حماس جماهير الأمة العربية الحية للرد على دعوات التطبيع ووقف مسلسل زرع العداوة في عقول أبناء الأمة ضد فلسطين والقدس، وإن بطولة نسائنا في القدس ودفاعهن عن المسجد الأقصى وأمهات الشهداء والأسرى شاهدة على وفاء قل نظيره.

كما عبّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن إدانتها واستنكارها الشديدين لحملة التحريض وخطاب الكراهية ضد شعبنا العربي الفلسطيني، من إعلام آل سعود مثل “أم بي سي”، الذي يدعو من خلال عرضة مسلسلين إلى التطبيع مع الاحتلال وتحسين صورته، في مقابل شيطنة الفلسطينيين.

وأشارت الجبهة في بيان لها إلى أن الترويج للتطبيع يتزامن مع توسيع الاحتلال من هجمته الشرسة ضد الشعب الفلسطيني على كافة الصعد، والتهديد بمصادرة المزيد من الأراضي في الضفة الغربية، تنفيذا للخطة الأمريكية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي مطلع العام الحالي، مما يدعونا لاعتبار تلك الحملة ومن يقف خلفها جزء من تلك الخطة التي تشن على شعبنا وقضيته العادلة، خدمة للاحتلال.

وطالبت الجبهة شعوب الأمة العربية في الخليج، وقواها الوطنية والقومية لرفض ذلك الخطاب والدعوة لوقفه فوراً، واستغلال تلك المساحات والإمكانيات الاعلامية لفضح جرائم الاحتلال المستمرة بحق الأسرى واللاجئين والمقدسات الدينية والوطنية، دفاعاً عن عروبة القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.

وأكدت الجبهة بأنها على قناعة تامة بأن هذه المواقف المتصهينة المهزومة نشاز، ولا تُعبّر عن المواقف العروبية الأصيلة والمبدئية لأبناء امتنا في الخليج العربي من دعم نضال شعبنا الفلسطيني، ومن رفض التطبيع بكافة أشكاله

وسارع الكثير من النشطاء في الوطن العربي، لإطلاق حملة رفض واستنكار عبر وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي، نبذوا فيها المطبعين ونددوا بأعمالهم واصفينها بالخيانة.