بسبب التطبيع.. تدهور شديد بصورة المملكة لدى الفلسطينيين
يتآمر نظام آل سعود على القضية الفلسطينية بالتطبيع مع إسرائيل ودعم صفقة القرن الأمريكية ما تسبب بتدهور شديد في صورة ومكانة المملكة لدى الفلسطينيين.
وأثار مقطع فيديو يظهر مغنيان فلسطينيان في حفل غنائي وهم يتهمون آل سعود وولي عهدها محمد بن سلمان بالعمالة لصالح إسرائيل جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
وأظهر الفيديو مغنيان فلسطينيان وهما محاطان بالعشرات من الشباب يوجهون اتهامات لنظام آل سعود بالخيانة والعمالة لإسرائيل .
والمقطع، هو جزء من “حداية فلسطينية” يتبارى فيها مغنيان بأبيات شعرية، ويجمع كل طرف منهما الى جانبه مناصرين، ويتآولان في فن اشبه بالزجل في لبنان, وغالبا ما يعتمد الفلسطينيون في أعراسهم هذا النوع من الفنون.
ووفق هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” فقد حصد الفيديو أكثر من مليون ونصف المليون مشاهدة على موقع تويتر.
ووصل التوتر بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الفلسطينيين والذباب الالكتروني المؤيد لولي العهد محمد بن سلمان الى ذروته، إثر انتشار مقطع الفيديو، وهو ما دفع مغردي ولي العهد للرد، متهمين الفلسطينيين ببيع القضية الفلسطينية.
ورد ما يعرف إعلامياً بـ “الذباب الإلكتروني” السعودي على هذا الحفل بإطلاق وسم #باعوا_الكضيه_وشتمونا” للتعليق على مقطع الفيديو، والإساءة للقضية الفلسطينية.
إلا أن البعض رأوا هذا الحفل الغنائي رد فعل طبيعياً لما وصفوه بتسريع نظام آل سعود لوتيرة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي من جانب، واستضافة البحرين مؤخراً لورشة البحرين للترويج للجانب الاقتصادي مما يعرف إعلامياً بـ “صفقة القرن” .
وقال مغردون إن جهود التطبيع من قبل بعض الساسة في الخليج وعلى رأسهم محمد بن سلمان ستؤثر سلبا على القضية الفلسطينية وقدرة الشعب الفلسطيني على استرداد حقوقه.
ومؤخراً ، لقن أطفال فلسطين أحد السعوديين الذي يزور الأراضي المحتلة بدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية، درساً قاسياً، بعد أن أحاطوا به وطردوه خلال تجوله في القدس.
وانتفض إعلاميون مقربون من ولي العهد السعودي التعامل الفلسطيني مع المتصهين السعودي، مبررين التطبيع مع إسرائيل بأنه الرد الطبيعي للتطبيع الفلسطيني مع إيران .
ويمضي قطار تطبيع آل سعود مع الاحتلال الإسرائيلي مسرعا ويطوى محطاته بأكثر ما كان يتوقع المراقبون، وأعلن الاحتلال مؤخراً عن مشروع سكك حديدية يربط دولة الاحتلال بالرياض.
وأن قطار التطبيع قد قطع مسافة كبيرة، ولا يمكن لدولة الاحتلال أن تعلن عن هذا المشروع الضخم والأول من نوعه إلا بعد حصولها على ضمانات عربية ودولية لتشغيله، وكذلك توفير مصادر تمويله من نفس الدول العربية التي وافقت عليه.
وأن التطبيع السياسي والاقتصادي بدأ يأخذ شكلاً علنياً بين “إسرائيل” والعديد من الدول العربية وتحديداً السعودية، فالحديث يدور عن لقاءات سياسية وتوافق حول قضايا تخص الشرق الأوسط، ومشاريع اقتصادية مشتركة تم الحديث عنها، وهناك بالفعل مكاتب تجارية تعمل في دول خليجية مع الاحتلال بالتبادل”.
وإنجاز هذا المشروع، يعني أن إسرائيل استطاعت التغلغل إلى العمق العربي وفك عزلتها، وتحقيق نوع من الأمان الاقتصادي لنفسها والاستقرار لشعبها، ويعني أنها قامت بالالتفاف على الحقوق الفلسطينية والتنكر لها وإنهاء القضية الفلسطينية بالطريقة التي ترضي “إسرائيل”، وتشجيع الهجرة اليهودية إليها من كل دول العالم، وتشجيع الدول على إقامة علاقات معها على اعتبار أنها دولة الأمر الواقع.
وإن إسرائيل لم تبق عدواً للكثير من الدول العربية وعلى رأسها المملكة، بل باتت حليفاً هاماً في المنطقة، وهي ضمن مخطط “الشرق الأوسط” الجديد، الذي تكشفت ملامحه في “صفقة القرن” التي تعتمد على تهميش القضية الفلسطينية بعيداً عن حل الدولتين واللاجئين، وتوطيد العلاقات العربية والخليجية وعلى رأسها السعودية بإسرائيل.
وكان ممَّا أثار الكثير من ردود الفعل الغاضبة، ودل على أن تطبيع آل سعود مع الاحتلال بدأ يأخذ شكلاً علنيّاً، التصريحات التي صدرت عن بن سلمان لمجلة “أتلانتيك” الأمريكية، والتي أعرب فيها عن “إيمانه بأن الفلسطينيين والإسرائيليين من حقهم أن تكون لهم أراضيهم الخاصة”.