السعودية تحبس أنفاسها قبل يومين من الانتخابات الأمريكية
ناقشت صحف عربية الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمعة بعد يومين وفُرص فوز كل من المرشحَين الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطي جو بايدن.
وتساءل كُتاب عن الأسباب التي تجعل المملكة “تحبس أنفاسها” قبيل الانتخابات الأمريكية وتفضِّل فوز ترامب في ظل زيادة فرص بايدن في الفوز في هذه الانتخابات.
ويقول جلال جراغي في صحيفة رأي اليوم اللندنية إن “الإعلان عن نتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن فيها يجعل السعودية تحبس أنفاسها وتشعر بقلق شديد حيال التطورات المقبلة”.
ويضيف جراغي أن الانتخابات الأمريكية أصبحت “الشغل الشاغل للسعودية ووسائل إعلامها حيث تبذل قصارى جهدها للتأثير على الناخبين العرب المقيمين في أمريكا لدفعهم نحو صناديق الرأي لمصلحة الرئيس دونالد ترامب”.
ويتابع الكاتب: “تشعر السعودية هذه الأيام وبعبارة أدق ولي عهدها محمد بن سلمان، بقلق عميق وبل برعب شديد من إمكانية فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والسبب في ذلك يرجع من جهة إلى مواقف بايدن من منطقة الشرق الأوسط خاصة السعودية”.
ولفت إلى احتمالية إزالة دعم ترامب للسعودية وبقاء ولي عهدها وحيدًا أمام تحديات تواجهها المنطقة وتعرض كرسيه الملكي الذي يتطلع إليه للخطر.
ويشير مروان سمور في موقع “الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية” إلى أن ترامب هو المرشح الأفضل بالنسبة للسعودية.
ويقول سمور: “لقد اختار ترامب السعودية لتكون أول محطة له خارج البلاد بعد انتخابه، وتم التوقيع أثناء الزيارة على صفقات بقرابة 460 مليار دولار. فضلا عن موقف ترامب في دفاعه عن السعودية في ملف مقتل الصحفي جمال خاشقجي “.
ويضيف الكاتب: “يتوقع السعوديون أن تكون سياسة بايدن تشابه سياسة أوباما والتي كانت العلاقات الأمريكية السعودية وقتها يشوبها التوتر، حيث كان بايدن نائبًا له”.
وترى سارة شريف في صحيفة الدستور المصرية أن السعودية أبدت توافقا مع سياسيات إدارة الرئيس ترامب، وبالتحديد فيما يخص الشرق الأوسط مما يرجح رغبة المملكة في فوزه في الانتخابات.
وتقول سارة: “السعودية، التى رجح رئيس الموساد يوسى كوهين إعلانها تطبيع علاقاتها مع إسرائيل قريبا، كما يبدو أنها تتصرف مثل عُمان -دون عجلة رغم وجود علاقات سرية مع إسرائيل مستمرة منذ سنوات عديدة- يبدو أنها (السعودية) تفضل انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية قبل أن تقرر خطواتها”.
وتضيف الكاتبة: “بشكل ما كانت السعودية حاضرة خلف الكواليس في كل الاتفاقات السابقة، فهي من أعطت الضوء الأخضر للإمارات والبحرين بهدف تكوين كتلة سياسية-أمنية ضد إيران، ولمساعدة ترامب في الانتخابات”.
وأشارت إلى أن هناك تقارير تقول إن السعودية هي من تقف وراء سداد ديون السودان للولايات المتحدة، البالغة أكثر من ٣٠٠ مليون دولار، كشرط لشطبه من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، ولكن كما يبدو أن الخطوة المرتقبة تنتظر ترتيب صفقة أسلحة كبيرة من واشنطن كشرط لقبول السعوديين التطبيع مع إسرائيل.
يقول هايل ودعان الدعجة في صحيفة الدستور الأردنية إن شخصيات ومؤسسات أمريكية مدنية وعسكرية “تفكر بإعادة ترتيب بيتها الداخلي ومن بوابة الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة مدفوعة بالتداعيات السلبية التي تركتها سياسات الرئيس ترامب على المجتمع الأمريكي نفسه، وشكلت قاسما مشتركا مع المحيط الدولي الأمر الذي قد يعزز من ورقة المرشح الديمقراطي بايدن”.
ويتابع الدعجة: “خاصةً وأن الولايات المتحدة كما دول العالم لا يمكنهما تحمل الرئيس ترامب لفترة رئاسية ثانية في ظل الأزمات والتحديات التي فرضها على المشهدين الأمريكي والدولي”.