قالت صحيفة “التايمز” إن الناشطة لجين الهذلول الرائدة المطالبة بحق قيادة السيارة حكم عليها بالسجن بتهم إرهابية.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن الناشطة التي تحولت إلى وجهة للمطالبة بحق المرأة حُكم عليها بالسجن لمدة خمسة أعوام وثمانية أشهر.
وعدت ذلك الحكم بأنه سيكون امتحانا لدعم الحلفاء الغربيين للبلد.
وتساءل محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “التايمز” ريتشارد سبنسر، عن طبيعة الاتهامات التي وُجهت لها.
وذكر سبنسر أن من بعض التهم التحدث مع صحافيين أجانب وسفارات بما فيها بريطانيا والولايات المتحدة، الحليفتان للسعودية.
وكانت الهذلول واحدة من ثماني نساء على الأقل اعتُقلن قبل أسابيع من رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة في حزيران/ يونيو 2018.
وجاءت الاعتقالات بعد أوامر وصلتهن عبر الهاتف بعدم نسبة قرار رفع الحظر لنشاطهن لأنه صدر شخصيا من ولي العهد محمد بن سلمان.
وأعلن عنه في أيلول/ سبتمبر عام 2017.
وكان اعتقالهن تحذيرا بعدم اتخاذ قرار ولي العهد الذي بدأ عددا من الإصلاحات للنظام القانوني، رخصة لطلب المزيد من الحقوق السياسية.
قضية عائلية
تؤكد التايمز أن قضية الهذلول تبنتها وبقوة شقيقتاها وشقيقها الذين يعيشون في الغرب.
وخاصة بعدما أخبرت عائلتها أنها تعرضت للتعذيب والتهديد أثناء الاعتقال. وقالت إن واحدة من جلسات التعذيب حضرها سعود القحطاني، مستشار ولي العهد.
وقالت لينا الهذلول: “شقيقتي ليست إرهابية” .
“أن تسجن بسبب نشاطها والمطالبة بنفس الإصلاحات التي يلوح بها وبفخر محمد بن سلمان والمملكة هو صورة عن النفاق الكامل”.
وقالت شقيقتها الثانية علياء: إنها شعرت بالغضب عندما سمعت الأخبار التي أعلن عنها خلافا للتقاليد عبر وسائل الإعلام السعودية.
لكنها قالت إن شقيقتها ستخرج بعد شهرين، حيث تم احتساب فترة سجنها وتعليق عامين وعشرة أشهر من الحكم.
وتابعت: “يفهم الجميع الآن أن الحكومة تريد حفظ ماء وجهها”.
انتهاكات حقوقية
لكن خروجها يعني أنها ستظل تحت الرقابة حتى نهاية فترة وقف التنفيذ بالإضافة لخمسة أعوام من حظر السفر مما يضعها أمام مخاطر من انتقام جديد.
وقالت لعائلتها إن القحطاني هددها شخصيا، وهو نفس الشخص الذي قال المحققون الأمريكيون إنه الذي أشرف على عملية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.
ونوهت إلى أن القحطاني هدد باغتصاب لجين وقتلها وتقطيع جثتها.
وقالت عائلتها إن لجين رفضت عرضا من الادعاء العام للإفراج عنها مقابل توقيع إقرار بأنها لم تتعرض للتعذيب والتهديد.
وترى التايمز أن الحكم الصادر هو بمثابة تحد للرئيس الأمريكي المقبل جوزيف بايدن، الذي شجب العلاقة القريبة التي أقامها القادة الأمريكيون المتعاقبون.
وسيتعرض الرئيس المنتخب لضغوط كي يدفع وبقوة للإفراج عن بقية المعتقلين السياسيين بالمملكة، بمن فيهن أربع ناشطات حقوقيات.
وجاء الحكم بعد آخر ضد نسيمة السادة التي سجنت لخمسة أعوام منها عامين مع وقف التنفيذ.
ويقول سبنسر إن الأصول الاجتماعية للجين جعلتها الناطقة المناسبة لحملة رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات.
والتي كانت ولعقود من أهم القضايا المعروفة في السعودية.
وتعلمت في كندا حيث كان والدها ملحقا بحريا بالسفارة السعودية هناك، وتتحدث اللغة الإنكليزية بطلاقة.
وعملت في مجال العلاقات العامة بالإمارات، وتزوجت كوميدياً سعودياً معروفاً.
وكانت أول تجربة لها مع الاعتقال بعدما قُبض عليها وهي تقود سيارتها برفقة والدها الذي كان يدعمها.
أما المرة الثانية فقد تم اعتقالها على الحدود مع الإمارات. وبعد ذلك اختُطفت وهي تسير في أحد شوارع أبو ظبي وسُلمت للسعودية.
ضغوطات خارجية
ويعتقد أن الحملة العامة للدفاع عنها التي ظهرت بعد اعتقالها كانت سببا وراء غضب السلطات السعودية.
وأثارت قضيتها رد فعل من ولي العهد أو من مستشاريه على الأقل.
وقالت منظمة أمنستي انترناشونال إن الناشطات تعرضن للصعقات الكهربائية والضرب وهن في المعتقل.
وأحيلت قضيتها للمحكمة المتخصصة بالنظر في قضايا الإرهاب هذا الشهر.
فيما رفضت المحكمة الجنائية التي استمعت للادعاء اتهامات فريق دفاعها أنها تعرضت للتعذيب، وتم سحب الاعترافات منها بالإكراه.
ووصفت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليت أن الحكم “مثير للقلق العميق” و”نفهم أن هناك إفراج قريب ممكن عنها ونحن نشجعه بقوة كأمر عاجل”.
وكان أول عمل للملك سلمان بعد توليه العرش في 2015 هو الإفراج عن ناشطة اسمها لجين الهذلول.
التي اعتقلت في الأول من كانون الأول/ ديسمبر 2014 وهي تقود سيارتها عبر حدود الإمارات احتجاجا على منع المرأة السعودية من قيادة السيارة.
وعندما أفرج عنها أخبرها المسؤولون في السجن أن خروجها لم يكن ممكنا لولا تدخل ولي عهد بريطانيا الامير تشارلز.
ومع ذلك كان تحركا مهما لأن محمد بن سلمان الصاعد في السلطة قال إنه يريد إصلاحات اجتماعية لوضع المرأة.
لكن وضع الناشطين والناشطات السياسيين في السعودية أصبح خارج تأثير العائلة البريطانية الحاكمة.
علاقة بايدن
ويعلق سبنسر أن خروج الهذلول القريب بعد دخول جوزيف بايدن البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير ليست مصادفة، وهي رسالة.
فصعود ولي العهد تقاطع مع صهر دونالد ترامب، جارد كوشنر الذي أقام علاقة معه.
وتحول ولي العهد إلى شخصية منبوذة بسبب اعتقال الناشطين وقتل جمال خاشقجي.
لكن هذا لم يقف أمام علاقة الصداقة التي فتحت الباب أمام الديمقراطيين لشجب الأمير.
وفي جوهر هذا إمدادات السلاح الأمريكية وموقع السعودية في المظلة الأمريكية الأمنية.