عشية ذكرى الاغتيال.. جائزة دولية لوثائقي جريمة خاشقجي
حازم الفيلم الوثائقي حول جريمة قتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي “مملكة الصمت” بجائزة “إيمي” الدولية وذلك قبيل ذكرى حادثة الاغتيال بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان.
وأعلن منتج الأفلام الوثائقية صامويل بلاك، اليوم الخميس، فوز فيلمه “مملكة الصمت”، عن جريمة قتل جمال خاشقجي، بجائزة “إيمي”.
وكتب بلاك على حسابه الرسمي على “تويتر”: “من دواعي سروري أنّ فيلمنا الوثائقي “مملكة الصمت” قد نال جائزة إيمي الليلة. وفوق كل شيء، شكراً لكل من تحلى بالشجاعة للتحدث معنا من أجل الفيلم”.
وبدأت شبكة “شوتايم” في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2020 عرض فيلم “مملكة الصمت”، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لمقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، على يد فريق مؤلف من 15 سعودياً.
الفيلم من إخراج الأميركي الحائز على جائزة “إيمي” ريك رولي، ومن إنتاج أليكس جيبني، بالتعاون مع لورانس رايت.
ويتناول الفيلم تفاصيل العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، باعتبارها الأساس في جريمة مقتل الصحافي السعودي.
ووفق بيان لـ”شوتايم”، فإنّ اغتيال خاشقجي هو “نقطة انطلاق ستكتشف من خلالها مملكة الصمت التاريخ بين الولايات المتحدة والسعودية، وذلك في العقود التي سبقت التفاعلات والعلاقات المثيرة للجدل بين إدارة ترامب ووليّ العهد السعودي محمد بن سلمان”.
ويسلّط الفيلم الضوء على رحيل خاشقجي، كصحافي، من ساحات القتال في أفغانستان إلى أروقة السلطة في واشنطن والرياض، ومن الربيع العربي إلى فترة صعود ولي العهد محمد بن سلمان.
في وثائقي “مملكة الصمت” نتابع كل هذه الحيوات التي عاشها الصحافي السعودي حتى قتله في أكتوبر/تشرين الأول 2018 في قنصلية السعودية في إسطنبول. نراه بكاميرته وملابسه الميدانية جنباً إلى جنب مع بن لادن ومن كانوا يسمّون المجاهدين العرب في أفغانستان إبان الغزو السوفييتي. ثمّ نراه متحمساً للعدوان الأميركي على العراق عام 2003، ثمّ نراه مواطناً سعودياً خائباً ومنفياً ووحيداً بين واشنطن وإسطنبول.
وعلى طول خطّ رواية سيرة جمال خاشقجي، نتابع سيرة أخرى، متوازية وملازمة لحياته: سيرة العلاقات الأميركية ــ السعودية، ولعلّ ما يقوله الكاتب والصحافي مروان بشارة في الشريط يختصر تقاطع السيرتين “عند كل مفترق طرق في التاريخ السعودي الحديث، وفي العلاقات الأميركية ــ السعودية الحديثة، كان جمال موجوداً، كاتباً أو شارحاً”.
خلال ساعة و37 دقيقة يأخذنا المخرج الأميركي ريك رولي، في رحلة متأرجحة بين الروايتين المتلازمتين. ومع كل مشهد، وكل شهادة للضيوف الذين اختارهم، نكتشف تفصيلاً إضافياً من حياة الصحافي السعودي، وتفصيلاً آخر عن عمق العلاقة الأميركية ــ السعودية التي تسمو فوق كل الانتهاكات، والقمع والدكتاتورية.
لا يركّز الوثائقي على قتل جمال خاشقجي، وإن كان يبدأ بالجريمة وينتهي بها، لكنّه ليس عملاً عن واحدة من أبشع جرائم الاغتيال في العقود الأخيرة.
عوضاً عن ذلك، يسير بخطّ زمنيّ متصاعد، يروي لنا تطوّر المملكة وتطوّر حياة خاشقجي. “ولاؤه لبلاده تطوّر، تماماً كما تطورت السعودية”، تقول صديقته ماغي ميتشل سالم.
يستعيد الوثائقي المحادثات بين أعضاء الفريق الذي قتل خاشقجي. وتروي أغنيس كالامارد، المقرّرة الأمميّة الخاصّة المعنيّة بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء التي ترأست التحقيق الدولي المستقل في مقتل خاشقجي، تفاصيل التحقيق وتفاصيل اللحظات الأخيرة.