أحصت منظمة حقوقية أن 54 امرأة سعودية لا يزالن قيد الاعتقال داخل سجون نظام آل سعود تحت ذرائع واهية وغير قانونية.
وقالت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان: هناك ٥٤ سيدة على الأقل قيد الاعتقال التعسفي في سجون النظام السعودي، بينهن مجموعة من المدافعات عن حقوق الإنسان.
وأشارت المنظمة الأوروبية إلى تعرض هؤلاء بدرجات متفاوتة للتعذيب الجسدي والتحرش الجنسي والمعاملة السيئة.
وأضافت أن النظام السعودي اعتقل 87 امرأة منذ ولاية الملك سلمان وابنه ولي العهد (2015-2020).
ونوهت إلى أن هناك 50 معتقلة حاليا في سجن “ذهبان” بمدينة جدة، فيما أفرجت السلطات سابقا عن ٨ لكن محاكمتهن لا زالت قائمة، و8 نساء أفرج عنهن نهائيا.
وقالت المنظمة الأوروبية إن مصير واحدة من المعتقلات ما زال مجهولا.
وتوفيت المعتقلة حنان الذبياني داخل سجن “ذهبان” في 10 أكتوبر 2016م، الأمر الذى قوبل بتنديد حقوقي دولي واسع ومطالبات بالإفراج عن معتقلات الرأي.
وعرض فيلم وثائقي لقناة “الجزيرة” الفضائية، مؤخرا، التعذيب الوحشي الذي تعرضت لهن المعتقلات في سجن “ذهبان”، مفندا كما جاء على لسان ناشطات وناشطين الاتهامات الموجهة إليهن من قبل حكومة آل سعود، وشرح أساليب التعذيب المستخدمة ضدهن.
ونقل الوثائقي شهادة “يُمنى ديساي” المعتقلة السابقة والتي كانت شاهد عيان على ما جرى في سجن “ذهبان” الذي تحتجز فيه معتقلات الرأي، وقد التقت العديد منهن وتحدثت إليهن، كما قدمت تفاصيل السجن بالرسم، فضلا عن الحياة اليومية والقصص المتبادلة والزنازين التي احتجزت فيها المعتقلات.
وقالت “يُمنى” إنها كانت تعمل في التدريس إلى أن تلقت اتصالا من إدارة جامعة حائل، وتم إخبارها بوجود مشكلة في جواز سفرها تستدعي الذهاب إلى مكتب الجوازات، وبمجرد مغادرتها مبنى الكلية وجدت قوات الأمن السري في انتظارها، وتم أخذها إلى منزلها وتفتيشه ثم تحويلها إلى مكتب الأمن الرئيسي بحائل ومن ثم إلى سجن ذهبان.
وأضافت أنه لم يكن مسموحا للأجانب بإجراء مكالمات دولية، ولذلك لم تتواصل مع أهلها طوال ثلاث سنوات من الاعتقال، مشيرة إلى أن السعودية تدعي محاربتها للإرهاب إلا أن ممارستها تنشر الكراهية بين الناس.
وقالت الناشطة “سحر الفيفي” إن إحدى المعتقلات تم انتزاع ملابسها وتصويرها عارية وتم وضع صورتها على طاولة التحقيق لإجبارها على الإجابة، كما أنه تم تعريض بعض المعتقلات للتحرش الجنسي وهن مكبلات بالأصفاد (السلاسل الحديدية).
وتعرضت عدد من الناشطات للتحرش الجنسي باللمس في أماكن حساسة، وبالتعرية، وبالتصوير وهن عرايا، وتعرضت واحدة منهن على الأقل للتعذيب النفسي، وفق منظمات حقوقية.
وأشار المحامي الدولي المعنيّ بحقوق الإنسان “رودني ديكسون” إلى أن القوانين المستخدمة لمحاكمة المعتقلات في المملكة مبهمة وغامضة وغير محددة، ولذلك يسهل استغلالها لتبرير أي فعل وفرض العقوبة التي ترغب بها السلطات السعودية.
أما الناشطة الحقوقية “حصة الماضي” فقالت إنها استطاعت عند لجوئها للسويد أن تكتب قصة ملاحقتها والانتهاكات الجارية في المملكة، كما تعاونت مع المنظمات الدولية رغم التهديدات التي تلقتها عبر أسماء مستعارة بالإعادة الجبرية للسعودية أو بالقتل.
ونددت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش بحدة التعذيب وسوء المعاملة لمعتقلات الرأي في سجون نظام آل سعود بما في ذلك التحرش الجنسي وطالبتا بإنهاء الاعتقال على خلفية الرأي في السعودية.